بغداد – «وكالات»: استولى تنظيم الدولة الاسلامية امس على بلدتين خاضعتين لسيطرة قوات البيشمركة الكردية جنوب قضاء سنجار الواقع قرب الحدود العراقية السورية، ما دفع سكانهما الايزيديين الى الفرار الى الجبال والهضاب.
وهاجم مسلحو التنظيم هذه المناطق الواقعة قرب الحدود العراقية السورية منذ فجر الامس، واشتبكوا مع قوات البشمركة الكردية التي تركت مواقعها وانسحبت الى داخل قضاء سنجار.
وقال غياس سوجي مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل للصحافيين ان «قوات البشمركة انسحبت بالكامل من ناحيتي كرتازرك وملا خضر جنوب سنجار بعد ان هاجم مسلحو داعش على مواقعهم».
واضاف ان «اهالي الناحيتين نزحوا الى القرى والجبال والهضاب القريبة، فيما تمكن قسم منها الوصول الى قضاء سنجار، حيث ما زالت قوات البشمركة تفرض سيطرتها».
وهذه ثاني حادثة انسحاب لقوات البشمركة من المدن التي فرضت سيطرتها عليها، خلال يومين بعد انسحابها من منطقة زمار الغنية بالنفط.
ويقطن سنجار والقرى المحيطة به وكذلك قضاء زمار، اقلية ايزيدية ناطقة باللغة الكردية.
ويبلغ عدد الايزيديين نحو 300 الف نسمة في العراق يعيش معظم افرادها في الشمال، لكنهم يشكلون 70 بالمئة من سكان قضاء سنجار البالغ عددهم 24 الف نسمة.
والايزيدية مزيج من ديانات عدة مثل اليهودية والمسيحية والاسلام والمانوية والصابئة ولدى اتباعها طقوس خاصة بهم ويشتهرون بصناعة الكحول والحلويات المنزلية.
وما زال سنجار، المنطقة الجبلية التي تبعد 400 كلم شمال غرب بغداد بالقرب من الحدود مع سوريا، يستضيف عشرات الاف من النازحين التركمان الشيعة الذين فروا من قضاء تلعفر المجاور.
وفي بيان نُشر على موقعه الإلكتروني، أشار تنظيم الدولة الاسلامية إلى أن العشرات ممن سماهم «العصابات الكردية والمليشيات العلمانية» سقطوا ما بين قتيل وجريح، وهرب المئات منهم «تاركين أعداداً كبيرةً من الآليات والعجلات وكمية ضخمة من الأسلحة والأعتدة غنيمةً للمجاهدين».
وأفاد التنظيم أن «سراياه» وصلت إلى المثلث الحدودي بين العراق وسوريا وتركيا، دون ذكر مزيد من التفاصيل ومكتفياً بالابتهال إلى الله تعالى «أن يُتم على المجاهدين استكمال فتح المنطقة بالكامل».
يأتي هذا التطور بينما اعترف الجيش العراقي بمقتل 23 من جنوده في اشتباكات مع مسلحين جنوب العاصمة بغداد.
وأعلن التنظيم الذي يسيطر على مناطق شاسعة في شمال وغرب العراق، في بيانه، أن عناصره استولوا على مناطق في الجزء الشمالي الغربي من محافظة نينوى بعد معارك مع قوات البشمركة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
ولم يصدر حتى الآن من السلطات المدنية أو العسكرية في إقليم كردستان العراق، الذي كانت قوات البشمركة التابعة له تسيطر على تلك المناطق، ما يؤكد أو ينفي صحة ما ورد في بيان تنظيم الدولة الإسلامية.
غير أن مصادر عراقية محلية أكدت سيطرة التنظيم على مدينة زمار وعلى معسكر الكِسك، وهو أحد أكبر المعسكرات في المنطقة، فضلاً عن حقل «عين زالة» النفطي.
وأضافت تلك المصادر أن مسلحي التنظيم قتلوا وأصابوا العشرات من قوات البشمركة، وأن العديد من ضحايا وجرحى تلك المواجهات نُقِلوا إلى مستشفيات مدينتي دهوك وزاخو في إقليم كردستان العراق.
من ناحية أخرى، قالت مصادر بالجيش العراقي إن 23 جندياً وأفرادا من المليشيات المتحالفة معها قُتلوا في اشتباكات مع مسلحين بمنطقتي جرف الصخر واللطيفية جنوب بغداد. ويسيطر المسلحون على مدينة جرف الصخر ذات الموقع الإستراتيجي بشكل كامل.
وقالت مصادر عسكرية عراقية إن 11 جندياً و12 من أفراد مليشيا عصائب أهل الحق الشيعية لقوا مصرعهم، عندما قصف مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مواقع تلك القوات في جرف الصخر مساء الجمعة.
وفي حديثة بمحافظة الأنبار غرب العراق، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على بعض مشارف المدينة. وتقول مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة تدور بالمنطقة، وتعتبر حديثة من أبرز المدن المتبقية تحت سيطرة الحكومة العراقية في الأنبار.
وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قتل تسعة أشخاص بينهم سبعة من متطوعي مديرية الحشد الشعبي، وأُصيب أكثر من ثلاثين في ثلاث عمليات.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أمر في يونيو الماضي بتشكيل هذه المديرية لاستقطاب متطوعين وتدريبهم لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهة اخرى، صدت القوات العراقية وسكان قضاء امرلي ذي الغالبية الشيعية التركمانية المحاصر منذ 54 يوما من قبل عناصر «الدولة الاسلامية»، حسبما افاد مسؤول محلي.
وقال عادل شكور مدير الناحية لفرانس برس ان «القوات الامنية وبمساندة الصحوات والحشد الوطني صدت هجوما لمسلحين حاولوا اقتحام الناحية فجر اليوم «الاحد»».
واوضح ان «طيران الجيش تمكن من قصف مواقع المسلحين لكن الهجوم لا يزال متواصلا لغاية الآن».
واكد ان «الناحية صمدت منذ 54 يوما أمام هجمات وحصار المسلحين الذي قطع عن امرلي الماء والكهرباء والاتصالات والطرق الرئيسة».
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية بعد هجمات شرسة بدأت في التاسع من الشهر الماضي، على مناطق واسعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك شمال بغداد، وديالى الواقعة شمال شرق، اضافة الى مناطق اخرى في الانبار، غرب البلاد.