
عواصم – «وكالات»: ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة امس إلى 46 شهيدا، بينهم تسعة من عائلة واحدة وعشرة في قصف استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» تأوي نازحين في رفح جنوبي القطاع، بينما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أن الجيش الإسرائيلي بدأ بسحب بعض قواته من غزة وإعادة نشر أخرى.
وقال مراسلون إن المدرسة تعرضت للقصف رغم اعتقاد النازحين إليها أنها مكان آمن، مشيرين إلى أن ما حدث امس في رفح تكرار لقصف مدارس الأونروا في جباليا وبيت لاهيا رغم التنديد الدولي.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن الوضع مأساوي وأن المستشفى الذي يأوي الجرحى في رفح لا يملك التجهيزات اللازمة لعلاج عدد كبير من الإصابات.
وأوضح مراسلون أن ما يحدث في رفح يشير إلى أن الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة حيث يكثّف القصف الذي أدى إلى استشهاد عائلات بأكملها، لافتا إلى أن الغارات المتواصلة تجعل الوضع أكثر تأزما على جميع النواحي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أشرف القدرة في وقت سابق «حتى اللحظة وصل سبعة شهداء وأكثر من ثلاثين إصابة إلى المستشفى الكويتي برفح بعد قصف صهيوني غادر لمدرسة ذكور رفح الإعدادية التابعة للأونروا والتي فيها مئات النازحين برفح».
وكانت رفح قد تعرضت منذ صباح أمس الاول لقصف جوي ومدفعي مكثف تسبب في استشهاد أكثر من مائة شخص -بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء- وتدمير كبير في البنية التحتية.
كما استهدف القصف الإسرائيلي مركز برج الظافر بأكثر من عشرة قذائف قرب مكتب الجزيرة وسط غزة، فضلا عن مناطق عدة شرق القطاع وشماله وجنوبه.
وتشير المعلومات الأخيرة إلى أنه عقب قصف مدرسة الأونروا، ارتفع إلى 46 عدد الشهداء خلال ساعات صباح الامس.
وبهذه الحصيلة الجديدة يرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1760 بينهم نحو أربعمائة طفل، في حين بلغ عدد الجرحى نحو 9200 جريح.
يأتي ذلك في ظل عجز كبير تعاني منه المستشفيات في الطواقم الطبية والمواد الإسعافية اللازمة لمساعدة المصابين.
وذكرت الوزارة أن 44 مركزا للرعاية الأولية من إجمالي مراكزها الـ55 أغلقت بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر لها وعدم قدرة السكان على الوصول إليها.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية 17 مستشفى، حيث تم إغلاق عشرة مستشفيات حكومية وأهلية منها، بينما تم استهداف 102 من الطواقم الطبية وقتل 19 منهم.
من جهته بدأ جيش الاحتلال الاسرائيلي يوم الأحد سحب بعض قواته البرية من قطاع غزة وإعادة نشر قوات أخرى، بينما أكد متحدث لوكالة الصحافة الفرنسية أن العملية العسكرية ما زالت جارية.
وقال المتحدث بيتر ليرنير «نسحب بعض «القوات» ونعيد نشر أخرى في قطاع غزة ونتخذ مواقع أخرى»، مؤكدا أن «العملية مستمرة».
وفي وقت سابق أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن قوات الاحتلال بدأت انسحابا من شمالي قطاع غزة بعد إنهاء ما وصفها بمهمة تدمير الأنفاق.
وأضاف المسؤول أن القوات البرية ستواصل الانسحاب التدريجي، لكنها ستستمر في مهامها داخل محافظة رفح لاستكمال كشف وتدمير الأنفاق.
سياسيا وصل وفد من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» القاهرة الاحد للمشاركة في مباحثات مع وسطاء مصريين من اجل الوصول لهدنة تنهي الصراع الدامي مع اسرائيل في قطاع غزة، حسب ما ذكر مسؤول في المطار ووكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.
ويترأس وفد حماس الذي وصل من العاصمة القطرية الدوحة صباح الاحد القيادي البارز في حركة حماس عزت الرشق بحسب المصادر ذاتها.
ودعت القاهرة الوسيط التقليدي في النزاعات المتجددة بين اسرائيل وحماس، الفلسطينيين واسرائيل لارسال وفودهما الى القاهرة لبدء مباحثات للوصول لهدنة دائمة في غزة على اساس المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار.
لكن اسرائيل اعلنت انها لن ترسل وفدا للقاهرة.
وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي تساحي هانغبي لوكالة فرانس برس «حماس اثبتت انها تخرق اي اتفاق على الفور، مثلما حدث خمس مرات في اكث رمن هدنة سابقة».
واضاف هانغبي «لذلك فانه ليس من الواضح في هذه المرحلة اي فائدة ستجنيها اسرائيل من المشاركة في اي محاولة للوصول لاتفاقيات على اساس المبادرة المصرية».
ومساء السبت، وصل القاهرة خمسة اعضاء اخرين من الوفد الفلسطيني، من بينهم ماجد فرج مدير المخابرات الفلسطينية.
ومن المنتظر وصول ممثلو حركة الجهاد الاسلامي ومبعوث الولايات المتحدة للشرق الاوسط فرانك لونستين، كذلك توني بلير موفد اللجنة الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط.
ويناقش الوفد الفلسطيني الذي شكله الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالب الفلسطينية مع وسطاء مصريين، من بينها طلب لانهاء الحصار على قطاع غزة المستمر منذ العام 2006 والافراج عن اسرى فلسطينيين.من جانبها، اعلنت اسرائيل انها لن ترسل وفدا تفاوضيا الى القاهرة.
والسبت، اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان «المبادرة المصرية هي الفرصة الحقيقية لايجاد حل حقيقي للازمة في غزة وايقاف نزيف الدم». واصر السيسي على ان المبادرة المصرية هي اساس اي مفاوضات بين اسرائيل وحماس مشددا انه «لا يوجد حل ثان».
وعندما اندلعت الحرب في غزة الشهر الماضي، قدمت مصر مبادرة لوقف اطلاق النار، ايدتها سريعا اسرائيل والولايات المتحدة والجامعة العربية، لكن حماس رفضتها.
وعلي ذات الصعيد السياسي بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود امس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القضية الفلسطينية والسبل الكفيلة بإيقاف ما يشهده قطاع غزة حاليا من سفك لدماء الأبرياء وهدم لممتلكاتهم.
وكان ولي عهد أبو ظبي وصل إلى جدة في وقت سابق الاحد وكان في استقباله وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز من جانبه بحث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هاتفيا تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.
وقالت وكالة الانباء القطرية امس ان الشيخ تميم تلقى اتصالا هاتفيا من بان كي مون تم خلاله بحث مستجدات الاوضاع بالاراضي الفلسطينية في ظل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والجهود المبذولة لوقفه وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين الابرياء.