بنغازي – «وكالات»: قالت مصادر طبية وأمنية ان ما لا يقل عن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب تسعة آخرون في مدينة بنغازي الليبية بعد معارك عنيفة بين قوات الأمن وميليشيات منافسة مساء الاحد.
وقصفت قوات غير نظامية موالية للواء السابق خليفة حفتر قواعد لميليشيا اسلامية في إطار حملته لطرد المتشددين من بنغازي كما اشتبكت قوات خاصة مع مقاتلي ميليشيا في المدينة.
وانزلقت ليبيا إلى هاوية الفوضى بعد ثلاثة أعوام من سقوط معمر القذافي ولا تقدر حكومتها الضعيفة وجيشها الناشيء على السيطرة على ألوية المتمردين السابقين والميليشيات التي كثيرا ما تقتتل على السلطة السياسية والاقتصادية.
من جانبها قالت الأمم المتحدة إنها نقلت بشكل مؤقت بعضا من موظفيها الدوليين من ليبيا بعد اندلاع قتال عنيف بين ميليشيات متناحرة من أجل السيطرة على مطار ليبيا الرئيس.
وأدى هذا القتال إلى مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص، ووقف كل الرحلات الجوية، في أسوأ أعمال عنف في العاصمة الليبية منذ ستة أشهر.
وقال فرحان الحق المتحدث باسم الأمم المتحدة «بوسعنا تأكيد حدوث نقل مؤقت لأسباب أمنية».
ولم تستبعد مصادر بالأمم المتحدة نقلا مؤقتا لكل الموظفين الدوليين المتبقين في ليبيا إذا استمر تدهور الوضع الأمني. وقال مصدر بالأمم المتحدة إن عدد موظفي الأمم المتحدة «قلص بشكل كبير».
وتضم بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا «يونسميل» نحو 200 موظف محلي ودولي، وذلك بحسب موقعها على الإنترنت.
وكانت الاشتباكات التي نشبت بين ميليشيات ليبية متنافسة بالقرب من مطار طرابلس الدولي بالعاصمة، أدت إلى قتل 7 أشخاص وجرح 25 آخرين، بحسب مسؤولين.
وألغت السلطات الليبية جميع الرحلات في مطار طرابلس في ظل تقارير بشأن قصف عنيف وتبادل إطلاق نار.
وتعرضت ميليشيات مناوئة للإسلاميين من منطقة الزنتان تسيطر على مطار طرابلس لهجمات من قبل ميليشيات إسلامية كانت تحاول السيطرة على هذه المنطقة.
وتقول تقارير صحافية إن هناك ميليشيات مختلفة هددت بالسيطرة على مبنى المطار.
ويقاوم مسلحو الزنتان محاولات الميليشيات الإسلامية السيطرة على السلطة منذ إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في عام 2011.
ورغم أنه من غير الواضح من هي الميليشيات التي هاجمت ميليشيات الزنتان، فإن قناة محلية قالت إن الميليشيات المهاجمة جاءت من مدينة مصراتة غربي ليبيا، مضيفة أنها تطلق على نفسها اسم «قوة الاستقرار والأمن».
واستولى مسلحو الزنتان على مبنى المطار وعلى المناطق المحيطة به، التي تمتد على مسافة 30 كيلومترا جنوبي طرابلس في أعقاب إطاحة نظام القذافي الذي استمر 42 عاما.
وقال شهود لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إن سيارات على متنها مسلحون تجمعت في المنطقة خلال الليل قبل أن يندلع القتال بين الطرفين في ساعات الصباح الأولى.
ويحاول الساسة الليبيون جاهدين جلب الاستقرار إلى هذا البلد الذي تعمه الاضطرابات في ظل شبكة معقدة من المجموعات المسلحة تشكلت في أعقاب الحرب الأهلية التي انتهت بإطاحة القذافي.
من جانبها أعربت مصر امس عن بالغ القلق ازاء أحداث العنف التي وقعت في ليبيا خلال اليومين الماضيين بخاصة في العاصمة طرابلس والتي قد تهدد حال اتساع نطاقها حياة المواطنين الأبرياء.
وأعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي في تصريح صحافي عن الأمل في انهاء الخلافات القائمة بين أبناء الشعب الليبي وأن تستجيب الأطراف المعنية لإرادة الشعب الليبي وأن تسود الحكمة مواقفهم.
وأضاف أن مصر تؤكد من جانبها دعمها الكامل دولة وشعبا لخيارات الشعب الليبي الحرة والواعية وتتطلع الى انتهاء الهيئة التأسيسية للدستور من عملها بما تعكسه من ارادة وطنية خالصة لبناء مؤسسات الدولة.
وجدد المتحدث ادانة مصر «كافة المحاولات داخل وخارج ليبيا لمحاولة الزج باسم مصر في التطورات الجارية هناك والتي تعتبرها مصر شأنا داخليا ليبيا خالصا».
وأكد ان مصر تتطلع الى العمل مع مجلس النواب الليبي الجديد حال بدء نشاطه وتجدد حرصها على وحدة التراب الليبي ورفض أي تدخل خارجي.