نيويورك – «وكالات»: أعلنت منظمة حظر السلاح الكيماوي، الأربعاء، عن إخراج ما نسبته 11 في المئة من الترسانة الكيماوية السورية، وذلك في تصريح خاص لشبكة «سي ان ان».
ويعتبر هذا الإعلان ارتفاعا ملحوظا في حجم الأسلحة الكيماوية السورية التي أخرجت من سوريا بعد الإعلان السابق عن إخراج ما نسبته أربعة في المائة فقط.
ويشار إلى أن سوريا لا تزال متأخرة في إخراج وتدمير ترسانتها الكيماوية عن الموعد المحدد في مؤتمر جنيف بسبتمبر الماضي، حيث تم الاتفاق على اخراج كامل الترسانة من سوريا بحلول الخامس من فبراير الجاري.
وتواصل منظمة حظر الكيماوي التواصل مع مسؤولين سوريين بارزين لمناقشة تحديد جدول جديد لإخراج الترسانة.
وقالت رئيسة البعثة المشتركة التي تشرف على عملية التدمير سيغريد كاغ إنها على ثقة بالإيفاء بالموعد النهائي لتدمير الأسلحة في 30 يونيو المقبل، مشيدة بـ «التعاون البناء» الذي تبديه دمشق في هذا الصدد.
وكان السفير السوري لدى روسيا رياض الحداد أكد الثلاثاء أن أخطر المواد في الترسانة الكيميائية السورية ستزال من البلاد بحلول الأول من مارس المقبل.
وتعزو دمشق أسباب التأخير إلى مشاكل أمنية وخطر شن المقاتلين هجمات على القوافل التي تنقل أسلحة كيميائية برا إلى ميناء اللاذقية في الشمال، وطلبت مدرعات ومعدات اتصال إضافية، وهو ما رفضته الولايات المتحدة التي قالت إن دمشق تملك ما يلزم من المعدات.
ومن المنتظر وصول ستين حاوية إلى الميناء الإيطالي تحمل 560 طنا من المكونات الكيميائية قادمة من سوريا، على أن تنقل إلى سفينة كايب راي الأميركية التي سيتم إتلاف المواد داخلها وهي وسط البحر الأبيض.
ومن المتوقع أن تصل السفينة الأميركية كايب راي خلال الساعات القليلة القادمة إلى ميناء روتا الإسباني لتمضي بعدها إلى ميناء جويا تورو الإيطالي، حيث يتم تحميلها بـ560 طنا من المواد الكيميائية السورية التي وصلت من ميناء اللاذقية.
وتحمل السفينة على متنها نظامين صمما لتخفيف مئات الأطنان من المواد السامة بما فيها غاز الخردل والمواد الخام لصناع غاز السارين.
ومن المقرر -وفق المسؤولين- أن تنهي السفينة عملها في 31 مارس في موقع لم يعلن عنه المسؤولون الذين يقولون إنه في مكان ما في عرض البحر المتوسط.
وكانت سوريا قد وافقت على التخلي عن أسلحتها الكيميائية بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا أقرته الأمم المتحدة وسمح بتفادي ضربة عسكرية بعد هجوم بالأسلحة الكيميائية في أغسطس الماضي على ريف دمشق أدى إلى مقتل المئات، وألقى بالمسؤولية عنه على قوات الحكومة السورية، لكن دمشق نفت الاتهامات.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الألمانية ما تردد عن احتمال مشاركة البحرية الألمانية في التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية أثناء الأشهر المقبلة.
وقالت الخارجية -أمس الأول- إن الجيش الألماني يمكن أن»يشارك مع السلاح البحري لدول أخرى في حماية السفن الأميركية التي سيتم تدمير المخزون الكيميائي السوري على متنها.
ورفض المتحدث باسم الخارجية التطرق إلى التفاصيل، واكتفى بالقول إن الإعداد لهذا الأمر برمته لا يزال «في مرحلة مبكرة للغاية».
أما منظمة غريس فقد دعت أمس الأول إلى المزيد من الشفافية في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، محذرة من إلقاء رواسب في البحر.
وأعرب نيكوس خارالامبيدس المسؤول عن الفرع اليوناني للمنظمة الناشطة في مجال حماية البيئة عن الأسف لقلة المعلومات التي تصدر بشأن تركيب وكمية العناصر الكيميائية التي سيتم تدميرها، متسائلا عن مدى إيفاء الأمم المتحدة بضمانات تقدمت بها للمنظمة بأنه لن يُلقى أي شيء في البحر.