بغداد - «وكالات» : أعلن مصدر في المكتب الإعلامي للحكومة العراقية، أمس الخميس، أن رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وصلا إلى مقر عمليات تحرير الفلوجة.
وقال المصدر إن العبادي والجبوري وصلا الى مقر عمليات الفلوجة لمتابعة سير العمليات العسكرية الجارية حالياً لتحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش.
وكان عشرات الإرهابين من تنظيم داعش، من بينهم ما يسمى بنائب والي الفلوجة، لقوا حتفهم بضربة جوية عراقية بمركز المدينة، أمس الأول الأربعاء.
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي أن «طائرات البيل ومي 28 التابعة لطيران الجيش العراقي، واستناداً لمعلومات استخبارية عن وجود اجتماع لقياديي داعش في مطعم الحاج حسين داخل مركز الفلوجة، وجهت ضربة جوية أسفرت عن قتل العشرات من عصابات داعش الإرهابي ومن ضمنهم ما يسمى بنائب والي الفلوجة الحالي».
من جانب آخر دعا رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى منع تحويل معركة الفلوجة إلى فرصة للتعبئة الطائفية.
وقال الجبوري: «في الوقت الذي نبارك فيه، الانتصارات المتلاحقة والتقدم الواضح في العمليات العسكرية وانهيار داعش الإرهابي وهزيمته الوشيكة في مدينة الفلوجة الصابرة المحتسبة، فإننا في ذات الوقت حريصون كل الحرص على إنجاز هذا النصر بشكل يجعله مصدر إجماع وطني ويفوت الفرصة على هذا التنظيم المجرم وكل المتربصين الذين يبتغون الفتنة».
وأضاف «لكي يتحقق كل ما نرجوه، فإننا نتمنى على دولتكم التوجيه بمنع أي جهة تحاول النيل من هذا النصر عن طريق الترويج لتحويل المعركة إلى فرصة للتعبئة الطائفية المقيتة التي غادرناها بوحدتنا وتماسكنا».
من ناحية أخرى أفاد بيان عراقي، أمس الخميس، أن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري اجتمع بسفير المملكة العربية السعودية في بغداد ثامر السبهان، لتدارس الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها النازحون من محافظة الأنبار.
وأوضح بيان لمكتب رئيس البرلمان أن الجبوري والسبهان اجتمعا الليلة الماضية «وتم بحث مفصل للأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها النازحون خاصة في محافظة الأنبار، وضرورة تقديم الدعم المتواصل لهم».
وقال رئيس البرلمان إن «العراق دخل اليوم مرحلة حاسمة في معركته مع الإرهاب، وسيكون اندحار عصابات داعش في الفلوجة بداية مرحلة جديدة للأنبار عنوانها الاستقرار والإعمار»، وأضاف أن» المساندة العربية عامة والسعودية خاصة تنعكس ايجاباً على قدرة العراق لمواجهة التحديات».
وثمن الجبوري «دور المملكة الإغاثي والإنساني في مساندة وإعانة العوائل النازحة، ومواقفها الإيجابية من القضية العراقية».
بدوره، أكد السفير السعودي «حرص بلاده على بناء علاقات ذات مستوى عال مع العراق من أجل إدامة التواصل»، وأضاف أن «المملكة العربية السعودية تقف مع العراق في حربه ضد الإرهاب وماضية باتجاه تقديم مزيد من الدعم الإنساني له».
من جهة أخرى أفاد قائد الشرطة الاتحادية في العراق، الفريق رائد شاكر جودت، أمس الخميس، بأن قوات الشرطة الاتحادية بالتعاون مع الحشد الشعبي تمكنت من قتل 5 من عناصر داعش، وتحرير عدد من المناطق في إطار عمليات استعادة قضاء الفلوجة من سيطرة داعش.
وقال جودت، في بيان صحافي أمس الخميس، إن قوات الشرطة الاتحادية نفذت اليوم عملية بالتعاون مع الحشد الشعبي لتطهير مناطق الكرمة من الألغام والسيارات والمنازل المفخخة.
وأضاف أن القوات الاتحادية أتمت تحرير مركز شرطة وجامع الكرمة ومشروع الكرمة الأروائي، ورفع العلم العراقي فوق المباني بعد قتال مع التنظيم أسفر عن مقتل 5 من داعش وتفجير 13 عبوة ناسفة وتدمير 4 سيارات مفخخة شمالي المدينة.
