
بغداد - «وكالات» : قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني إن القوات المسلحة العراقية اقتحمت وسط مدينة الرمادي اليوم الثلاثاء لإخراج متشددي تنظيم داعش الذين يسيطرون على المدينة الواقعة في غرب العراق منذ مايو ايار.
وقالت مصادر أن المعارك تتمركز في الجانب الجنوبي من المدينة وسط ضربات جوية مكثفة لطيران التحالف الدولي ومروحيات الجيش العراقي.
وقال المراسل أن طيران التحالف والطيرانا لعراقي يواكبان عملية استعادة الرمادي، بغطاء جوي كثيف يواكب العملية.
وتحدثت الأنباء عن انهيارات في صفوف داعش داخل المركز، وقال المراسل أن داعش اعتقل الشباب قبيل ساعات من انطلاق العملية.
وكان القادة العسكريون العراقيون أعلنوا انطلاق معركة تحرير الرمادي خلال الساعات القادمة وسط أنباء عن انسحاب مقاتلي داعش إلى وسط المدينة.
إذن قارب العد التنازلي للمعركة الحاسمة في الرمادي على الانتهاء وسط تأهب للقوات العراقية المشتركة لاقتحام مداخل المدينة الرئيسية. و
وفي هذا السياق تحدث القادة العسكريون عن اشتباكات في المناطق الشمالية والجنوبية والغربية من المدينة، تكبد خلالها تنظيم داعش خسائر كبيرة وانسحب عناصره باتجاه المجمع الحكومي.
وقد مالت كفة المعارك إلى القوات المشتركة حيث أمنت القوات خطوطها الدفاعية فيما انتشر مقاتلون من أبناء العشائر وقوات عسكرية أخرى لمسك الأرض. من جهته، طالب المتحدث باسم مقاتلي العشائر غسان العيثاوي الحكومة بزيادة دعمها للعشائر وقدر عدد متطرفي داعش في المدينة بنحو 600 يتحصنون وسط الرمادي.
إلى ذلك، يرى مراقبون أن الساعات القادمة ستحدد مصير مدينة الرمادي التي يسيطر عليها التنظيم منذ أشهر ويفرض حصارا على سكانها وسط حذر القوات العراقية في تقدمها ونشر فرق هندسية لرفع المتفجرات وفتح ممرات آمنة.
من جانب اخر أشارت مصادر إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الأمن العراقي ومن الحشد العشائري وتنظيم الدولة في معارك عنيفة جنوبي الرمادي.
وفي هذا السياق قال مراسل الجزيرة في بغداد محمد جليل إن ما يجري في الرمادي عمليات لإيجاد ثغرة للوصول إلى وسط المدينة، موضحا أن العمليات تشمل ثلاثة محاور هي الشمالي والجنوبي والجنوبي الغربي، ومشيرا إلى أنها تجري تحت غطاء جوي من سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي.
في تطور متصل أفادت مصادر عسكرية- بمقتل 15 من أفراد الجيش والحشد الشعبي وأصيب نحو عشرين آخرين في كمين نصبه تنظيم الدولة لرتل مشترك لقوات الجيش والحشد في منطقة الشيحة شمال الفلوجة بمحافظة الأنبار.
وأضافت المصادر أن تنظيم الدولة قصف بقذائف الهاون القوات المشتركة من الجيش والحشد بعد أن نصب لها كمينا بخمس عبوات ناسفة انفجرت عند مرور الرتل مما أدى إلى تدمير أربع منها، بينها ناقلة جند.
وكانت العائلات المحاصرة في الرمادي قد وجهت نداءات استغاثة إلى القوات الحكومية من أجل تأجيل اقتحامها، إلى أن تتمكن من المغادرة.
وقالت مصادر من الرمادي (مركز محافظة الأنبار غربي العراق) إن عائلات طلبت تأجيل اقتحام المدينة، حيث اشتكى الأهالي من أن مقاتلي تنظيم الدولة يمنعونهم من المغادرة، كما عبرت أطراف محلية عن خشيتها من وقوع مجزرة في حال إقدام القوات الحكومية على اقتحام المدينة لوجود العديد من العائلات المحاصرة.
وكان التلفزيون الرسمي العراقي قال أمس الاثنين نقلا عن رئيس أركان الجيش، إن القوات المسلحة العراقية ستشن هجوما لاستعادة مدينة الرمادي من تنظيم الدولة سيبدأ بعد ساعات.
وفي وقت سابق الأحد ألقت طائرات الجيش منشورات على العديد من أحياء الرمادي تطالب فيها الأهالي المحاصرين داخلها بمغادرة المدينة خلال مدة أقصاها 72 ساعة تمهيدا <لاقتحامها>.
وأضافت المصادر أن المنشورات كانت تتضمن ما يمكن اعتباره الإنذار الأخير للأسر التي ما زالت موجودة في الرمادي للخروج والتوجه إلى ما قالت إنه منفذ مؤمن من قبل الجيش عند منطقة الحميرة جنوبي الرمادي.
وتؤكد المصادر العسكرية أن عملية اقتحام الرمادي تأخرت بسبب هذه الأسر، وأن القوات الأمنية بعد انتهاء هذه المهلة ستقتحم الرمادي من جميع المحاور.
ووجهت القوات العراقية في وقت سابق إنذارا مماثلا لخروج العائلات، وإلا فإنها ستواجه خطر الموت، أو سيتم اعتبارها متعاونة مع تنظيم الدولة الذي لا يزال يحكم سيطرته على أجزاء واسعة من الرمادي.
من جهة أخرى قالت مصادر إن عشرة مدنيين قتلوا وجرح قرابة خمسين شخصا في الموصل، في قصف لطائرات التحالف الدولي استهدف منزلا يسكنه أفراد من تنظيم الدولة في حي 17 تموز شمالي المدينة.
كما دمرت طائرات التحالف مخازن عتاد ومنزلا في مدينة الموصل بعدة غارات خلال الأيام الماضية. وقالت مصادر خاصة إن طائرات التحالف دمرت بغارتين يوم أمس ثلاثة مخازن عتاد في منطقة الصناعة.
وقد أكد شهود عيان ومصدر طبي لوكالة رويترز أمس أن نحو 20 شخصا -بينهم 12 مدنيا على الأقل- قتلوا الاثنين في مدينة الموصل شمالي العراق في غارتين جويتين دمرتا منازل يستخدمها فيما يبدو مسلحو تنظيم الدولة.
ومنذ سيطرة التنظيم في يونيو 2014 على مساحات واسعة شمال وغرب وشرق العراق، تعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها وقوات البشمركة الكردية على استعادة السيطرة على هذه المناطق بدعم جوي من التحالف الدولي.