
القاهرة - «وكالات»: أعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور امس أنه قرر إجراء الانتخابات الرئاسية أولا في خطوة تمثل تعديلا لخارطة الطريق التي أعلنت في يوليو بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان إعلان دستوري أصدره منصور بعد عزل مرسي -الذي طالب ملايين المصريين بتنحيته عبر احتجاجات حاشدة- قد تضمن إجراء تعديلات دستورية تليها انتخابات تشريعية وفي الختام تجرى انتخابات رئاسية.
ويزيد قرار الرئيس المصري المؤقت من احتمالات ترشح القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الدولة وهي خطوة يتوقعها كثيرون بعد إقرار التعديلات الدستورية في استفتاء أجري هذا الشهر.
ووافق على التعديلات أكثر من 98 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم ونسبتهم 38.6 في المئة من ناخبين يزيد عددهم على 53 مليونا. وقاطعت الاستفتاء جماعة الإخوان المسلمين التي تقول إن عزل مرسي انقلاب عسكري.
وقال منصور في بيان إلى الشعب عبر التلفزيون الرسمي «اتخذت قراري بتعديل خارطة المستقبل بأن نبدأ بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا».
وأضاف أن اللجنة العليا للانتخابات ستحدد موعد فتح باب الترشح للانتخابات التي يعد السيسي أبرز المرشحين المحتملين لها إلى الآن.
وختم منصور بالقول: «سأطلب اليوم من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ممارسة اختصاصها المنوط بها طبقا لقانون الانتخابات الرئاسية وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، كما سأقوم من جانبي بإجراء التعديلات التشريعية اللازمة على قانوني مباشرة الحقوق السياسية، والانتخابات الرئاسية، خلال الأيام القليلة القادمة، بما يتفق وأحكام الدستور».
وتناول منصور في البيان أحداث العنف السياسي التي تمر بها مصر منذ عزل مرسي قائلا «هذه الحوادث تستهدف كسر إرادة المصريين».
وأضاف مخاطبا الإخوان المسلمين الذين اعلنتهم الحكومة جماعة إرهابية الشهر الماضي «لن تحقق أفعالكم الخبيثة مآربكم». وتابع «مصممون دولة وشعبا... على استكمال خارطة المستقبل».
وقال منصور، «تعرضت لعمليات إرهاب سوداء ذهب ضحيتها أبرياء وعناصر من الجيش والشرطة،» معتبرا أن تلك الهجمات «تستهدف كسر إرادة الإرهابيين» وتوجه إلى المنفذين بالقول: «لن تحقق هذه الأفعال مآربكم وإرادة المصريين لن تنكسر وهم مصرون دولة وشعبا على اجتثاث إرهابكم من جذوره».
وتابع منصور بالقول إن مصر «دحرت الإرهاب في التسعينيات وستدحره مجددا» وأضاف: «لن تأخذنا بالإرهابيين شفقة أو رحمة بعدما ابتعدوا عن صحيح الدين» كما لوح باتخاذ «إجراءات استثنائية» لم يحدد طبيعتها، بحال تطلب الأمر ذلك.
وكشف منصور أنه طالب القضاء زيادة عدد المحاكم التي تنظر في قضايا الإرهاب، كما أعلن عن إعادة النظر في قضايا بعض الموقوفين وخاصة طلاب الجامعات.
وقتل نحو 1400 شخص في العنف السياسي بينهم نحو ألف من مؤيدي مرسي ونحو 250 من رجال الأمن.
وكان المصريون احيوا السبت الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير على وقع مواجهات وقتل، حيث قتل أكثر من خمسين شخصا وجرح المئات في اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للانقلاب العسكري في مناطق مختلفة، في حين شهد ميدان التحرير احتفالات لمؤيدي النظام الحالي، ووقعت خلالها حوادث تحرش وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأعلنت وزارة الصحة امس مصرع 49 شخصا على الأقل في خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وضمت قائمة القتلى 22 شخصا لقوا مصرعهم بمنطقة الألف مسكن بالقاهرة وحدها، ما دفع المستشفى الميداني بالمنطقة إلى إرسال استغاثة عاجلة لطلب المساعدة لاستيعاب الجرحى الذين وصلوا إليه. وقال مصدر أمني إنه تم اعتقال نحو أربعمائة شخص خلال المواجهات.
وشهدت أحياء المطرية والمرج والهرم والمهندسين و6 أكتوبر مظاهرات رافضة للانقلاب شهدت مواجهات مع قوات الأمن، التي استخدمت قنابل الغاز المدمع والخرطوش والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
كما قتل اثنان بمحافظة المنيا بالصعيد وشخص واحد بالإسكندرية، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن 176 شخصا أصيبوا، خرج منهم 37 من المستشفيات ولا زال 130 تحت العلاج.
ففي الجيزة والمنيا والإسكندرية، قتل عدد من الأشخاص عقب مظاهرات رفعت صورا للرئيس المعزول محمد مرسي ورددت شعارات مناهضة للانقلاب ومطالبة بعودة الشرعية.
