طرابلس – «وكالات»: أقر رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان بعجز حكومته عن تدبير الملف الأمني بسبب ضعف الجيش والشرطة، وعزا هذا العجز إلى انتشار السلاح والمتفجرات أثناء الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي. ونبّه زيدان القوى السياسية والمجتمع المدني في مؤتمر صحفي يوم أمس الاول إلى احتمال حدوث فراغ سياسي تكون عواقبه على ليبيا مأساوية، وذلك في إشارة إلى مطالبة بعض الأطراف برحيل المؤتمر الوطني العام «البرلمان المؤقت» يوم 7 فبراير المقبل.
وأوضح زيدان أنه «سيكون جاهزاً خلال العشرة أيام المقبلة ما لم تُسحب الثقة من حكومته، لافتاً إلى «اعتذار عدة وزراء في الاستمرار بعملهم لأسباب شخصية، إضافة للحاجة إلى تعديل واستبدال وزراء آخرين». وفي الوقت ذاته، نفى زيدان دخول أي قوات عسكرية من دولتي النيجر وتشاد الحدوديتين، وتورطهما في الاشتباكات الأخيرة التي عاشتها مدينة سبها جنوب ليبيا، مقراً بوجود أجانب ضمن الميليشيات المسلحة بالجنوب، وكانوا يعملون ضمن كتائب القذافي من قبل الثورة.
وتوعد باستخدام القوة ضد كل مَن يعتدي على مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن حكومته ستشرع في ممارسة صلاحياتها وسلطاتها لتنفيذ كافة مهامها.
وقال زيدان إن «الاعتداء على مؤسسات الدولة وهيئاتها أمر إجرامي لا يمكن السكوت عليه والتسامح فيه»، مذكّرا بأن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وستتم متابعة المتورطين فيها.
وأبدى استعداد الحكومة التام للتعاون مع الذين يسيطرون على الموانئ والحقول النفطية، وأن تلتزم بأي تعهّد تقدّمه من أجل بدء تصدير النفط.
وقال «نحن نتفهّم تخوّف رجال الشرطة من مباشرة أعمالهم بسبب ما يتعرضون له من ترويع»، مشيرا إلى أن الحكومةَ «قد تضطر لإراقة الدماء حفظاً على الأمن».
وتتعرّض مؤسسات الدولة في ليبيا إلى هجمات مسلحة واقتحامات متكررة تقوم بها مجموعات تحمل مطالب سياسية ومعيشية، وفي هذا السياق علّق البرلمان جلسته يوم أمس الاول وأخلى أعضاؤه القاعة بصورة فورية عقب إطلاق نار كثيف على مقرّه الواقع وسط العاصمة طرابلس. ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن أحد مسؤولي أمن البرلمان قوله إن مقر البرلمان تعرّض لوابل من الرصاص من أسلحة متوسطة.
ولم يؤكد المصدر هل كان مصدر الرصاص مجموعة من المتظاهرين يحاصرون مقر البرلمان للمطالبة بإسقاط حكومة علي زيدان، مشيرا إلى أن المبنى تعرّض للقصف بصورة مباشرة. وكان البرلمان الليبي علّق أعماله الأسبوع الماضي عندما تعرّض لحادثة إطلاق نار مشابهة بينما كان يشرع في مناقشة حجب الثقة عن حكومة زيدان. من جهتها قالت وكالة رويترز إن مسلحين من الثوار السابقين اقتحموا لفترة قصيرة مقر البرلمان وأطلقوا النار في الهواء.