
الرياض – «وكالات»: رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي بعد ظهر الاثنين , في قصر اليمامة بمدينة الرياض.
وفي مستهل الجلسة ، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على نتائج المباحثات واللقاءات والمشاورات ومضامين الرسائل والاتصالات التي جرت بينه وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة قادة الدول الشقيقة والصديقة وما جرى خلالها من استعراض للعلاقات الثنائية ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ، وما أبدته مختلف الدول من دعم وتأييد للمملكة العربية السعودية في عملية عاصفة الحزم ، واستعداد لتقديم كافة أنواع الدعم الذي قد تحتاجه المملكة متى ما طلب منها ذلك.
ووجه خادم الحرمين الشريفين في هذا السياق الشكر والتقدير للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم ، والدول الداعمة والمؤيدة في جميع أنحاء العالم لهذه العملية التي ستسهم بمشيئة الله تعالى في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم، مجدداً - رعاه الله - التأكيد على أن المملكة تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة .
وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي ، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية ، عقب الجلسة ، أن مجلس الوزراء رفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على القرار الحكيم الذي اتخذته المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم استجابة لطلب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، وطلب فخامته كذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية. وبين معاليه أن المجلس واصل إثر ذلك اطلاعه على عدد من التقارير عن تطور الأحداث في المنطقة والعالم، وثمن في هذا الشأن إعلان شرم الشيخ والقرارات الصادرة عن مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين، وما تضمنته من ترحيب وتأييد كاملين للإجراءات التي يقوم بها التحالف للدفاع عن الشرعية في اليمن وحمايته والدفاع عن الشعب اليمني الشقيق الذي يتعرض لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من قبل المليشيات الحوثية ، وما أسفرت عنه القمة من قرارات تجاه مختلف القضايا التي تهم الأمة العربية ، منوهاً بجهود جمهورية مصر العربية حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستضافة القمة وما بذلته من جهود لإنجاحها
من جانبه أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن حملة عاصفة الحزم هي لحماية الشعب اليمني، والدفاع عن حكومته الشرعية.
وقال الجبير في لقاء أمس الاول مع برنامج « واجه الصحافة « على قناة « إن بي سي « الإخبارية الأمريكية : « إن هذه الحملة تستهدف حماية الشعب اليمني ، والدفاع عن حكومته الشرعية من مجموعة مدعومة من إيران وحزب الله « ، رافضاً في الوقت ذاته عن تسمية « عاصفة الحزم « حرباً بالوكالة بين المملكة وإيران ، لافتا النظر إلى أن المملكة تقوم بهذه الحملة من أجل حماية اليمن.
وردا على سؤال عن إمكانية أن تتعايش المملكة وإيران في الشرق الأوسط قال معاليه « لقد واجهت المملكة العديد من العدوان من الجانب الإيراني ، بينما لم يكن هناك أي عدوان من المملكة ضد إيران».
وأضاف « لقد مددنا يد الصداقة إلى الإيرانيين إلا أنهم رفضوها طوال الـ 35 سنه الماضية ، لكننا نرغب بوجود علاقات ودية معهم لأن هذا الأمر سيكون جيداً للمنطقة ، لكن ما يحدث هو نتيجة التصرفات الإيرانية ، وليست نتيجة لتصرفات المملكة».
من جهة ثانية قال معالي السفير الجبير في لقاء أمس مع برنامج « واجه الأمة « على قناة « سي بي أس « الإخبارية الأمريكية « إن الهدف من هذه الحملة العسكرية هو الدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن ، وفتح الطريق للمحادثات السياسية ، بحيث يتمكن اليمن من استكمال الفترة الانتقالية، والتحرك نحو موقع أفضل في المستقبل».
ورفض وصف التدخل العسكري بأنه حرب بالوكالة، مؤكداً أن الحرب ضرورية ، ولم يكن هناك خيار آخر ، حيث حاولت المملكة بكل وسيله ممكنه تجنب ذلك.
