عواصم – «وكالات» : تعهد زعيم جناح تنظيم القاعدة في اليمن بمهاجمة الولايات المتحدة في فيديو أظهر تجمعا لأعضاء من التنظيم وهم يحتفلون بهروب جماعي لمقاتلين من أحد السجون.
وفي فبراير نفذ مسلحون هجوما بالقنابل اليدوية والبنادق على السجن المركزي في صنعاء مما أسفر عن هروب 29 سجينا بينهم 19 سجنوا في جرائم تتعلق بالإرهاب.
وظهر في الفيديو ومدته 15 دقيقة رجال ملثمون يلوحون بعلم القاعدة ويحتفلون بوصول السجناء بعد هروبهم. وبث الفيديو المؤرخ في مارس على موقع يستخدمه إسلاميون على الانترنت.
وقال رجل يتحدث في منطقة جبلية أوضح الفيديو أنه الشيخ أبو بصير ناصر الوحيشي «العدو الصليبي لا زالت لديه أوراق يحركها. فلا بد ايها الاخوة أن نتذكر أننا دائما نقاتل العدو الأكبر.»
وأضاف الوحيشي «لا بد أن نزيل الصليب الذي ممسكه حامل الصليب أمريكا.»
وضم الفيديو الذي يحمل عنوان «مشاهد من استقبال الأسرى المحررين من السجن المركزي بصنعاء» شهادات لمقاتلين شاركوا في اقتحام السجن.
وقال رجل يعرف باسم منير البوني «رتبنا اننا نحتاج عشر قنابل يدوية.»
وأظهر شريط الفيديو رجالا يصلون على شاحنات صغيرة بيضاء وآخرين يلقون التحية على الوحيشي. وحمل آخرون بنادق وجلس بعضهم على الأرض لاحتساء العصائر.
وقال عبد الرزاق الجمل وهو صحفي أجرى مقابلات مع أعضاء في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن هذا أكبر تجمع معروف للقاعدة في اليمن.
وقال الجمل لرويترز «هذا أكبر تجمع يظهر للقاعدة ويضم نحو 400 شخص وليس كل أعضاء التنظيم. هذا التجمع هو تأكيد على أن القاعدة تزداد قوة ونفوذا.»
وتشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2009 ويشن هجمات على أهداف عسكرية وسياح ودبلوماسيين في اليمن واستولى على بعض الأراضي لفترات طويلة.
وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تعليق على الفيديو «ليس خبرا جديدا على الأطلاق أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وشعب اليمن ولأشخاص اخرين في المنطقة وفي أنحاء العالم.»
وأضافت في مؤتمر صحفي أن التنظيم حاول مهاجمة الولايات المتحدة عدة مرات منذ عام 2009 ونفذ عددا من الهجمات داخل اليمن. وقالت «لا اعتقد بكل صراحة ان بامكاننا تقدير قوتهم بوجه عام بناء على فيديو واحد. نعرف انهم يزدادون قوة...لذا فانني لا اعتقد ان هذا يزيد من قلقنا ولكننا بالفعل نشعر بقلق بالغ.» وقالت هارف إن من المثير للاهتمام أن الوحيشي ليس قائد تنظيم جناح القاعدة في جزيرة العرب فحسب بل ايضا الرجل الثاني في التنظيم الأساسي مما يوضح أن الهيكل الرئيسي تخلى عن المركزية نتيجة النجاحات الأمريكية ضده في أفغانستان وباكستان.
وقتلت هجمات لطائرات أمريكية بدون طيار عددا ممن يشتبه أنهم من مقاتلي التنظيم ومن بينهم أنور العولقي وهو رجل دين ولد في الولايات المتحدة واتهم بأنه على صلة بمؤامرة لتفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في 2009 وطائرات شحن أمريكية في عام 2010.
وقال علي الصراري المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة «القاعدة تزداد قوة في ظل استمرار الانقسام وضعف الاداء الأمني».
وأضاف «الظهور الأخير ينبئ بأن اليمن يواجه تحديا خطيرا. إذا استمر الاداء الأمني بهذه الحالة فإن اليمن سيواجه فشلا أكبر مما كان عليه في الاعوام السابقة».