![](/media/cache/5a/45/5a45f898b59de3f26ea0d740bd63d4a6.jpg)
طهران – واشنطن – «وكالات» : نقلت وسائل إعلام إيرانية، أمس الأربعاء، عن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي قوله في بيان إن نص الاتفاق المبرم بين إيران والقوى العالمية يجب إخضاعه لتدقيق متمعن وينبغي اتخاذ تدابير قانونية حتى لا يخرقه الطرف الآخر.
وتوصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق الثلاثاء أنهى أكثر من عقد من المواجهات باتفاق يمكن أن يصنع تحولا في الشرق الأوسط.
وبموجب الاتفاق سيتم رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مقابل موافقة إيران على كبح البرنامج النووي لفترة طويلة.
وأضاف خامنئي في رسالة بعث بها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني وأوردتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية: «إن التوصل لاتفاق خطوة مهمة ولكن نص الاتفاق ينبغي التدقيق فيه بإمعان وينبغي اتخاذ إجراءات قانونية، بحيث إنه عند إقرار الاتفاق لا يمكن للطرف الآخر أن يخرقه.. فبعض أعضاء مجموعة الـ5+1 ليسوا محل ثقة».
وتابع: «إنني أطلب من أمتنا العزيزة أن تبقى هادئة وموحدة حتى يمكننا المحافظة على مصالحنا القومية في بيئة هادئة ومعقولة».
من جهته قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن اتفاق إيران يقطع كل الطرق عليها لعمل برنامج تسليح نووي، مشيراً إلى أنه «من دون اتفاق نحن نخاطر بمزيد من الحروب في الشرق الأوسط».
وأكد أوباما، خلال مؤتمر صحافي، أن إيران مازالت تمثل تحديات لمصالح أميركا وقيمها في المنطقة والعالم حتى من دون سلاح نووي، مشيراً إلى أنه لا يتوقع أن تحد إيران من تدخلاتها في العراق وسوريا، أو دعمها للإرهاب.
وذكر أن الاتفاق النووي لن يحل كافة مشاكل العالم مع إيران.
أضاف الرئيس الأميركي أن الاتفاق أفضل وسيلة لضمان ألا تحصل إيران على سلاح نووي، محذراً أنه إذا انتهكت إيران التزاماتها بموجب الاتفاق فستكون هناك عواقب شديدة، مشيراً إلى أن الاتفاق يتيح مراقبة وتفتيش المنشآت الإيرانية النووية والعسكرية.
وشدد الرئيس الأميركي على أنه من مصلحة أميركا القومية منع إيران من إرسال أسلحة إلى حزب الله أو متمردي اليمن.
وقال إنه يشاطر إسرائيل والسعودية والشركاء الخليجيين المخاوف بشأن شحنات السلاح الإيرانية، وتسببها في صراع بالمنطقة.
وأوضح أوباما أنه لن تحل المشاكل في سوريا من دون مشاركة الروس والأتراك والشركاء الخليجيين، مؤكداً أهمية أن تكون إيران جزءاً من الحل في سوريا.
واعتبر أن إسرائيل محقة في قلقها حول سلوك إيران، إلا أنه أكد أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيكون أكثر خطراً.
وقال أوباما في معرض دفاعه عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه واشنطن والدول الكبرى مع إيران: «إسرائيل لديها مخاوف مشروعة حول أمنها فيما يتعلق بإيران».
في سياق متصل قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس أمس الأربعاء إن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر سيسافر إلى السعودية في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لمناقشة الاتفاق النووي مع إيران.
وستبدأ جولة كارتر الأسبوع القادم وهي واحدة من عدة مبادرات يقوم بها الرئيس باراك أوباما وطاقمه للترويج للاتفاق المثير للجدل في الداخل والخارج.
وأعطت رايس في مقابلة أجرتها معها رويترز دلالة قوية على أنه سيتم شحن بعض من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى روسيا في إطار الاتفاق التاريخي ، قائلة إن الولايات المتحدة لن تكون قلقة من ذلك.
وأضافت «يمكن شحنه إلى دولة ثالثة مثل روسيا. ربما تكون هذه الوسيلة الأرجح وروسيا لديها المواد الانشطارية الخاصة بها وتتعامل معها على نحو ملائم ولسنا قلقين من ذلك».
ورفضت المخاوف القائلة بأن ايران قد تخفي مواد نووية خلال فترة الانتظار التي مدتها 24 يوما إذا أثار الموقعون على الاتفاق الشكوك بشأن مواقع عسكرية أو مواقع أخرى.
وقالت رايس إن الاتفاق يلزم إيران بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول أي مواقع يشتبه فيها إذا طلب ذلك خمسة من الاطراف الثمانية الموقعة على الاتفاق. وقالت رايس انه اذا التزمت طهران بشروط الاتفاق ورفعت عنها العقوبات خلال أشهر فإن تدفقات إيران الجديدة من النفط لن تصل إلى الأسواق دفعة واحدة لكن من المرجح أن تخفض أسعار النفط العالمية لفترة من الوقت على الأقل.
وعندما سئلت عن الحظر الأمريكي على صادرات النفط الداخلية قالت رايس إن القضية لا تتعلق برفع العقوبات عن إيران.