
عواصم – «وكالات»: مازالت الازمة السورية تراوح مكانها دون حل يلوح فى افقها ، ففي وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة علي الارض جددت واشنطن دعمها للمعارضة السوريةالمعتدلة واوقفت مساعداتها غير الفتاكة الي شمال سوريا بعد سيطرة مقاتلين اسلاميين علي المنطقة.
وأطلع وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل الزعماء القطريين امس الاول على الجهود المتعلقة بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية وأكد على دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية المعتدلة.
واجتمع هاجل مع الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر ووزير الدفاع حمد بن علي العطية في اليوم الأخير لزيارته للمنطقة التي استهدفت طمأنة حلفاء أمريكا من دول الخليج العربية على استمرار الدعم الأمريكي رغم الخلافات بشأن سياسة واشنطن تجاه سوريا ومفاتحاتها الدبلوماسية مع إيران. وقال هاجل للصحافيين في قاعدة العديد الجوية انه تحدث مع الزعماء القطريين بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية والأسباب في أن واشنطن تركز على مساندة الفئات المعتدلة في المعارضة السورية. وقال هاجل للصحفيين «المعارضة في سوريا. ... مفتتة جدا وتشتمل على منظمات ارهابية.... وإيران تساند جماعات مختلفة هناك.»
واضاف قوله ان الولايات المتحدة تساند حلا للحرب الأهلية السورية يكفل إزاحة الأسد. وقال ان الخلافات بشأن كيفية تحقيق ذلك لن تتسبب في احداث فرقة بين الولايات المتجدة وشركائها في المنطقة.
الى ذلك قال متحدث باسم السفارة الأمريكية في أنقرة إن الولايات المتحدة علقت كل المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا بعد أن استولى مقاتلو الجبهة الإسلامية على مقر المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة وعلى مخازنه.
وسيطر مقاتلون من الجبهة الاسلامية وهي تحالف من ست جماعات معارضة رئيسية على قواعد الجيش السوري الحر عند معبر باب الهوى على الحدود الشمالية الغربية لسوريا مع تركيا في وقت متأخر يوم الجمعة.
وقالت مصادر في الجمارك لرويترز إن تركيا أغلقت المعبر من جهة حدودها في إقليم هاتاي بسبب تقارير عن زيادة الاشتباكات على الجانب السوري. ولم يرد تأكيد من المسؤولين الأتراك.
وأضعف الاقتتال بين مقاتلي المعارضة السورية جهودهم لإسقاط الرئيس بشار الأسد في الصراع الذي بدأ باحتجاجات سلمية على حكمه في مارس 2011 وتحول الى حرب أهلية.
ولم يتضح بعد السبب في سيطرة الجبهة الإسلامية على قواعد المجلس العسكري الأعلى وما اذا كانت أي مخزونات قد فقدت.
وقال المتحدث الامريكي «نتيجة لهذا الموقف علقت الولايات المتحدة إرسال كل الدفعات الجديدة من المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا.»
وأضاف أن المساعدات الإنسانية لن تتأثر لأن منظمات دولية وغير حكومية هي التي تقوم بتوزيعها.
ولم يتسن الاتصال بممثلي الجيش السوري الحر للتعليق وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية إن الموقف لايزال قيد التحقيق لتحديد «موقف المعدات والإمدادات الأمريكية التي أرسلت الى المجلس العسكري الأعلى.»
ميدانيا قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام السوري تواصل قصف مدينة يبرود آخر معاقل المعارضة المسلحة بمنطقة القلمون في ريف دمشق تمهيدا لاقتحامها بعد سيطرتها على مدينة النبك، بينما أفادت شبكة سوريا مباشر بأنه تم العثور على أكثر من 25 جثة محروقة في قبو منزل في حي الصبورات بالنبك في ريف دمشق.
وتعد منطقة القلمون الحدودية مع لبنان إستراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق الباقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة والمنطقة الساحلية.وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان أمس الاول سقوط 76 قتيلا، معظمهم في دمشق وريفها وحلب، وبينهم 22 طفلا و13 سيدة، وقتيل تحت التعذيب، و14 من الجيش الحر، بما في ذلك مجزرة في مدينة النبك بريف دمشق راح ضحيتها 20 قتيلا بينهم تسعة أطفال وست سيدات.
