عواصم – وكالات : قال شهود إن انفجارات ومعارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات سمعت بالقرب من معسكرين للجيش في العاصمة الليبية طرابلس في ساعة مبكرة امس.
جاء ذلك بعد يومين من اقتحام مسلحين البرلمان في أسوأ عنف تشهده البلاد منذ شهور.
وقال سكان إن عدة انفجارات مدوية وقعت بالقرب من ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين لكن لم يتضح السبب. ويبدو أن اطلاق النار والانفجارات خمدت فيما بعد.
ووقعت أيضا معارك ضارية بالقرب من معسكر للجيش في ضاحية تاجورا الشرقية. وقال أحد سكان تاجورا «اننا نسمع انفجارات مدوية وطلقات نارية بالقرب من المعسكر لكننا لا نعرف من يطلق النار.»
وكانت المناطق الأخرى من المدينة هادئة فيما يبدو.
وأكد مراسلون أن شخصين قتلا إثر اشتباكات بين ثوار طرابلس ولواء القعقاع والصواعق والمدني ، وسجلت أضرار مادية بالأحياء السكنية، بينما استمرت مساعٍ محلية لتهدئة الأوضاع وإيجاد حلول سياسية للأزمة الحالية.
وقالت تقارير صحافية انالمعارك العنيفة بين الطرفين استمرت برغم الدعوات للتهدئة، وتحدثت عن وجود حرب نفسية عبر البيانات الرسمية بين مؤيدي اللواء المتقاعد خليفة حفتر وثوار معارضين للعمليات التي يقودها.
وقالت وزارة الدفاع إن قذيفة من نوع غراد سقطت على حي صلاح الدين السكني بالعاصمة التي شهدت أيضا عدة انفجارات الليلة الماضية، في حين أفاد مراسلون بأن مدينة بنغازي تشهد هدوءا حذرا في ظل حالة تأهب بين كتائب الثوار ضد أي هجوم محتمل قد تشنه قوات حفتر.
في هذه الأثناء، أوضحت «قوات درع ليبيا بالمنطقة الوسطى» في بيان أنها ليست طرفا في أي نزاع سياسي أو مسلح يدور بالعاصمة طرابلس، كما أكدت على شرعية المؤتمر الوطني العام والحكومة، وعبرت عن استعدادها للوساطة بين جميع أطراف النزاع.
كما عبر منتسبو وحدات الجيش الليبي بمنطقة مصراتة عن رفضهم العمليات التي تشنها ما تسمى قيادة الجيش الليبي بذريعة مكافحة الإرهاب. وأكد موقعو البيان وقوفهم إلى جانب المؤسسات الشرعية للدولة وما ارتضاه الليبيون من خلال صناديق الاقتراع.
وكانت طرابلس أصبحت أهدأ في اليومين الماضيين بعد ان اقتحم رجال ميليشياالبرلمان واشتبكوا لساعات مع جماعات مسلحة أخرى على طريق المطار يوم الأحد. وقتل شخصان حسبما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.
وتكافح ليبيا الفوضي مع عجز الحكومة المركزية عن السيطرة على الميليشيات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لكنها تتحدى الآن سلطة الدولة.
ويوم الجمعة بدأ اللواء المنشق خليفة حفتر ما سماه حملة عسكرية على الإسلاميين في بنغازي بشرق البلاد وأعلن أيضا المسوؤلية عن الهجوم على البرلمان في طرابلس. وانضمت اليه عدة وحدات عسكرية الأمر الذي ينذر بانقسام القوات النظامية والميليشيات المختلفة.
وفي معركة سياسية بشأن من يسيطر على ليبيا زادت الحكومة الضغط على البرلمان ليوقف عمله الى حين إجراء انتخابات برلمانية.
ودعا مجلس الوزراء في بيان المجالس المحلية في انحاء البلاد الى مساندة اقتراح يطالب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بتجميد عمله الى حين إجراء انتخابات عامة واعادة التصويت على رئيس الوزراء.
وقال بيان مجلس الوزراء الذي صدر يوم الأربعاء «اننا نرجو من جميع رؤساء هذه المجالس دراسة المبادرة بأسرع وقت ممكن.»
وكان حفتر وميليشيات أخرى طالبوا باستقالة البرلمان.
وكان البرلمان المنقسم بين إسلاميين وقوى مناهضة للإسلاميين قال في فبراير إنه سيجري انتخابات مبكرة بسبب الضغوط التي فرضها الانتقال الفوضوي لليبيا إلى الديمقراطية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالقذافي.
واقتراح إجراء الانتخابات في 25 من يونيو هو محاولة فيما يبدو لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم يوم الأحد.
وعلي صعيد ذا صلة نأت واشنطن بنفسها عن تأييد اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تجر أي اتصالات معه مؤخرا كما انها لا تدعم او تتغاضى عن اي اعمال ميدانية في ليبيا.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين «لم نتحدث إليه (حفتر) مؤخرا. لا نتغاضى عن او نؤيد ما قام به على الارض ولم نقدم العون فيما قام به».
وأضافت «نواصل دعوتنا لجميع الاطراف الاحجام عن العنف والسعي للحل عن طريق السبل السلمية».