وفي السويس، نشبت اشتباكات بين متظاهرين رافضين للانقلاب وقوات الأمن، عندما حاولت الأخيرة تفريق المتظاهرين بالقوة بعدما خرجوا في مسيرات بمناسبة ذكرى ثورة يناير رافعين شعارات تندد بالانقلاب وتطالب بعودة الشرعية.
كما شهدت محافظة الفيوم مظاهرات شارك فيها مؤيدو مرسي جابت عددا من شوارع المدينة، ورفع المشاركون فيها صورا للرئيس المعزول ورددوا شعارات مناهضة للانقلاب.
في المقابل، احتشد مؤيدو السلطة الحالية بميدان التحرير وسط إجراءات أمنية مشددة، واستمعوا للأغاني التي بثتها مكبرات المنصة الرئيسية، بينما كانت فرقة موسيقية تابعة للشرطة تعزف أناشيد وطنية في أجواء احتفالية.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة. ووقعت اشتباكات داخل ميدان التحرير بين المتظاهرين بسبب حوادث تحرش بالنساء.
واتخذت إجراءات أمنية مشددة حيث نشر الجيش والشرطة، وخصوصا عند مداخل ميدان التحرير مهد الثورة على مبارك، وقد أغلقت بمصفحات الجيش وبأسلاك شائكة. وكان رجال الشرطة والجيش يفتشون مرتين الأشخاص الراغبين في دخول الساحة التي احتشد فيها الآلاف معلنين تأييدهم للجيش والسيسي.
وقالت وزارة الداخلية المصرية ان قوات الأمن ألقت القبض على 1079 من مثيري الشغب المشاركين في المسيرات التي نظمها انصار جماعة الاخوان المسلمين بغرض افساد الاحتفالات بالذكرى الثالثة لثورة يناير. وذكرت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها الليلة قبل الماضية أن قوات الشرطة تمكنت من مواجهة كافة المسيرات وأحبطت محاولات تأثيرها على مظاهر الاحتفال بمختلف الميادين المصرية والحيلولة دون تعدي المشاركين فيها على المواطنين وتفريقهم.
وأشار البيان الى أن أجهزة الأمن ضبطت مع عدد من المقبوض عليهم «رشاش بريتا وبندقية آلية و3 بندقيات خرطوش و10 فرد خرطوش ورصاصا وكميات كبيرة من الطلقات النارية والخرطوش وزجاجات المولوتوف المعدة للاستخدام بعضها متصل بدوائر كهربائية وزجاجات تحوى مواد كاوية وألعابا نارية وشماريخ وأسلحة بيضاء وعصيا ونبالا وبلى ومسامير وعوائق مسمارية و42 قنبلة محلية الصنع».
واضاف ان المشاركين في تلك المسيرات قاموا «بترديد هتافات عدائية واثارة الشغب واطلاق الأعيرة النارية والخرطوش وزجاجات المولوتوف والشماريخ فى محاولة لترويع المواطنين والاشتباك معهم فى بعض المحافظات».
ولفت الى أن عدة اشتباكات حدثت بين «عناصر الاخوان وأهالى بعض المناطق كان أشدها ما حدث بمناطق المطرية والألف مسكن بالقاهرة حيث أطلقت خلالها الأعيرة الآلية والخرطوش التى أصابت عددا من الطرفين».
وأوضح البيان أن «التعامل أسفر عن اصابة عدد من رجال الشرطة من بينهم ضابط أصيب بطلقة آلية بمدينة أكتوبر بمحافظة الجيزة وتم ضبط المتهم باحداث اصابته وبحوزته السلاح المستخدم».
كما تمكنت الأجهزة الأمنية من احباط بعض محاولات التعدي على بعض أقسام ومراكز الشرطة وقوات وسيارات الشرطة.
وأضاف أن قوات الحماية المدنية قامت بالاستجابة لكافة البلاغات بوجود أجسام غريبة وقام خبراء المفرقعات بالتعامل الفوري معها وتبين سلبية العديد منها وايحابية بعضها وابطال مفعولها.
وأكد البيان أن الدوريات الراكبة المسلحة والخدمات الأمنية بالشوارع والميادين ستواصل انتشارها والتعامل الفوري مع ما يستجد من أحداث من شأنها التأثير على حالة الأمن العام.
من جانبها، ردت جماعة الإخوان المسلمين عبر موقع ذراعها السياسية، حزب «الحرية والعدالة» الذي نقل عن مصادره اعتقال أكثر من ألف من المحتجين الذين خرجوا للتنديد بالسلطات، مقدرة عدد الإصابات بقرابة 1500، معتبرة أنه «التصعيد الأخطر» منذ فض اعتصام ميدان «رابعة العدوية».
من جانبه، دعا ما يعرف بـ»التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» الذي تقوده جماعة الإخوان إلى مواصلة التحرك بمظاهرات جديدة الأحد «من نفس النقاط الرئيسية المعلنة بالقاهرة».
وكان التحالف قد دعا إلى مظاهرات تحت اسم «التحدي الثوري» بدأت يوم الجمعة الماضي، وينتظر أن تستمر لمدة 18 يوما تيمنا بالمظاهرات التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011.