بغداد – وكالات : ذكرت مصادر أمنية وطبية أن 16 شخصاً قُتلوا في هجمات متفرقة استهدفت امس الاول أسواقاً وشوارع تجارية في مناطق عدة من العراق.
وقالت مصادر إن اشتباكات عنيفة تدور رحاها في منطقة الملعب بمدينة الرمادي, في وقت تمكن فيه مسلحو العشائر من إعطاب عدة آليات تابعة للجيش العراقي.
ووفق مسؤولين بالشرطة، فإن الهجوم الأعنف وقع قبيل غروب الشمس عندما انفجرت قنبلة في سوق بمدينة المحمودية -التي تقع على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب العاصمة بغداد- مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح 12 آخرين.
وفي حي المعامل شرق بغداد، أسفر انفجار قنبلة في السوق عن مصرع ثلاثة متسوقين وجرح سبعة. وفي غرب بغداد انفجرت قنبلة في شارع تجاري أودت بحياة شخصين وإصابة سبعة بجروح.
وفي الموصل شمالي البلاد، قالت الشرطة إن أربعة من أفراد الجيش والشرطة قُتلوا في ثلاث عمليات منفصلة بجنوب وشرق المدينة.
وفي منطقة الطارمية شمال بغداد، عثر على ثلاث جثث تعود لشباب من أبناء المنطقة كانوا قد اختطفوا قبل عدة أيام من قبل مليشيات مسلحة.
وفي محافظة صلاح الدين وسط العراق، قُتل شخصان وأُصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة في قضاء بلد جنوب مدينة تكريت.
وفي خضم سلسلة الهجمات وأعمال العنف هذه، خطف مسلحون مجهولون في العاصمة أمس الأول مرشحاً للانتخابات التشريعية التي جرت قبل أسبوع.
وجاء اختطاف رحمن عبد الزهرة الجزائري في حي جميلة ببغداد عندما فتح مسلحون النار باتجاهه في وقت مبكر الأحد، بينما كان بالقرب من منزله فأصابوا والده وشقيقه بجروح.
والجزائري هو الأمين العام لتنظيم «حزب الله الثائرون» وهو مرشح عن كتلة سياسية تدعى «الوارثون».
وأكد الحزب اختطاف الجزائري، وقال إن صور كاميرات المراقبة كشفت عن ملامح الخاطفين، وأوضح أن عناصر الأمن تحقق في القضية للتعرف على هويتهم. وهذه أول حادثة من نوعها تستهدف مرشحا بعد إجراء الانتخابات.
وعلي صعيد منفصل دعا رئيس السلطة القضائية الإيرانية صادق لاريجاني نظيره العراقي إلى تسليم المعارضين الإيرانيين الموجودين في العراق ليحاكموا «بشكل عادل» على حد قوله.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن لاريجاني إثر لقائه في طهران مدحت المحمود -رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي- قوله إنه انطلاقا من كون أعضاء منظمة مجاهدي خلق الموجودين بالعراق «مجرمين قاموا باغتيال أكثر من 17 ألف إيراني»، فإن ما يطلبه القضاء الإيراني هو تسليمهم لإيران ليحاسبوا على جرائمهم.
يُذكر أيضا أن مجاهدي خلق متهمون بشن هجمات على أهداف سياسية وعسكرية للنظام الإيراني بينها هجوم على المرشد الأعلى علي خامنئي في 1981.
وأضاف لاريجاني أن «معظم هؤلاء اعترفوا بجرائمهم وننتظر من السلطات العراقية أن يتم تسليمهم في الإطار القانوني ليحاكموا بشكل عادل».
يُذكر أن وزيري العدل الإيراني والعراقي وقعا في أبريل الماضي اتفاقات ثنائية لتسليم المدانين ومبادلتهم.
وقبل ذلك أكد السفير الإيراني لدى العراق أن طهران مستعدة للعفو عن أكثر من 400 من عناصر مجاهدي خلق في العراق من غير الملاحقين في إيران. ويوجد حاليا نحو ثلاثة آلاف عنصر من مجاهدي خلق بمعسكر ليبرتي القريب من بغداد ينتظرون نقلهم إلى بلد ثالث.
يُشار إلى أن المعارضين الإيرانيين أقاموا بمعسكر أشرف بشمال بغداد إبان الحرب الإيرانية العراقية بين 1980 و1988 بدعم من الحكومة العراقية آنذاك للقيام بعمليات مسلحة ضد إيران ثم سلموا سلاحهم بعد الغزو الأميركي للعراق العام 2003، وتسعى الحكومة العراقية القريبة من طهران منذ ذلك الوقت لنقلهم لخارج العراق.
ويتهم المعارضون الإيرانيون الحكومة العراقية بشن هجمات مسلحة ضدهم وقتل العشرات منهم، واختطاف آخرين.
وفي 2012 شطبت الولايات المتحدة مجاهدي خلق من لائحتها للمنظمات الإرهابية الأمر الذي نددت به طهران.