وأفاد أن اليمنيين حاولوا بكل وسيلة ممكنة تجنب الحرب ، وقدموا العديد من الاتفاقيات مع ما تسمى المليشيات الحوثية ، إلا أن الحوثيين واصلوا سعيهم بالسيطرة على مدن اليمن ، وكانوا على وشك السيطرة على مدينة عدن ، وعندها كان لابد من الاستجابة لطلب الحكومة الشرعية بالتدخل بموجب المادة 51 من الأمم المتحدة.
وردا على سؤال حول قوة التدخل العربي وتوقعه باستخدام القوات البرية باليمن قال معاليه « إن استخدام القوة في اليمن هو للدفاع عن الحكومة الشرعية وحماية الشعب اليمني ، ولدينا تحالف يضم أكثر من عشر دول تشارك بهذه العمليات العسكرية ، ونحن مصممون على مواصله هذه العمليات حتى يتم تحقيق الهدف «.
وأضاف « لدينا قوات كافيه في الائتلاف الحالي إذا لزم الأمر ، لكن حتى الآن يجري تحقيق الأهداف من خلال الحملة الجوية «.
وامس اكملت عملية عاصفة الحزم يومها الخامس واستهدفت طائراتها فجر الاثنين مجموعات حوثية بالمشنق والجابري في محافظة صعدة قرب الحدود مع السعودية، كما قصفت قاعدة الديلمي ومواقع عسكرية أخرى في صنعاء. وأكدت قيادة العملية تدمير قوافل إمداد لجماعة الحوثي وإجهاض عملية لنقل أسلحتها خارج صنعاء.
وقالت مصادر ة إن القصف استهدف مواقع في الحديدة على البحر الأحمر تشمل قاعدة الصليف والكتيبة الـ65 دفاع جوي وكتيبة نقطة الشام ومطار المدينة وكتيبة للحرس الجمهوري.
من جهة أخرى، أكد مراسلون تعرض قاعدة الديلمي العسكرية ومعسكر للقوات الخاصة واللواء الثالث بصنعاء لقصف من طائرات عاصفة الحزم فجر الامس، وذلك بعد ساعات من تدمير ثماني طائرات من طراز ميغ بالقاعدة نفسها جراء القصف.
وأفادت تقارير إخبارية بأن غارات التحالف استهدفت مخازن للأسلحة في التلال الخلفية لمعسكر قوات الاحتياط ومحطات الرادار بمعسكر الخرافي شرقي صنعاء. كما شن التحالف الذي تقوده السعودية غارات استهدفت دار الرئاسة وجبل النهدين والمعسكر 48, ومعسكر القوات الخاصة غربي صنعاء.
وأفاد مراسلون بأن دوي انفجارات سمع فجر الامس في مأرب بالتزامن مع غارات عنيفة على موقع للدفاع الجوي، وتعرض مقر المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب أيضا لغارات. كما دمرت الضربات آليات رادار تابعة للكتيبة 89 شمال مدينة مأرب.
وفي إيجازه الصحفي اليومي الأحد، لفت المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم أحمد عسيري إلى أن الحوثيين قاموا بتحريك الصواريخ البالستية التي استولوا عليها من الجيش بين بيوت المدنيين، مما يصعب على قوات التحالف استهدافها خشية إيذاء المدنيين.
وأضاف عسيري أن قوات التحالف تسيطر على كامل الأجواء وتراقب الأرض والموانئ، ولن يتمكن أحد من إمداد الحوثيين بأي طريقة.
وأكد أنه تم تدمير قوافل إمداد وتموين تتضمن وقودا وأسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية تابعة للحوثيين، كما تم تدمير معدات عسكرية وطائرات ودبابات استولى عليها الحوثيون أثناء محاولتهم نقلها إلى خارج صنعاء.
وأشار المتحدث إلى أنه تم التعامل مع بعض تحركات الحوثيين قرب الحدود حيث استهدفت تجمعات لهم بغارات جوية، كما استهدفت القوات البرية السعودية وحرس الحدود قوات حوثية باستخدام المدفعية وطائرات الأباتشي.
وأكد عسيري أن الأيام المقبلة ستزيد الضغط على الحوثيين بمختلف المناطق اليمنية حتى لا يبقى لهم مكان آمن.