
عواصم – «وكالات»: أفادت مصادر صحافية وشهود عيان في محافظة صلاح الدين الى الشمال من العاصمة العراقية بغداد أن القوات الأمنية العراقية تشن هجوما منذ فجر الامس على مدينة تكريت بالمدرعات والدبابات من عدة محاور.
واضافت المصادر اشتباكات عنيفة اندلعت على الطريق الرئيس المؤدي الى تكريت بين المسلحين - وبينهم عناصر من الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» - الذين يسيطرون عليه و القوات الامنية.
وفي منطقة مكيشيفة في ناحية دجلة شمال سامراء، أكد شهود عيان من اهالي المنطقة وقوع اشتباكات بين مسلحين والقوات الأمنية التي تحاول السيطرة على الطريق المؤدي الى تكريت مما أسفر عن وقوع إصابات لدى الطرفين حسب شهود العيان.
من جانبه أكد مصدر في جهاز مكافحة الارهاب في العراق لبي بي سي أن «القوات التابعة له والمتجحفلة معها تشن هجوما الآن على مدينة تكريت من عدة محاور».
ونقلت وكالة فرانس برس عن احد قادة الجيش العراقي الفريق صباح الفتلاوي قوله «لمسلحي داعش خياران، اما الهرب او الموت.»
وقال الجيش العراقي إن طائراته المروحية الحربية نفذت غارات في تكريت.
ونقلت وكالة اسوشييتيد برس عن الناطق العسكري العراقي الفريق قاسم عطا الموسوي قوله إن الغارات استهدفت مواقع للمسلحين في جامعة تكريت الواقعة شمالي المدينة.
وكان المسلحون قد استولوا على تكريت مركز محافظة صلاح الدين في وقت سابق من الشهر الحالي.
وسقطت تكريت مسقط رأس المقبور صدام حسين قبل أسبوعين في قبضة مسلحين سنة بقيادة مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المنشق عن القاعدة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن تحليلا لصور فوتوغرافية وصور التقطتها الأقمار الصناعية «يشير بقوة» إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نفذ عمليات إعدام جماعية في تكريت بعد أن استولى عليها يوم 11 يونيو في بداية هجومه المباغت.
وذكرت المنظمة أن التنظيم قتل نحو 190 رجلا على الأقل في موقعين خلال ثلاثة أيام. وأضافت أن الأعداد ربما تكون أكثر بكثير لكن صعوبة تحديد أماكن الجثث والوصول إلى المنطقة حال دون اجراء تحقيق كامل.
وشنت القوات العراقية هجوما جويا على تكريت يوم الخميس ونقلت قوات خاصة بطائرات هليكوبتر إلى استاد رياضي. وسقطت واحدة من هذه الطائرات على الأقل بعد تعرضها لنيران المسلحين.
وقال فرحان إبراهيم التميمي الأستاذ في جامعة تكريت والذي فر إلى بلدة مجاورة «غادرت مع أسرتي في وقت مبكر اليوم»الجمعة». كان بوسعنا سماع اطلاق النيران وطائرات الهليكوبتر تضرب المنطقة.»
وعلي جبهة اخري افادت تقارير صحافية امس بأن طائرة من دون طيار قصفت مبنى رئاسة الصحة في الجانب الغربي من مدينة الموصل، يت.
وقال مراسلون إن الموصل تعرضت امس لعمليتي قصف استهدفت إحداهما منطقة الميدان مما أحدث أضرارا ببعض المحلات، وكانت الثانية بطائرة من دون طيار واستهدفت مجمعا صحيا للمستشفيات وكلية الطب ومسجدا، وأشار إلى أنه لا يُعرف بعد ما هو الهدف من هذا القصف.
وبيّن مراسلون أن هذا القصف يعد الأول منذ خروج القوات الحكومية من مدينة الموصل عقب سيطرة مسلحين عليها، وأوضح أن هذا القصف يعتقد أنه تم بطائرات أبابيل الإيرانية.
وبيّن محمد أن المعلومات بشأن ما أحدثه قصف المجمع الصحي لا تزال متضاربة حيث تشير مصادر إلى أنه خلّف ثلاثة جرحى في حين تتحدث أخرى عن عشرة جرحى.
