
عواصم – «وكالات»: مازالت الازمة السورية تراوح مكانها دون حل واضح لها بعد مرور اكثر من عامين ونصف العام على اندلاعها ، ففي وقت تسير فى خطة تدمير سلاح سوريا الكيماوي بشكل جيد يبدو ان افق الحل السياسي للازمة مازال معتما.
وانهت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التابعة للأمم المتحدة عملها في سوريا مع نهاية يوم امس والذي انصب على تحديد جميع مواقع إنتاجها وتخزينها وفق ما أعلنته الحكومة السورية.
وزار مفتشو المنظمة الدولية 19 موقعا بحلول الجمعة وذلك من مجموع 23 موقعا. ويذكر أن المنظمة الدولية مطالبة بتعطيل الأسلحة الكيمياوية السورية بحلول الأول من نوفمبر المقبل وذلك من خلال إزالة صواعقها.
وأمام سوريا حتى منتصف عام 2014 للتخلص من أسلحتها الكيمياوية.
وكان وفد من مفتشي المنظمة الدولية قد وصل في الاول من أكتوبر إلى سوريا للاشراف على تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2118، الذي يقضي بتدمير أسلحة سوريا الكيماوية ومنشآت إنتاجها.
وأصدر مجلس الامن قراره إثر مقتل مئات الاشخاص في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في منطقة الغوطة يوم 21 أغسطس. وهددت الولايات المتحدة اثر ذاك باتخاذ اجراء عسكري ولكنها توصلت الى اتفاق مع روسيا الحليف الرئيس لدمشق، وهو ما أدى الى القرار رقم 2118.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية - التي فازت بجائزة نوبل للسلام هذا العام - التي تشرف فيها على تدمير ترسانة كيماوية كاملة في ظروف حرب.
وقالت المنظمة ومقرها في لاهاي بهولندا إن فريقها العامل في سوريا قد أنهى بحلول 17 أكتوبر 50 في المئة تقريبا من عمله في تفتيش المواقع وتدمير المعدات فيها.
وبموجب قرار مجلس الامن، يجب على سوريا التخلص من كل المعدات الخاصة بتصنيع الاسلحة الكيماوية قبل الاول من الشهر المقبل على ان يتم التخلص من كل مخزون البلاد من الاسلحة الكيماوية منتصف العام المقبل.
سياسيا اعتبر مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي مشاركة إيران في مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في أواخر الشهر المقبل «ضرورية»، في حين أعلنت كتائب مسلحة في المعارضة السورية رفضها المشاركة ما لم يُنه حكم النظام السوري بكل أركانه.
وقال الإبراهيمي في طهران «نعتقد أن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف طبيعية وضرورية ومثمرة أيضا، ومن ثم نأمل أن توجه هذه الدعوة»، لكنه أكد أنه لم توجه أي دعوات للمؤتمر حتى الآن. وحمل النظام السوري المسؤولية الكبرى عن تأزم الأوضاع في سوريا.
ويقوم المبعوث حاليا بجولة إقليمية للتحضير لمؤتمر سلام دولي بشأن سوريا بات معروفا باسم «جنيف 2» تردد مرارا أنه سيعقد في أواخر الشهر القادم. وقد زار الإبراهيمي حتى الآن كلا من تركيا والأردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عُمان وقطر في إطار هذه الجولة التي ستشمل لاحقا كلا من سوريا ولبنان.
من جهتها، أعربت طهران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عن استعدادها لحضور المؤتمر إذا ما دعيت إليه، مؤكدة على موقفها بأنه يتعين على الشعب السوري ومختلف المجموعات العمل على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الدائرة منذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011.
أما الولايات المتحدة فلم ترفض مشاركة إيران إذا ما أقرت طهران بنتائج مؤتمر جنيف1، في حين أن طهران رفضت في الأسابيع الأخيرة أي شرط لمشاركتها.
غير أن مجموعة من كتائب المعارضة المسلحة أصدرت السبت بيانا مسجلا أعلنت فيه رفضها المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، ما لم يُنْه حكم الرئيس بشار الأسد بكل أركانه ومرتكزاته، مع محاسبة كل من اشترك في ما سمّوه إرهاب الدولة.
ومن أبرز هذه الكتائب المسلحة، حركة أحرار الشام ولواء التوحيد ولواء داود وجيش الإسلام وألوية أحفاد الرسول، وفرق عسكرية أخرى من الجيش الحر.
أما الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فقال إن تشكيلته لم تتخذ قرارا بعد بشأن المشاركة في المؤتمر، وجدد على لسان العضو عبد الباسط سيدا موقف الائتلاف من مسألة بقاء الأسد في الحكم، والقاضي بضمان تنحيه. وبينما يطالب المعارضون المنقسمون بشأن فكرة المشاركة في هذا المؤتمر بضمان أن الأسد لن يكون جزءا من المرحلة الانتقالية، يرفض النظام مشاركة أطراف أجنبية في القرارات المتعلقة بمصير البلاد.
وبالتزامن مع مواصلة المبعوث الدولي جولته في المنطقة لإقناع كل الأطراف بضرورة جلوس ممثلين للنظام والمعارضة إلى طاولة واحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عبر الهاتف مع الإبراهيمي سير التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، وكذلك اللقاء الثلاثي «روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة» في جنيف مطلع الشهر المقبل للتشاور بشأن المؤتمر.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف ركز على أهمية استمرار جهود الإبراهيمي لتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية للتفاوض مع الحكومة السورية وضرورة تأمين مشاركة جميع الدول الإقليمية الرئيسية «المؤثرة» في مؤتمر «جنيف 2».