
عواصم – «كونا»: أعربت جامعة الدول العربية امس عن قلقها البالغ ازاء تصاعد أعمال العنف في ليبيا وقيام مجموعات مسلحة باستهداف مؤسسات وطنية في محاولة لزعزعة الجهود المبذولة لاستكمال بناء الدولة وضرب السلم الأهلي والاستقرار في البلاد.
وندد الأمين العام للجامعة نبيل العربي في بيان صحفي بالاعتداءات المتكررة والمتصاعدة خلال الأيام القليلة الماضية على مسؤولين ليبيين وعناصر من الجيش والشرطة في أنحاء البلاد رافضا بشكل كامل استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية.
ودعا العربي الليبيين بمختلف توجهاتهم السياسية الى انتهاج الحوار لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وانجاز المصالحة الوطنية الليبية وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مكاسب ثورة فبراير ومواصلة تضافر الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الليبي.
واكد حرص الجامعة على استقرار ليبيا وتقديم كل أشكال الدعم لمساعدة الشعب الليبي في تجاوز تحديات هذه المرحلة الانتقالية والصعبة.
وقال انه انطلاقا من هذا المنظور تم تكليف الدكتور ناصر القدوة بتمثيل الأمين العام لجامعة الدول العربية لإجراء سلسلة من المشاورات والاتصالات مع أطراف ليبية وعربية واقليمية ودولية معنية بالشأن الليبي لوضع استراتيجية عربية شاملة تحدد محاور التحرك العربي العاجل المطلوب لدعم ليبيا في هذه المرحلة المهمة.
من جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي امس عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وأسفه للخسائر في الأرواح الناجمة عن احداث العنف الأخيرة التي شهدتها مدينتا بنغازي وطرابلس.
وقال المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي مايكل مان في مؤتمر صحفي "إن الاتحاد الأوروبي يحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من إراقة الدماء والامتناع عن ارتكاب مزيد من العنف". وأكد التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الشعب الليبي لتحقيق الديمقراطية والتحول السياسي موضحا ان "الاتحاد الأوروبي يشدد على ضرورة توافق جميع الأطراف على إدارة فترة انتقالية لضمان الانتقال الناجح إلى ديمقراطية مستقرة".
من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني امس عن قلقه البالغ ازاء تطورات الأوضاع في ليبيا في ظل الاقتتال العنيف في طرابلس ومناطق أخرى من البلاد.
ودعت موغيريني في بيان صادر عن الخارجية الايطالية المجتمع الدولي الى ضرورة التدخل لانقاذ العملية السياسية في ليبيا خشية تفاقم الصدامات المسلحة فيها واندلاع الفوضى وتعاظم مشكلة الهجرة نحو الشواطئ الايطالية.
وقالت "ان العملية الانتقالية في ليبيا على مفترق طرق اما تحول ديمقراطي يمكن أن تترسخ من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة وصياغة الدستور الجديد للوصول الى مستقبل مستقر من ناحية واما حالة تصارع طويلة الأمد من شأنها زيادة المعاناة والهجرة وانتهاك حقوق الانسان من ناحية اخرى".
واضافت ان أي عملية انتقالية يجب أن تواجه مسارات طويلة وأن تتجاوز مراحل حرجة لكنها اشارت الى ان هناك لحظات حاسمة لا غنى عندها عن التوصل الى اتفاق حول القواسم المشتركة.
وحثت موغيريني جميع الاطراف السياسية في ليبيا على التوافق حول حكومة وحدة وطنية وسلطة معترف بها من أجل تيسير واعادة اطلاق الحوار الوطني الذي يعتبر "حاجة رئيسية" لتحقيق الاستقرار المؤسسي والاقتصادي في ليبيا.