
صنعاء - عدن - «وكالات»: قتل مسلحون مجهولون أمس الاحد مدير عمليات أمن عدن العقيد عبد الحكيم السنيدي، وفق مسؤولون في شرطة كبرى مدن جنوب اليمن.
وقالت المصادر ان مسلحين اطلقوا النار عليه لدى خروجه من منزله في حي المنصورة ثم هربوا.
وتم فتح تحقيق للتعرف على منفذي عملية الاغتيال التي جرت بأسلوب شبيه بالعمليات التي استهدفت ضباط الامن والجيش ونسبت الى تنظيم القاعدة في جنوب اليمن.
ولا يزال الوضع الامني غير مستقر في عدن التي استعادتها القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي في منتصف يوليو من ايدي المتمردين الحوثيين. وتعاني المدينة من نقص الامكانيات ومن انهيار البنى التحتية والامنية.
من جهة أخرى واصلت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غاراتها على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محافظة البيضاء وسط اليمن، في وقت جدد الحوثيون قصفهم العشوائي على تعز.
وقالت مصادر محلية إن التحالف شن أكثر من عشرين غارة على تجمعات وأليات وذخائر للحوثيين وحلفائهم في مواقع مختلفة من محافظة البيضاء.
وفي محافظة مأرب (شرق) شنّت قوات التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في المحافظة. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن الغارات أسفرت عن تدمير مخزن أسلحة وثلاث دبابات في صرواح والفاو في جنوب مدينة مأرب وغربها.
وفي حضرموت شرقي اليمن عبرت مزيد من الأرتال العسكرية في وقت سابق باتجاه محافظة مأرب, وذلك في إطار استعدادات جارية لعملية عسكرية محتملة لطرد الحوثيين وحلفائهم من صنعاء.
وكانت أرتال تضم أكثر من مئة آلية ومئات الجنود اليمنيين المدربين عبرت مؤخرا إلى مأرب, كما تحدثت تقارير عن نشر مروحيات أباتشي في المحافظة.
وكانت طائرات التحالف قد استهدفت أمس السبت معسكرات للحوثيين وحلفائهم في باب المندب وصنعاء ومحافظات أخرى، وقتلت مسلحين منهم.
وفي تعز قالت مصادر محلية إن معسكر الدفاع الجوي في جبل أومان التابع لقوات الرئيس المخلوع صالح يواصل القصف العشوائي للمدينة. وأضافت المصادر أن عشرات القذائف سقطت في مناطق متفرقة من المدينة وبينها أحياءٌ مكتظة بالسكان.
وكان عشرات المدنيين في تعز لقوا حتفهم الأسبوع الماضي حين قصف الحوثيون وحلفاؤهم مناطق سكنية بالأسلحة الثقيلة, ووجهت مستشفيات المدينة قبل أيام نداء استغاثة للمنظمات الدولية, في حين أعلنت الحكومة اليمنية تعز مدينة منكوبة بسبب ما تتعرض له من قصف وحصار.
كما تجددت الاشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس المخلوع في المدينة ومحيطها من جهة أخرى.
من جانبه أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خلال زيارته إلى الخرطوم، أن محاربة الحوثيين ومواجهتهم تهدف إلى إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة. وقال إن ميليشيات الحوثي تسعى لنقل التجربة الإيرانية التي وصفها بالفاشلة إلى اليمن. وكان هادي قد وصل، السبت، العاصمة السودانية الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين، وكان في استقباله الرئيس السوداني، عمر البشير، وعدد من الوزراء والمسؤولين.
وقال وزير الخارجية السوداني، ابراهيم غندور، في تصريحات صحفية عقب وصول هادي إن الزيارة تأتي في إطار التشاور بين الرئيسين حول القضايا التي تهم المنطقة في هذه المرحلة والمتمثلة في استقرار اليمن وتثبيت الشرعية فيه.
وأشار إلى دعم السودان لقوات التحالف، الذي تقوده السعودية، لإعادة الشرعية في اليمن.
وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قد نقلت، الجمعة، عن مصدر حكومي أن الزيارة تأتي في إطار موقف السودان الداعم للشرعية في اليمن، ولتنسيق الجهود ودعم العلاقات بين البلدين والتشاور في الأوضاع التي يمر بها اليمن.
وأضاف المصدر أن الزيارة ستبحث تقديم المساعدات الإنسانية واستقبال جرحى العمليات في المستشفيات السودانية.
على صعيد متصل أبلغت روسيا الحكومة اليمنية، من خلال خطاب رسمي، موقفها المساند بشكل كامل لتطبيق القرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن لدعم الشرعية في اليمن، لاسيما بعد انتهاكات الانقلابيين الحوثيين وميليشيات المخلوع صالح له خلال الفترة الماضية. ويُعد هذا تغيراً في موقف روسيا الصامت تجاه تنفيذ القرار 2216.
وفي هذا السياق، ثمن الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، «القرار الروسي بدعم قرار مجلس الأمن، الأمر الذي يعني أننا أصبحنا نملك صوت المجتمع الدولي كاملا حول تنفيذ القرار الذي لم يتبق إلا الوصول إلى آلية لتنفيذه».
كما أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملة كبرى لدعم الأوضاع الإنسانية في اليمن ومساعدة حوالي 10 ملايين شخص، تأثرت أوضاعهم نتيجة الأزمة الأخيرة، وذلك تحت شعار «عونك يا يمن» وتستمر لمدة شهر لحشد الدعم لصالح برامج ومشاريع الهيئة الموجهة للمتأثرين من الأحداث في اليمن وتخفيف معاناتهم، بتوجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد.
وتأتي الحملة تعزيزا للدور الإنساني الذي تضطلع به الإمارات حاليا لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني من خلال توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية.
وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، اهتمام دولة الإمارات قيادة وشعبا بالظروف الإنسانية السائدة حاليا في اليمن.
وقال إن هذا الاهتمام يجسد متانة العلاقات الأخوية والروابط الأزلية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الإماراتي واليمني.
وأضاف أن معاناة اليمنيين تتفاقم يوميا مما ينذر بكارثة حقيقية تهدد حياة الملايين من الأشقاء، وشدد على أن هذه الظروف تتطلب تضافر الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية للحد من معاناة المتضررين وتحسين أوضاعهم ولفت الانتباه لظروفهم الحرجة.
وأوضح الشيخ حمدان بن زايد في تصريح بمناسبة إطلاق حملة «عونك يا يمن»، أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد أدركت مبكرا حجم الكارثة المحدقة بملايين اليمنيين جراء الأزمة الأخيرة، لذلك جاءت توجيهاته كخطوة داعمة ومعززة لبرامج الدعم والمساندة التي تنفذها الإمارات في اليمن منذ اندلاع الأحداث الأخيرة ولا تزال مستمرة.
وأكملت هيئة الهلال الأحمر استعداداتها لتنفيذ وإطلاق حملة التبرعات على مستوى الدولة وحشدت طاقاتها البشرية وكوادرها التطوعية لتعزيز الحملة وإنجاح فعالياتها لإظهار أكبر قدر من التضامن مع الأشقاء في اليمن.
ونشرت الهيئة مندوبيها في حوالي 200 موقع على مستوى الدولة خاصة في المراكز التجارية والبنوك والجمعيات التعاونية وغيرها من المرافق الحكومية والخاصة.
وأهابت الهيئة بجميع قطاعات المجتمع في الدولة لمؤازرة جهود الهيئة ودعم برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية الممتدة للمتأثرين في المحافظات اليمنية.