
مسقط - «كونا»: تحتفل سلطنة عمان اليوم بعيدها الوطني الـ 43 المجيد وقد ترسخت فيها كما وعد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد دعائم الدولة العصرية اذ أصبحت السلطنة نموذجا يحتذى على المستويين الاقليمي والدولي بما انتهجته من سياسات حكيمة سمتها دوما الاعتدال والنظرة البعيدة.
وتحتفل سلطنة عمان اليوم بانجازات مسيرة الخير التى تحققت فى كل المجالات وعلى كل شبر من أرض عمان الخير والعطاء حاديها ذلك الاحساس بالمحبة والوفاء الذي تولد في نسيج الفكر العماني وفي عقله ووجدانه والذى رسخه قائد المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد.
ففي الشأن الداخلي ومنذ بداية سبعينيات القرن العشرين ومع تولى جلالته مقاليد الحكم والسلطنة تسير خطوات واسعة نحو تطوير مفهوم الدولة الحديثة وتطوير موسساتها فى مختلف المجالات حيث تحققت على ارض السلطنة نقلة كبيرة فى شتى المجالات والمناحي الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والرياضية وغيرها الامر الذى جعل السلطنة بقيادة جلالته نموذجا تنمويا ناجحا.
فقد اتخذت حكومة السلطنة العديد من الاجراءات لتحسين مناخ الاستثمار في البلاد من أجل جذب الاستثمارات المحلية والاجنبية وذلك من خلال المشاركة فى العديد من مشروعات التنوع الاقتصادي.
واستطاعت السلطنة وبتوجيهات مباشرة من قائد المسيرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ان ترسي وتشيد ركائز راسخة للاقتصاد العماني الحديث القادر على التطور الذاتي والمتنوع حيث تشهد المرحلة الحالية نقلة نوعية فى حجم وطبيعة المشاريع الاقتصادية والصناعية منها والسياحية هدفها ايجاد اكبر قدر ممكن من التنوع فى الاقتصاد العماني غير المعتمد على النفط كمصدر اساسي.
وتولي السلطنة اهتماما خاصا بتطوير قطاع السياحة باعتباره احدى الدعائم الرئيسية للتنمية الشاملة المستدامة والتي اتصلت اولويات مهامها وعملها بوضع استراتيجية شاملة للاهتمام بالقطاع السياحي وتبني برامج سياحية متكاملة تعمل على تقديم السلطنة وترويج المقومات والامكانيات السياحية التي تتمتع بها.
وتؤكد السياسات التي اتبعتها السلطنة ان البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة كان حاضرا وبقوة في جهود التنمية خلال الفترة الماضية حيث استطاعت السلطنة تحقيق انجازات كبيرة في المجالات الاجتماعية كافة وعلى رأسها قطاعا الصحة والتعليم حيث يعتبر هذان القطاعان مؤشرا لمدى الاهتمام بتنمية الموارد البشرية. وحقق قطاع الصحة انجازات مشهودة على المستويين المحلي والدولي فبالاضافة الى تحقيق هذا القطاع لانجازات في مجال كفاءة النظام الصحي وتقديم خدمات الرعاية الصحية حيث ارتفع عدد المستشفيات من اربعة مستشفيات في عام 1970 الى نحو ستين مستشفى في عام 2010 والمراكز الصحية من 19 مركزا عام 1970 الى 250 مركزا ومجمعا صحيا عام 2011.
اما في مجال التعليم فقد تضاعفت اعداد الطلبة في التعليم العام بنحو 696 مرة حيث ارتفع عددهم من نحو 9000 طالب وطالبة في عام 1970 الى حوالي 700 الف طالب وطالبة في العام الدراسي 2010/ 2011 اما اعداد المدارس فقد ارتفعت من ثلاث مدارس في عام 1970 الى 13 الف مدرسة في العام الدراسي الحالي 2010 /2011. وتم تطوير المناهج والعملية التعليمية بكل عناصرها بما في ذلك استخدام الوسائل التقنية الحديثة وتأهيل المعلمين بما يمكنهم من اداء رسالتهم على افضل وجه ممكن. واهتمت السلطنة بتوفير السكن الملائم وتقديم المساعدات لذوي الدخل المحدود والقروض الاسكانية الميسرة وبذلت جهودا كبيرة في توفير البنى الاساسية من طرق واتصالات وكهرباء ومياه بهدف توفير البيئة المناسبة لدفع عجلة الاستثمار.
وفي موازاة تلك الانجازات على المستويين الجزئي والجمعي فان اهتمام الحكومة بالمراة العمانية جاء نابعا من القناعة الراسخة بضرورة اعطائها الفرصة لخدمة هذا الوطن علاوة على تمكينها من تبوأ مكانتها الكاملة في المجتمع بما يتفق مع القيم والتقاليد الاسلامية العمانية. وعلى صعيد المشاركة السياسية والنهج الديمقراطي العماني فان المبدأ الذي ارساه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد منذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة والمتمثل في ضرورة مشاركة المواطنين جنبا الى جنب مع الحكومة في صياغة وتوجيه جهود التنمية الوطنية شكل القاعدة التي انطلقت منها خطوات تطوير الشورى العمانية واستمرت على امتداد السنوات الماضية حتى تبلورت في الصيغة التي نص عليها النظام الاساسي للدولة. وبموازاة الاهتمام بالعمل الداخلي فقد حرصت السلطنة بقيادة السلطان قابوس وتوجيهاته المباشرة في كثير من الاحيان على بناء علاقات خارجية فحرصت في علاقاتها الخارجية على تنمية علاقاتها مع شقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومع الدول العربية الاخرى في جامعة الدول العربية كما انجزت نموذجا متميزا في علاقاتها الاقليمية والدولية اتسمت بالثبات والاستقرار ومواكبة استحقاقات الوضع الدولي دون المساس بالثوابت الوطنية.