
بغداد - «وكالات» : حررت القوات العراقية حوالي 1500 شخص كان تنظيم «داعش» يحتجزهم في سجن كبير تحت الأرض في قضاء هيت، أحد أبرز معاقل التنظيم في محافظة الأنبار (غرب)، وفق ما أفاد مسؤولون السبت.
وتمكنت القوات العراقية من السيطرة على جزء من قضاء هيت الواقع على حوض نهر الفرات بين مدينتي الرمادي جنوباً وحديثة شمالاً، وهي تواصل المعارك لدحر المتطرفين من هذا المعقل الرئيسي لهم في غرب البلاد.
من جهته، قال العقيد فاضل النمراوي إن «القوات الأمنية عثرت خلال تقدمها لتحرير وتطهير هيت من داعش على سجن كبير»، مشيراً إلى أن «السجن يقع تحت الأرض» وقد وجدت القوات العراقية فيه حوالي 1500 شخص كان التنظيم يعتقلهم بداخله فأطلقت سراحهم.
بدوره، قدر المسؤول المحلي في الأنبار، مال الله العبيدي، عدد المعتقلين الذين كانوا داخل هذا السجن بحوالي 1500 شخص، لافتاً إلى أن القسم الأكبر منهم مدنيون.
من ناحيته، قال قائمقام قضاء هيت، مهند العبيدي، إن القوات العراقية عثرت على «سجن كبير» في القضاء، دون أن يتطرق إلى عدد المعتقلين الذين كانوا بداخله.
وكانت القوات العراقية قد تمكنت من فرض سيطرتها بشكل عام على الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار خلال عملية عسكرية نهاية العام الماضي.
وإذا ما تمت استعادة هيت بالكامل فإن ثلاث مدن رئيسية تبقى تحت سيطرة «داعش» في هذه المحافظة المترامية الأطراف والحدودية مع كل من سوريا والأردن، وهي مدن الفلوجة والرطبة والقائم.
من جانب اخر حمّل بيان صادر عن ممثلي ووجهاء من مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار، الحكومة العراقية والهيئات الإنسانية والقانونية، مسؤولية ما تتعرض له الفلوجة من تجويع وحصار وقطع لمياه والكهرباء.
وقال البيان الذي أطلقه عدد من شخصيات عراقية، من بينهم الشيخ عبدالملك السعدي، أحد كبار علماء السنة في العراق، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمّان، إن مدينة الفلوجة تتعرض لأعنف حملة إبادة بالبراميل والصواريخ من الأرض والجو، إضافة إلى حصار على إدخال الغذاء والدواء وقطع للماء والكهرباء والدواء.
وطالب البيان الذي جاء بعنوان «صرخة الفلوجة»، برفع الحصار عن المدينة والسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية، وفتح ممرات آمنة. كما أكد البيان مطلبه بفرض الحظر الجوي على طائرات الحكومة العراقية الذي قال إنها «تقصف المدنيين العزل بالصواريخ والبراميل المتفجرة المحرمة دولياً».
من جهته، قال أحد وجهاء الفلوجة، مكي نزال، خلال المؤتمر إن الحكومة العراقية هي المسؤولة الأولى عما يحدث في الفلوجة، وإنها هي التي تحاصر السكان، حسب تعبيره، مطالبا بفتح ممرات آمنة.
واتهم البيان الحكومات العربية والمجتمع الدولي بالتقصير تجاه المدينة المحاصرة.
من ناحية أخرى قال مفتي الديار العراقية، الشيخ رافع الرفاعي، السبت، إن أهالي الفلوجة محاصرون بين الميليشيات و»داعش»، مشيراً إلى أن هناك قصفاً على الفلوجة، والمدنيون هم من يموتون.
وفي لقاء مع قناة «الحدث» من أربيل، وصف الرفاعي الوضع الإنساني في مدينة الفلوجة المحاصرة بأنه «أكثر من أن يوصف»، مشيراً إلى أن أطفال الفلوجة يموتون جوعاً وما من مغيث.
واتهم الرفاعي الحكومة العراقية بأنها لا تفعل أي شيء لإغاثة أهالي الفلوجة، مشيراً إلى أن «لا حجة للحكومة في تمرير المساعدات للفلوجة، وبإمكانها إيصالها جواً».
وقال المفتي العراقي إنه لم تكن هناك أي ممرات آمنة أبداً لخروج المدنيين من المدينة، لأن «الحكومة بميليشياتها أحاطوا بالمدينة من كل جانب».
وأضاف الرفاعي: «نحن ناشدنا كل الجهات.. الدينية والسياسية والدولية لكي تتحرك. نحن نناشد الإنسانية جمعاء وحتى الآن لا نجد آذاناً صاغية لإغاثة الفلوجة».
ويعاني أهالي الفلوجة الذين يتخطى عددهم المئة ألف نسمة من انعدام جميع الموارد الحيوية منذ أكثر من عام، وذلك بعد قرار الحكومة العراقية قطعها عن المدينة، في محاولة لإخضاع تنظيم «داعش» الذي يتخذ من سكان الفلوجة دروعا بشرية.