عواصم – «وكالات»: اكدت تقارير صحافية نقلا عن مصادر دبلوماسية في ميونيخ بأنه تم امس الاول بحث توسيع المعارضة السورية التي ستشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 المتوقعة يوم 10 فبراير الجاري، وسط مطالبات لأطراف الصراع باستئناف المفاوضات بإخلاص وجدية من أجل تسوية الأزمة، في وقت نفت فيه المعارضة مسؤوليتها عن إفشال دخول المساعدات إلى حمص.
وقالت المصادر إن ثمة تفاهما في ميونيخ على ضرورة توسيع المعارضة السورية لتشمل شخصيات من خارج الائتلاف الوطني السوري المعارض للمشاركة في الجولة الثانية، مؤكدين ضرورة عقد تلك المباحثات في موعدها الذي أعلنه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في ختام الجولة الأولى التي أقر بأنها لم تحرز تقدما.
وقال مراسلون إن اجتماعا رباعيا بين الإبراهيمي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف، بحث أهمية إدراج الممرات الإنسانية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وتوسيع المعارضة السورية في الجولة المقبلة.
وكان الإبراهيمي أقر -في بيان نشره مساء الجمعة- بعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات التي استغرقت أكثر من أسبوع، وتجمدت تقريبا بسبب الخلاف على تشكيل هيئة حكم انتقالي طبقا لما نص عليه بيان مؤتمر جنيف1 في يونيو 2012.
وتبادل وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين الاتهامات بشأن فشل المفاوضات، فبينما اتهم الوفد الحكومي المعارضة بعدم الجدية، أكدت الأخيرة أن الطرف الأول كان حريصا على عدم تحقيق أي تقدم.
وتعتبر المعارضة أن الهدف من جنيف2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، مما يعني برأيها تنحي الرئيس بشار الأسد, بينما يرفض النظام مجرد بحث هذه المسألة، معتبرا أن ذلك أمر يقرره السوريون عبر صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف2 على مسألة مكافحة ما يسميه الإرهاب في سوريا.
وفي إطار المحادثات بين الوفدين السوريين بشأن إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في حمص القديمة، نفى وفد المعارضة بميونيخ أن تكون المعارضة قد أسهمت في إفشال عملية دخول المساعدات، محمّلا النظام السوري مسؤولية هذا الفشل.
وكان لافروف قد اتهم المعارضة بعرقلة دخول المعونات إلى حمص، قائلا في كلمة ألقاها في مؤتمر الأمن بميونيخ إن المعارضة اشترطت الإفراج عن السجناء للسماح بدخول معونات إلى حمص, وهو ما عرقل إيصالها.
من جانبه، طالب بان أطراف الصراع باستئناف المفاوضات «بإخلاص وجدية» من أجل تسوية الأزمة السورية.
وحذر الأمين العام من أن أيا من الطرفين لاينبغي ان يستخدم المفاوضات كتكتيك لاطالة أمد القتال.
وقال امس الاول إنه تحدث مع كل من كيري ولافروف بشأن الوضع في سوريا، وناشدهما استخدام نفوذهما من أجل استئناف المفاوضات في الموعد الذي حدده الإبراهيمي.
وأوضح بان أن «التجربة علمتنا أن التقدم سيكون صعبا، لكننا صنعنا بداية حيث تحدثنا مع بعضنا البعض، وهذا هو الأمل الوحيد لتحقيق حل سياسي».
من جانبه، أعلن لافروف أن بلاده تعجز بمفردها عن حل الأزمة السورية، ودعا إلى الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع.
ولفت لافروف في كلمة خلال مؤتمر ميونيخ إلى أن الأزمة السورية أدت إلى تدفق عدد كبير من «الإرهابيين» إلى البلاد، وحثّ على توسيع وفد المعارضة في الجولة الثانية لمفاوضات جنيف2.
أما رئيسة مجموعة الأزمات الدولية لويز آربور فقد أعربت عن تشاؤمها بشأن فرص تحقيق انفراج دبلوماسي في مفاوضات جنيف2، مشيرة إلى أن الصراع «إقليمي مركزه سوريا».
ورجحت أربور أن يستمر الوضع في سوريا على ما هو عليه إلى أمد بعيد، موضحة أن المنطقة المحيطة بسوريا باتت تمثل «جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل».
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إنه رفض طلبا أميركيا للتفاوض «مباشرة»، واشترط لتحقيق ذلك تقديم نظيره الأميركي جون كيري اعتذارا عن خطابه في افتتاح مؤتمر جنيف2 بمدينة مونترو السويسرية. وعن المشاركة في الجولة الثانية لمفاوضات جنيف2، أكد المعلم أنه ينتظر التوجيه من دمشق. وكان كيري قال إن الرئيس بشار الأسد «لن يكون جزءا من أي حكومة انتقالية.. من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم».
ونفت واشنطن امس مزاعم المعلم.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي إن الولايات المتحدة عرضت الاتصال مع مسؤولين سوريين «على مستوى الموظفين» من خلال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقالت «لم تعرض الولايات المتحدة في أي لحظة التفاوض مع النظام السوري مباشرة» مضيفة أن الولايات المتحدة قدمت طلبات مماثلة أثناء الصراع.
وقالت فيما يتعلق بطلب المعلم لكيري بالاعتذار «لن يحدث أن يعتذر الوزير كيري في أي وقت عن ذكر الحقيقة بخصوص الوحشية التي مارسها نظام «الرئيس السوري بشار» الأسد ضد الشعب السوري.»
وبدأت الجولة الأولى من المحادثات على مدى أسبوع كامل بكلمات تصادمية لكيري والمعلم وآخرين وكانت على شفا الإنهيار مرارا على ما يبدو قبل أن يجتمع وفدا الحكومة والمعارضة السوريين تحت سقف واحد.
واختتمت الجولة يوم الجمعة دون إحراز أي تقدم حقيقي نحو إنهاء الحرب الأهلية ودون أن يحدد الوفد الرسمي ما إذا كان سيعود إلى الجولة القادمة في العاشر من فبراير الجاري.