
موسكو – «وكالات» : ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس بثقله وراء ترشح وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة وأعرب عن امله في تعزيز العلاقات بعد الانتخابات.
وتتطلع روسيا إلى الاستفادة من الخلافات بين القاهرة وواشنطن التي جمدت بعض المساعدات لمصر بعدما عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو استجابة لاحتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.
وتدعو جماهير رافضة للحكومة الإسلامية السابقة السيسي «59 عاما» إلى خوض الانتخابات الرئاسية فضلا عن أفراد القوات المسلحة الذين يريدون رئيسا يستطيع مواجهة العنف السياسي المتزايد.
ويزور السيسي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي موسكو حيث اجتمعا مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف.
وقال بوتين للسيسي قبل الاجتماع معه «أعلم أنك قررت الترشح للرئاسة وهذا قرار مسؤول جدا أن تتولى مسؤولية مصير الشعب المصري.»
وأضاف «بالأصالة عن نفسي وباسم الشعب الروسي أتمنى لك التوفيق.»
وقال بوتين للسيسي فى ختام مباحثاته معه إن الاستقرار في الشرق الاوسط يعتمد على الاستقرار في مصر .
ومن جانبه وصف السيسي المباحثات التي اجراها في موسكو بانها فعالة وضرورية قائلا ان اجتماع وزيري الخارجية والدفاع في كلا البلدين في اطار معادلة «2+2» يسمح بمناقشة القضايا الملحة بما في ذلك المسائل الامنية والعسكرية والتصدي للإرهاب .
واكد السيسي قدرة الجيش المصري على حسم معركة التصدي للإرهاب
وقال وزير الخارجية المصري فهمي العام الماضي إن بلاده ستنظر إلى أبعد من واشنطن وتحافظ على «خيارات» مفتوحة لتلبية احتياجاتها الأمنية.
لكن فهمي قال أيضا انه ليس من المستهدف أن تكون روسيا «بديلا» عن أحد وهون من تكهنات بحدوث تحول كبير في السياسة الخارجية المصرية التي وصفت بأنها ربطت القاهرة بعلاقات قوية مع واشنطن لأكثر من 30 عاما.
وتوترت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة منذ عزل مرسي وفي أكتوبر أعلنت واشنطن أنها أوقفت تسليم بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر لحين إحراز تقدم في المجال الديمقراطي.
وتتفاوض روسيا حاليا على صفقة أسلحة لمصر قالت مؤسسة «كاست» البحثية في موسكو إن قيمتها حوالي ملياري دولار. وتقول موسكو انها خسرت عقود دفاع بعشرات المليارات من الدولارات بعد انتفاضات «الربيع العربي» التي اطاحت بزعماء حلفاء لموسكو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد أعلن امس عن اتفاق بلاده ومصر على الإسراع بإعداد وثائق خاصة بالتعاون العسكري الفني بين البلدين، دون أن يدخل في التفاصيل،.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية الرسمية عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري نبيل فهمي، إن البلدين «اتفقا على الإسراع بإعداد وثائق خاصة بالتعاون العسكري الفني» كما أضاف أن للجنة الوزارية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي ستعقد اجتماعا جديدا في نهاية مارس المقبل.