
بغداد - «وكالات» : قالت مصادر عراقية إن ميليشيا الحشد تحتجز العشرات من أهالي الصقلاوية في مدرسة بمنطقة الصبيحات شرق الفلوجة.
وأفادت المصادر المحلية أن ميليشيا العصائب تحتجز عشرات الأشخاص من ناحية الصقلاوية في مدرسة البيادر بمنطقة الصبيحات الواقعة جنوب الكرمة شرقي الفلوجة، وأضافت المصادر أن الميليشيات تنفذ إعدامات ممنهجة بحق المعتقلين.
وإن صحت هذه المعلومات فستكون ضمن سلسلة طويلة من التقارير التي تحدثت في الأيام الماضية عن قيام الميليشيات بإعدامات وتعذيب بحق معتقلين من ناحية الصقلاوية والسجر وقبلها ناحية الكرمة والتي وثقتها صور فيديو وأدانتها الأمم المتحدة.
وقد علت المطالب من جانب شيوخ عشائر المنطقة وكذلك برلمانيين عراقيين بضرورة تسليم الملف الأمني في الصقلاوية والمناطق الأخرى التي استعيدت من تنظيم داعش إلى الشرطة الاتحادية والحشد العشائري.
في المقابل، أعلن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى الزبيدي أن تنظيم داعش ارتكب مجزرة بحق مدنيين من عشيرتي البو صالح والبو حاتم في منطقة تقاطع السلام غرب الفلوجة بعد أن توجهوا إلى الطريق المؤدي إلى عامرة الفلوجة.
أما على صعيد المعارك الدائرة في جنوب الفلوجة، فقد أفاد مصدر في شرطة الأنبار عن معارك كر وفر بين القوات المشتركة وداعش الذي وضع عدة خطوط دفاعية لتأخير وعرقلة تقدم القوات العراقية باتجاه مركز المدينة فيما تحدثت قيادة عمليات معركة الفلوجة عن وصول قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقوات أخرى إلى مسافة 3 كيلومترات من مركز الفلوجة بعد سيطرتها على حي الشهداء، كما واصل طيران التحالف وسلاح الجو العراقي غاراته على مراكز التنظيم ومخازن أسلحته في جنوب وغرب المدينة.
من جانب آخر أفادت مصادر متطابقة أن عمليات حرق جرت لمقار حزبية موالية لإيران، ولرموز طائفية مرتبطة بالنظام الإيراني مثل صور الخميني وخامنئي، وذلك في محافظات وسط وجنوب البلاد.
ودفعت الأحداث بزعماء دينيين شيعة إلى التحذير مما سموها معركة شيعية شيعية.
ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الموجود في إيران للاعتكاف، إلى إبعاد النجف عن المظاهرات وذلك بعد أنباء عن موجة إحراق مقار حزبية في المدينة.
وطالب الصدر كل من يريد التظاهر بالتوجه إلى العاصمة بغداد وإبعاد أي مظاهر للتظاهر عن النجف.
من ناحية أخرى لا تزال أنباء الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي والمخاوف بشأن أهالي مدينة الفلوجة هي الغالبة على موقف أغلب الكتل السنية.
«تحالف القوى» وهو التجمع الأكبر من نوعه داخل البرلمان اتهم ميليشيات الحشد الشعبي بقتل أكثر من 600 نازح من أهالي الفلوجة وطالب بإبعاد هذه الفصائل عن المناطق السنية.
«إجرامية».. بهذه الكلمة وصف «تحالف القوى» الانتهاكات المتكررة لميليشيات الحشد الشعبي بحق الأهالي النازحين من الفلوجة.
بيان للتحالف استند على رواية لعدد من المعتقلين لدى ميليشيات الحشد أكد فيه أن الأخير قام بقتل أكثر من 600 شخص خلال فترة احتجازهم غالبيتهم من عشيرة «المحامدة».
وأشار التحالف أن بعض الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات بحق النازحين هي التعذيب البدني ودفنهم وهم أحياء ووضعهم تحت عجلات الدبابات والسيارات، محملين القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية الحفاظ على حياة المدنيين.
هذه الانتهاكات دفعت بـ «تحالف القوى» بتجديد مطلبه بسحب الميليشيات من المناطق السنية وإعطاء الدور الكبير لمتطوعي العشائر، ما سيحيل دون تكرار هذه الانتهاكات، ودعوا لتشكيل هيئة لمراقبة الانتهاكات وتبين حجمها لمحاسبة مرتكبي الجرائم.