وقد كشفت إحصائية أعدها الائتلاف الوطني السوري عن مقتل 2885 شخصا في عشرين مجزرة ارتكبها الجيش النظامي بسلاح أبيض.
وقال الائتلاف إن تقريره يستند إلى معلومات من مصادر ومنظمات دولية وشهادات ناجين وناشطين. وانتقد الائتلاف المجتمع الدولي لاكتفائه بالتنديد، دون اتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين.
يأتي ذلك بينما تتواصل اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة على عدة محاور، فقد أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش السوري الحر استهدف بالقذائف نقاط تمركز قوات النظام على أطراف حي القابون بدمشق وسط اشتباكات مستمرة على أطراف الحي، كما تحدثت عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين عند سوق الخياطين وثكنة الروس وعلى عدة محاور أخرى بحي تشرين.
وتمكن الجيش الحر من إعطاب دبابتين لقوات النظام أثناء اشتباكات في منطقة ريما بريف دمشق، ودمر دبابة لقوات النظام المتمركزة على تلة كوكب بريف دمشق الغربي بعد استهدافها بصاروخ السهم الأحمر، كما استهدف الفوج 137 بصواريخ محلية الصنع.
الي ذلك قال المرصد السوري ان مقاتلين من الجيش الحر اقتحموا امس مدينة عدرا العمالية بريف دمشق واستهدفوا مراكزا للقوات النظامية ومخفرا للشرطة ما ادى الى مقتل عدد من عناصر الشرطة.
ومن جانبها قالت مصادر المعارضة ان عملية الاقتحام اسفرت عن مقتل تسعة من عناصر الدفاع الوطني في البلدة مضيفة ان ضابطا بالفرقة الثالثة لقوات النظام انشق وسهل عملية ادخال المقاتلين الى داخل المدينة.
واعلنت الهيئة العامة للثورة السورية ان الجيش الحر تسلل صباح الامس الى محيط جامع حذيفة في اطراف منطقة بستان القصر في حلب شمال سوريا وجرت اشتباكات عنيفة في محيط المسجد من جهة المشارقة وبستان الزهرة تمكن خلالها الثوار من قتل ما لايقل عن 20 عنصرا واصابة العشرات من القوات النظامية. واوضحت انه تم قصف الحاجز العسكري والامني المجاور للمسجد بالرشاشات الثقيلة والقذائف المحلية وكذلك مبنى الاذاعة المطل على المسجد وقتل اثر هذه العملية خمسة من عناصر الجيش الحر. وفي حلب قتل وجرح عشرات في قصف بالبراميل المتفجرة على عدة بلدات، واستهدف الجيش الحر تجمعات قوات النظام في أحياء الخالدية والإذاعة بالقذائف والصواريخ المحلية، كما دارت اشتباكات في أحياء الشيخ سعيد والراشدين والخالدية وبستان القصر، وشهد محيط اللواء 80 على أطراف المدينة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، مما أسفر عن مقتل ما يقارب سبعة عناصر من هذه القوات.
واستهدف الثوار أيضا مبنى الأكاديمية العسكرية بصواريخ محلية الصنع، وقصفوا كذلك تجمعات لقوات النظام في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي فتمكنوا من قتل أربعة من قوات النظام، حسب وكالة «مسار برس». وفي حماة استهدف الجيش الحر سيارة لقوات النظام على جسر صوران وتمكن من قتل كل من كان فيها من جنود وقصف بقذائف الهاون حاجز الحماميات، وتمكن من تدمير عربة شيلكا تابعة لقوات النظام المتمركزة في بلدة المغير بريف حماة الشمالي.
كما دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور في محيط أحياء حمص المحاصرة بين كتائب الثوار وقوات النظام، وسُجلت اشتباكات أيضا بين الطرفين في أحياء الرشدية والموظفين بمدينة دير الزور.
وفي محافظة درعا أطلقت كتائب الثوار عملية عسكرية واسعة في المنطقة الشمالية الغربية من المحافظة للسيطرة عليها، فقصفت بالأسلحة الثقيلة حاجز الكسارة في بلدة سملين وبقية حواجز وتجمعات قوات النظام في منطقة الجيدور، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها تم خلالها تدمير وإعطاب العديد من الدبابات والآليات وقتل العديد من جنود النظام.
وفي ريف القنيطرة الجنوبي اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط سرية القطار قرب قرية عين العبد التي قالت قوات المعارضة إنها سيطرت عليها.