
الأمم المتحدة - «وكالات»: أبلغت السعودية الأمم المتحدة رسميا امس الاول بقرارها رفض شغل مقعد بمجلس الأمن الدولي وقال دبلوماسيون إن هذا يفسح الطريق أمام احتمال انتخاب الأردن بديلا لها.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا قد انتخبت السعودية الشهر الماضي لعضوية مجلس الأمن لعامين بدءا من أول يناير لكن الرياض رفضت المقعد في خطوة مفاجئة بعد يوم من التصويت احتجاجا على فشل المجلس في إنهاء الحرب السورية والتحرك بشأن قضايا أخرى بالشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون غربيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم إن الأردن وافق على ما يبدو على أن يحل محل السعودية في مجلس الأمن بعد انسحابه من سباق أمام الرياض على مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
ولا يزال الأردن بحاجة إلى موافقة ثلثي الجمعية العامة للأمم المتحدة للانضمام لمجلس الأمن.
ويفسح الخطاب السعودي الرسمي يوم الثلاثاء إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الطريق امام الدعوة لاجراء انتخابات جديدة.
وأبلغ السفير السعودي بالأمم المتحدة عبد الله المعلمي بان في رسالته أن حكومة المملكة قررت إخطاره بأنها لن تكون في وضع يسمح لها بشغل المقعد الذي انتخبت له بمجلس الأمن.
وفي رسالة رسمية لبان كي مون قال السفير السعودي عبدالله المعلمي «أود أن أحيطكم علما بأن حكومة المملكة العربية السعودية قررت أن تعلمكم أن المملكة العربية السعودية آسفة أنها لن تكون في وضع يؤهلها للاضطلاع بمقعدها في مجلس الأمن الذي انتخبت له في 17 أكتوبر للفترة 2014 - 2015».
وأضاف أن أسباب هذا القرار «قد تم توضيحها في البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بتاريخ 18 أكتوبر» وهو البيان الذي أرفق نسخة منه إلى رسالته التي صيغت باللغة الإنكليزية.
وذكر في رسالته «وبهذا القرار تود المملكة العربية السعودية اعادة تأكيد التزامها بالأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة و»تعرب عن» تقديرها لقيادة سعادتكم القيمة للشؤون العالمية».
وأكد السفير السعودي للسكرتير العام تصميمه «على العمل بشكل وثيق معكم من أجل النهوض بقضية السلام والتنمية في العالم».
وكان من بين الأسباب التي ذكرتها الخارجية السعودية لرفض الرياض مقعد مجلس الأمن المعايير المزدوجة التي تمنع المجلس من «أداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه الحفاظ على السلام والأمن الدوليين كما هو مطلوب» بالإضافة الى القضية الفلسطينية والأزمة السورية التي لا تزال دون حل.
وجاء في البيان «وبناء على ذلك فإن المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها وأمتها العربية والإسلامية وتجاه الشعوب المحبة والمتطلعة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم لا يسعها إلا أن تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليا وعمليا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم العالميين».
ومن المقرر أن يحيل السكرتير العام بان كي مون الرسالة السعودية إلى رئيس الجمعية العامة الذي سيدعو لإجراء انتخابات لاختيار بديل.
ودعا المعلمي يوم الجمعة إلى اصلاح «عميق وشامل» لمجلس الامن الدولي يتضمن توسيع عضويته و»التخلي عن نظام الفيتو او الحد من استخدامه».
وقال المعلمي في مناقشة للجمعية العامة للامم المتحدة بشأن اصلاح مجلس الامن إن المجلس «اخفق في معالجة الوضع في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وهي قضية يناقشها المجلس منذ اكثر من 60 عاما.
«الازمة السورية مستمرة مع نظام مصمم على قمع ارادة شعبه بالقوة الوحشية والقتل وتشريد الملايين تحت بصر مجلس اصابه سوء استخدام نظام الفيتو بالشلل».