من جهة أخرى قالت مصادر طبية بمدينة الموصل إن تسع جثث مصابة بطلق ناري في منطقة الرأس والصدر عُثر عليها في حي الطيران جنوبي المدينة.
وأضافت المصادر أن الجثث كانت موثوقة الأيدي ومعصوبة الأعين لحظة العثور عليها.
وتبخر الجيش العراقي الذي يبلغ قوامه مليون جندي وجرى تدريبه وتسليحه تحت اشراف الولايات المتحدة من الشمال إلى حد كبير عندما بدأ المسلحون المتشددون السنة بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجومهم بالاستيلاء على الموصل أكبر المدن في شمال العراق يوم 10 يونيو.
وظهرت الدولة الإسلامية في العراق والشام عندما تحدى أبوبكر البغدادي زعيم جماعة كانت تسمى وقتها الدولة الإسلامية في العراق قيادة القاعدة وانتقل إلى سوريا المجاورة منذ أكثر من عام ليقاتل في الحرب الأهلية الدائرة هناك ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي بغداد، أفادت مصادر أمنية وطبية صباح السبت بمقتل أربعة مدنيين وإصابة 11 آخرين بسقوط قذائف هاون على منطقة سبع البور، وهي من المناطق الفقيرة التي تسكنها غلبية شيعية شمال بغداد.
وقالت مصادر أمنية وطبية لبي بي سي إن 25 آخرين أصيبوا بجروح بسبب سقوط خمس قذائف هاون على مناطق متفرقة في قضاء المحمودية الذي تسكنه غالبية سنية جنوب بغداد. وكانت الولايات المتحدة قد أكدت في وقت سابق انها تستخدم طائرات مسيرة «بدون طيار» في العراق لحماية العسكريين الامريكيين الذين وصلوا مؤخرا الى البلاد لمساعدة القوات العراقية بصفة مستشارين في التصدي للمسلحين.
وأعلن الجيش الأمريكي أنه يجرى الاستعدادات اللازمة في حالة صدور أوامر بشن غارات جوية محتملة على زعماء المسلحين المناوئين للحكومة العراقية.
وقال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن استخدام القدرات الجوية الأمريكية لاستهداف زعماء التمرد الذي يقوده السنة هو أحد الخيارات التي يجري الإعداد لها كي تكون جاهزة لدى الرئيس وهو يدرس سبل دعم العراق.
وقال ديمبسي، في مقابلة إذاعية، إن حماية البنية الأساسية الضرورية « في العراق» هو جزء من هذا الخيار.
وأضاف «نشغل الآن عددا كبيرا من الطائرات بطيار ومن دون طيار، ونستخدم قدرات الاستخبارات والاستطلاع ، ونبني صورة تمكننا من توفير الدعم لقوات الأمن العراقية في مواجهتها مع تنظيم الدولة الإسلامية في حالة اتخاذ قرار بذلك».
وأكدت «البنتاغون» إنه يجري حاليا تشغيل طائرات بدون طيار في أجواء العراق بهدف «حماية العسكريين الأمريكيين
وقالت في بيان إنها شرعت في استخدم طائرات بطيار وبدون طيار في سماء العراق «بطلب من الحكومة العراقية».
ولم يستجب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لطلب سابق من الحكومة العراقية بشن غارات جوية على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في العراق.
ورغم أن أوباما لم يأمر بعد بشن غارات على المسلحين المناوئين للحكومة، فإنه كان قد حذر الأسبوع الماضي من أن الجيش الأمريكي قد يشن عمليات عسكرية محددة الأهداف إذا قضت الضرورة.
وقال «البنتاغون» إن بعض الطائرات مسلح للدفاع عن 180مستشارا عسكريا أمريكيا أرسلوا إلى العراق لمساعدة حكومته على مواجهة مسلحي «داعش» وأنصاره في العراق.
وينشئ 90 من هؤلاء المستشارين وحدة لتحليل العمليات والمعلومات الاستخباراتية.
وكان أوباما قد وعد بإرسال 300 من العسكريين الأمريكيين إلى العراق.