من جهة أخرى معركة الفلوجة تبارح مكانها، وجدلٌ وتحذير من انتهاكات ميليشيات الحشد الشعبي بحق المدنيين الهاربين من ويلات «داعش»، فيما القوات العراقية توقف تقدمها نظراً للألغام والمفخخات التي زرعها التنظيم حول المدينة.
وأفادت المصادر العسكرية عن تواصل المعارك جنوب الفلوجة بعد سيطرة القوات المشتركة على حي الشهداء وتقدم الوحدات الأخرى في أحياء جبيل والصناعي ونزال.
المعارك في الفلوجة تدخل يومها التاسع عشر والقتال في مناطق المركز مستمر تحت غطاء طائرات التحالف والجيش التي أمطرت تجمعات التنظيم بضربات مكثفة وألحقت بصفوفه خسائر كبيرة.
الوحدات العسكرية، وبحسب عمليات الفلوجة، تقاتل المتطرفين في دور الأطباء التابع لحي جبيل وأجزاء من الحي الصناعي وحي نزال وسط مقاومة شرسة من مقاتلي التنظيم الذين يستدرجون القوات العراقية إلى حرب شوارع وسط الأحياء حيث يحتجز العائلات هناك.
تلك المعارك قالت عنها مصادر أمنية إن طيران التحالف خفف من شدتها من خلال ضربات جوية دمرت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون أرادوا تفجير سياراتهم على تجمعات القوات المشتركة جنوب الفلوجة بعد تعرض التنظيم لخسائر بالأرواح والمعدات.
وتفيد قيادة العمليات العسكرية أن المعركة الكبرى تدور في مركز الفلوجة منذ أكثر من أسبوع وتسير بشكل بطيء بسبب وجود المدنيين هناك واستخدامهم كدروع بشرية من قبل التنظيم الذي نشر المتفجرات في كل مكان ويرسل انتحارييه على تجمعات الجيش لعرقلة التقدم وإلحاق الخسائر.
من جانب آخر أشار محللون عسكريون سياسيون أن استعادة الفلوجة كاملة سيكون قبل عودة البرلمان من العطلة التشريعية منتصف الشهر المقبل وستدعم العبادي في قيادته للبلاد وتفتح الطريق أمام معركة الموصل.
من جانب آخر قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني «مُستشار عسكري يُساعد العراقيين» وليس مستشاراً للحكومة العراقية، مُضيفاً أن من لا يعجبه ذلك فهو حرّ» وفق ما نقلت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني.
ونقلت الوكالة الإيرانية بياناً عن مكتب الوزير العراقي قال فيه متحدثاً عن السليماني إن «وصف مُستشار للحكومة العراقـيَّة تعبير غير دقيق، وإنما هو مُستشارٌ، من جملة مُستشارين يأتون إلى العراق».
وقال الوزير إن «الحكومة العراقـية سمحت بوُجُود مُستشارين عسكريِّين منذ نهاية يوليو(تموز) من 2014 عند تشكـيل التحالف الدولي».
وأضاف الجعفري: «لن نسمح بالقواعد، ولن نسمح بوُجُود تجمُّعات عسكرية، لكننا نسمح بوُجُود مُستشارين، وقد تقاطر علينا مُستشارون كثيرون جاؤوا إلى العراق، ومارسوا دورهم، ومنهم مستشارون من أمريكا وكندا وبريطانيا، ومن بقيَّة دول أوروبا، ودول الجوار»، مؤكداً أن «قاسم سليماني يأتي بعنوان مُستشار، وليس مُستشاراً للحكومة العراقـية، وليس جزءاً من النظام العراقي، إنما مُستشار عسكري نستفيد منه».
وتابع «لسنا خجولين من ذلك، ولا جبناء، ومن لا يعجبه الأمر فهذا شأنه وهو فيه، نحن نعتقد أن البلد عندما يُستباح بهذه الطريقة يجب أن نعتمد على قوانا الداخليّة، وعلى كل من يُمكِن أن يُقدِم خدمة شرط ألا يمس السيادة، ويخضع للشروط العراقـيَّة باستقلال العراق، ودستور العراق، وسيادة العراق».