
بغداد - «وكالات» : اقتربت معركة الفلوجة من مركز المدينة التي يسيطر عليها تنظيم داعش حيث أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي،عن انطلاق عملية استعادة طريق استراتيجي جنوب غرب المدينة، موضحا أن الفرقة الثامنة بالجيش وبمساندة مقاتلي الحشد العشائري بدأت عملية لاستعادة طريق استراتيجي يربط منطقة الفلاحات بتقاطع السلام جنوب الفلوجة، مشيرا الى أن أهمية الطريق تنبع كونه يربط ناحية عامرية الفلوجة بناحية الحبانية
هذا واندلعت معارك «عنيفة» بين القوات الأمنية العراقية وعناصر تنظيم داعش على مشارف حي نزال داخل مدينة الفلوجة.
ويقع حي نزال خلف حي الشهداء الأولى جنوبي الفلوجة الذي أعلنت السلطات العراقية استعادته من قبضة التنظيم والذي قالت عنه انه أكبر الأحياء في المدينة.
وذكرت المصادر ان القوات العراقية تخوض معارك «شرسة» مع داعش عند مشارف حي نزال في محاولة لاقتحامه.
هذا واكدت كتلة تحالف القوى العراقية وجود آلاف القوائم من متطوعي الانبار قُدمت لميليشيا الحشد للانضمام الى الحشد العشائري الا انها لم تقبل.
فيما اشارت الكتلة إلى وجود عشرة آلاف من ابناء العشائر ضمن هيئة الحشد الشعبي ولا يستلمون رواتب ولا يملكون تجهيزات.
وقال رئيس الكتلة احمد المساري إن عملية احتواء ابناء الانبار بالحشد العشائري لم تكن المستوى المطلوب، مشيرا الى وجود معركة سياسية مع الحكومة ومع هيئة الحشد الشعبي في موضوع تجنيد وتسليح ابناء العشائر.
وأضاف المساري أنه لا توجد ارادة حقيقة في تسليح ابناء العشائر، مبينا ان الحشد في الانبار لم يسلح تسليحا صحيحا، ونوعية وكمية السلاح التي وصلت قليلة ورديئة.
وشدد المساري على ضرورة اعطاء الدور لابناء الانبار ومشاركة الجيش في عملية استعادة مناطق الأنبار.
وتابع ان سياسة الحكومة خلال الفترات الماضية هي التي منعت مشاركة الحشد العشائري بالعمليات العسكرية.
وبشأن الانتهاكات في الفلوجة، اكد المساري ان هناك انتهاكات سلبية حدثت في الصقلاوية وموثقة ومسجلة، موضحا وجود الرفض لمشاركة الحشد الشعبي في استعادة الفلوجة.
من جانب آخر صرح مسؤول عراقي، أمس الإثنين، بأن 49 مدنياً قتلوا وفقد 643 آخرين بسبب الانتهاكات التي قامت بها فصائل الحشد الشعبي في إطار عملية تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش.
وقال صهيب الراوي محافظ الأنبار في تصريح صحافي إن «نتائج التحقيقات التي أجرتها اللجنة التي شكلها محافظ الأنبار بقضية انتهاكات الحشد الشعبي ضد المدنيين الأبرياء من أهالي مدينة الفلوجة أثبتت مقتل 49 مدنياً بينهم 3 جثث مجهولة الهوية وفقدان 643 آخرين كانوا سلموا أنفسهم لفصائل الحشد الشعبي في ناحية الصقلاوية بعد تعرضهم للتعذيب الجماعي بمختلف الوسائل ومصادرة أموالهم والمصوغات الذهبية والسيارات الخاصة».
وأضاف أن «عدد القتلى قابل للزيادة من خلال التوسع في مجرى التحقيقات ولا نعرف مصير المفقودين وأماكن احتجازهم وان المحتجزين الناجين ممن تم إطلاق سراحهم تعرضوا للتعذيب الجماعي الشديد بمختلف الوسائل وأصيبوا بإصابات خطيرة ومتوسطة».
وأشار إلى أن «جميع الناجين من المدنيين الذين كانوا محتجزين لدى الحشد الشعبي مورست بحقهم أساليب مست بكرامتهم الشخصية والنيل من الاعتقاد المذهبي والانتماء المناطقي».
وأكد الراوي أن «إفادة الناجين وشهود العيان وخلال التحقيقات تبين وجود أجانب من غير العراقيين يعملون مع فصائل الحشد، وأن تدخل قوات الشرطة الاتحادية جاء بالوقت المناسب من خلال تسلمهم للمدنيين الذين احتجزهم الحشد الشعبي في محاور الفلوجة».
من جهة أخرى أعلن قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أمس الإثنين، إحباط هجوم لداعش على مقر عسكري شمال الرمادي.
وقال المحلاوي في حديث لـ «السومرية نيوز» إن «تنظيم داعش الإرهابي شن هجوماً بواسطة عجلات مفخخة، وأسلحة متنوعة، على مقر عسكري للجيش بالفرقة العاشرة في منطقة الجرايشي شمال الرمادي».
وأضاف المحلاوي أن «قواتنا الأمنية المتواجدة في المقر تمكنت من صد الهجوم وقتل جميع عناصر التنظيم المهاجمين، وتدمير العجلات المفخخة التي يقودها الانتحاريون».
يذكر أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر يسيطرون على مناطق البوذياب والجرايشي والبوفراج، وغالباً ما تتعرض تلك القوات لهجمات من قبل داعش، ويتم التصدي لها وقتل المهاجمين.
من جهة أخرى أطلق تنظيم داعش النار، الجمعة، النار على مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مدينة الفلوجة العراقية، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا بينهم نساء وأطفال وإصابة عشرات آخرين بجروح، حسب ما افاد ناجون ومصدر أمني الاحد.
ويستخدم التنظيم المتطرف المدنيين دروعا بشرية للدفاع عن معقله في الفلوجة منذ بدء القوات العراقية هجومها في 22 مايو لاستعادة المدينة، كما اطلق النار مرات عدة على المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار.
وأكد عدد من الاهالي الهاربين الذين وصلوا الى معسكرات للنازحين في جنوب المدينة تشرف عليها منظمات اغاثية، مقتل عدد من سكان الفلوجة خلال محاولتهم الفرار عبر نهر الفرات.
وأكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، الأحد، مقتل 18 شخصا معظمهم من النساء والاطفال واصابة العشرات على يد عناصر التنظيم جنوب الفلوجة، الجمعة.
واوضح أن «عائلات كانت تحاول الفرار ولدى وصولها الى تقاطع السلام جنوب المدينة، اطلق التنظيم النار باتجاه افرادها بصورة عشوائية».
وقال ايضا ان القوات العراقية، التي كانت تبعد نحو 200 متر ويفصل بينها وبين المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون، ساتر ترابي يبلغ ارتفاعه 3 امتار، أنقذت عددا من الجرحى.
وتنتمي اغلب الاسر التي هاجمها التنظيم الى عشيرتي البو حاتم والبو صالح اللتين لم يطلق عليهما التنظيم المتطرف صفة «العامة»، وهي تسمية يطلقها على كل اسرة تعيش معه.