
نيويورك – «وكالات»: قال السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانتا باور امس الاول إن الولايات المتحدة تراجع بشك إعلان الأسلحة الكيماوية الذي قدمته سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد سنوات من التعهدات التي قطعها الرئيس السوري بشار الأسد ولم يف بها.
وبمقتضى مقترح روسي - أمريكي وافقت سوريا في سبتمبر على تدمير برنامجها بالكامل من الاسلحة الكيماوية بحلول منتصف 2014. وحالت تلك الخطوة دون ضربات صاروخية هددت الولايات المتحدة بتوجيهها لسوريا في اعقاب هجوم بغاز السارين في 21 اغسطس على مشارف دمشق اودى بحياة مئات الاشخاص.
وقدمت سوريا في 27 أكتوبر الإعلان المطول لبرنامج الأسلحة الكيماوية وسيتعين عليها أن تتفق مع المنظمة بحلول منتصف نوفمبر على خطة مفصلة للتدمير تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة ومنها الخردل والسارين وربما غاز الاعصاب «في.إكس».
وقالت باور «ما زلنا نراجع تلك الوثيقة من الواضح أن لدينا شكوكا نتجت عن سنوات من التعامل مع هذا النظام.. سنوات من التعتيم في سياقات أخرى وبالطبع الكثير من الوعود التي لم يتم الوفاء بها في سياق هذه الحرب الدائرة».
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى أن حكومة الأسد تعاونت إلى الآن مع البعثة المشتركة للمنظمة والأمم المتحدة التي تفقد فريقها إلى الآن 21 من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في سوريا. والموقعان المتبقيان خطيران بدرجة تعذر معها الوصول اليهما.
وأعلنت سوريا عن 30 منشأة للانتاج والتعبئة والتخزين وثماني وحدات متنقلة للتعبئة وثلاث منشآت متعلقة بالأسلحة الكيماوية. وأظهرت وثيقة المنظمة أن هذه المنشآت احتوت على قرابة ألف طن من الأسلحة الكيماوية أغلبها في شكل مواد كيماوية خام و290 طنا من الذخائر المعبأة و1230 طنا من الذخائر غير المعبأة.
وقالت باور للصحافيين بعد اطلاع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على المهمة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة «بالتأكيد ستسمعون منا في العملية اذا وجدنا عدم امتثال أو اكتشفنا تناقضات كبيرة في إعلانهم».
وقالت باور «لم يغير اتفاق الأسلحة الكيماوية وتنفيذه الموقف الأمريكي من الأسد. فالرجل الذي ضرب شعبه بالغاز -ويستخدم صواريخ سكود وكل أشكال الترويع ضد شعبه- لا يصلح لحكم هذا الشعب».
وأضافت «تدمير الأسلحة الكيماوية لسوريا ليس بديلا لإنهاء العنف الذي يجتاح البلاد».
الى ذلك ذكرت وسائل إعلام أميركية امس أن نظام الأسد قام بإخفاء بعض الأسلحة الكيميائية عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعمل على تدمير الترسانة الكيميائية وفق اتفاق روسي - أمريكي، وذلك بعد يوم من تصريحات أمريكية رسمية تشكك في التزام النظام السوري.
ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية عن مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيميائية السورية أن ثمة تقارير استخبارية تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا ينوي التخلي عن جميع أسلحته الكيميائية.
وقال مسؤول من الإدارة الأميركية للشبكة فضل عدم ذكر اسمه إن «هناك معلومات قد تهز ثقتنا بتجاوب النظام السوري حول ملف نزع الكيميائي».
قال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن شخصيته «هناك مؤشرات الي ان السوريين ربما ينوون الاحتفاظ ببعض مخزوناتهم في الاحتياطي».
واضاف المسؤول أن من المهم ان يواصل المجتمع الدولي ضغوطه القوية على الحكومة السورية لضمان الاعلان عن كل الاسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الامريكية «سي آي ايه» ووزارة الدفاع «البنتاغون» عن التعقيب على المخاوف الأمريكية التي أوردتها شبكة تلفزيون سي إن إن الاخبارية.
غير أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها بشكل كامل حيث لا تزال فرق من وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع إلى جانب البيت الأبيض تتحرى دقة هذه المعلومات.