من جانب آخر نشرت وزارة الدفاع العراقية تقريراً رسمياً يتضمن تصريحات تؤكد أن كتائب حزب الله تشارك في معركة الفلوجة.
ونقلت صحيفة «عكاظ» السعودية عن محافظ نينوى السابق، وقائد قوات الحشد الوطني، أثيل النجيفي أن «وجود حزب الله اللبناني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني في معركة الفلوجة غير شرعي، ويفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية بشكل واضح».
وقال النجيفي إن «المشاركة تجعلنا لن نأمن على أنفسنا كسنة العراق إلا بطلب دعم عاجل من إخواننا المسلمين والعرب، وذلك لإيجاد التوازن أمام هذا الهجوم الإيراني على العراق».
وأضاف أن «ما أخبرنا به هو أن ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بعمليات قصف على الفلوجة في بعض الأوقات، محملاً القائد العام للقوات المسلحة العراقية المسؤولية الكاملة عن سلامة أهلنا في الفلوجة».
وختم بقوله إن «تنظيم داعش الإرهابي يستحق القتل ويجب تحرير الفلوجة من بين يديه، ولكن نحن لا نريد أن نحرر الفلوجة من داعش لتقع بأيدي أي ميليشيات طائفية كانت عراقية أو لبنانية أو إيرانية، من يجب أن يستلم السلطة في الفلوجة هي القوات العراقية الرسمية».
من ناحية أخرى أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار من مدينة الفلوجة منذ بدء العملية العسكرية الكبرى لاستعادة السيطرة عليها بينما يعاني السكان العالقون فيها من ظروف معيشية رهيبة.
وقالت ليز غراند، منسقة البعثة الأممية للشؤون الإنسانية في العراق في بيان، إن الاشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المدينة المحتلة من قبل تنظيم داعش أفادوا بأن الظروف المعيشة في داخل المدينة رهيبة.
وتابع البيان «نحن نتلقى تقارير مؤلمة عن المدنيين العالقين داخل الفلوجة وهم يرغبون بالفرار إلى بر الامان، لكن ذلك غير ممكن».
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 800 شخص تمكنوا من الفرار من داخل الفلوجة منذ 22 مايو، «غالبيتهم من سكان المناطق النائية».
وأضاف بيان المنظمة أن «بعض الأسر قضت ساعات طويلة من المسير في ظروف مروعة للوصول إلى بر الأمان، بينما سكان مركز المدينة يعانون مخاطر أكبر كونهم غير قادرين على الفرار».
وقالت غراند إن السكان الذين تمكنوا من الفرار تحدثوا عن ظروف رهيبة داخل المدينة الواقعة على بعد 50 كليومتراً غرب العاصمة بغداد.
وأوضحت أن «الغذاء محدود ويخضع إلى سيطرة مشددة، والدواء نفد، والكثير من الأسر تعتمد على مصادر مياه ملوثة وغير آمنة لعدم توفر خيار آخر».
ولم تتمكن الأمم المتحدة وباقي منظمات الإغاثة الأخرى من إيصال مساعدات بسبب عدم توفر منافذ منذ بدء العملية.
وجرى التباحث في قضية إنشاء ممرات إنسانية مع السلطات العراقية لكن دون أن يتحقق أي شيء.
وفرض المتطرفون الذين يسيطرون على الفلوجة حظر تجول لمنع السكان من مغادرة منازلهم. ومن الواضح أنهم يستخدمونهم كدروع بشرية.
وأفاد سكان عالقون داخل الفلوجة أن عدد العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي جهزها التنظيم في داخل وخارج المدينة قد يجعل القتال محفوفاً بالمخاطر.
من جهة أخرى، قالت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليوم الأول من انطلاق العملية العسكرية، إن عشرات الآف عناصر قوات الأمن قطعوا طرق الإمداد عند محاصرتهم للمدينة وبالتالي منع المدنيون من المغادرة.
وحذرت منظمات حقوقية مختلفة الحكومة العراقية من اللجوء إلى أساليب التجويع من أجل هزيمة التنظيم في الفلوجة التي بقي فيها نحو 50 ألف مدنياً بحسب تقدير الأمم المتحدة.