غزة - «كونا»: قلل كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات امس من اهمية الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للجلوس حول مائدة المفاوضات.
واعتبر عريقات في تصريحات لاذاعة «صوت فلسطين» ان «هذه الدعوة تأتي في اطار حملة العلاقات العامة التي يقوم بها نتنياهو».
ودعا المسؤول الفلسطيني نتنياهو «الى التركيز على الافعال بدلا من الاقوال اذا ما اراد التوصل لاتفاق سلام» مطالبا اياه «بالتوجه الى شعبه ليبلغه بأنه قرر وقف الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967».
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ببناء المزيد من المستوطنات وفرض الاملاءات وتنفيذ اعتقالات واغتيالات بحق الفلسطينيين ووضع شروط تعجيزية للتوصل الى سلام مستنكرا دعوة الجانب الاسرائيلي الى التفاوض.
وقال ان «كل ما قامت به اسرائيل منذ بدء المفاوضات معها في نهاية شهر يوليو الماضي يدلل على انها تريد احباط اي جهد لتحقيق السلام».
ونفى عريقات اعلان نتنياهو يوم امس الاول ان الولايات المتحدة لم تطلب منه تجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس مؤكدا ان الرئيس عباس ناقش هذا الامر مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في لقائهما الذي عقد في باريس قبل اسابيع.
وقال نتنياهو في لقاء مع احدى محطات التلفزة الالمانية امس الاول ان «الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الامريكي في المنطقة تشكل الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام».
واعتبر نتنياهو ان «العقبة الرئيسية التي تعترض المفاوضات مع الفلسطينيين تتمثل باصرار الجانب الفلسطيني على عدم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل».
وأشار عريقات الى ان «الرئيس عباس كرر في لقاءاته مع كيري موقفه مرة اخرى بخاصة انسحاب اسرائيل الى خطوط الرابع من حزيران 1967 وان القدس الشرقية ستكون عاصمة دولة فلسطين».
واضاف ان «الرئيس عباس جدد واكثر من مرة رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية مع تشديده على اهمية ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار الاممي رقم 194 والافراج عن الاسرى من سجون الاحتلال».
ولايزال الغموض يكتنف فحوى لقاء الرئيس عباس في باريس مع كيري اذ ذكرت تقارير اعلامية ان الجانبين اتفقا على طرح خطة «اتفاق اطار» للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
بيد ان تسريبات اكدت ان هذين الاجتماعين بين كيري وعباس واللذين استمرا نحو ثماني ساعات كشفا عن فجوة كبيرة لا زالت تفصل بين مواقف الاطراف المعنية.
ويدور الحديث عن فشل كيري في احداث اختراق في كافة قضايا التفاوض خاصة تلك المتعلقة باللاجئين والحدود بين اسرائيل وفلسطين والقدس والمستوطنات فيما يسعى الفلسطينيون الى تدخل روسي يمكن ان يكسر الجمود في مفاوضات السلام