
عواصم – «وكالات»: قال الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين انه لا يوجد اي موعد محدد لانعقاد مؤتمر جنيف 2 الذي يهدف الى انهاء الحرب الاهلية في بلاده مؤكدا انه لا توجد عوامل تساعد على انعقاده.
وقال الاسد ايضا الذي يواجه تمردا مسلحا ضد حكمه منذ عامين ونصف العام انه قد يفكر بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2014 قائلا في مقابلة مع قناة الميادين العربية «شخصيا لا أرى أي مانع من ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة».
وردا على سؤال حول ما اذا كان المناخ ملائما لاجراء انتخابات رئاسية قال الاسد «يستند هذا الجواب على نقطتين الاولى هي الرغبة الشخصية والثانية هي الرغبة الشعبية. بالنسبة للنقطة الاولى والمتعلقة بشخصي انا لا أري مانعا من الترشح للانتخابات المقبلة. اما النقطة الثانية وهي الرغبة الشعبية فمن المبكر الان ان نتحدث عن هذه النقطة لا يمكن ان نبحثها الا في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية».
ويحكم الرئيس بشار الاسد سوريا منذ عام 2000 عندما توفي والده الرئيس حافظ الاسد الذي حكم البلاد اكثر من ثلاثة عقود.
وردا على امكانية انعقاد المؤتمر في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من نوفمبر قال الاسد «لا رسميا لا يوجد أي موعد حتى هذه اللحظة. لا يوجد موعد ولا يوجد عوامل تساعد على انعقاده الآن إذا أردنا أن ينجح...أسئلة كثيرة مطروحة حول المؤتمر.. ما هي هيكلية المؤتمر؟»
وترتب موسكو وواشنطن لعقد محادثات سلام بشأن سوريا في جنيف الشهر القادم لكن الاطراف المتحاربة لم تبد استعدادا لتقديم تنازلات. وقتل أكثر من 100 الف شخص اثناء الحرب الاهلية التي بدأت في مارس اذار 2011.
وتؤيد القوى الغربية مدعومة من دول عربية وتركيا قوات المعارضة بينما تؤيد روسيا وايران الاسد.
وهاجم الاسد بشدة عددا من الدول التي اتهمها بالتورط في دعم الارهاب في سوريا وذكر على وجه الخصوص الولايات المتحدة قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا فضلا عن الاخوان المسلمين الذين وصفهم بانهم «مجموعة ارهابية وهم يسيرون من ارهاب الى ارهاب اشد».
وقال ان السعودية «تقوم بشكل علني بدعم المجموعات الارهابية في سوريا. امدادها بالمال وامدادها بالسلاح وطبعا دعمها سياسيا واعلاميا».
ورفض اجراء حوار مع السعودية قائلا «اذا كان عليك ان تفاوض او تبحث مع طرف فلتبحث مع مدير العملية او قائد العملية «في اشارة الى الولايات المتحدة» ولا تتفاوض مع منفذين» واضاف «السعودية هي دولة تنفذ سياسات الولايات المتحدة بكل أمانة».
ودعا الاسد مبعوث الامم المتحدة في سوريا الاخضر الابراهيمي الى الالتزام بمهامه قائلا «هو مكلف بمهمة وساطة. الوسيط يجب ان يكون حياديا في الوسط. لا يقوم بمهام المكلف بها من قبل دول اخرى وانما يخضع فقط لعملية الحوار بين القوى المتصارعة على الارض. هذه هي مهمة الاخضر الابراهيمي».
وأضاف «في الزيارة الثالثة تحدث او ربما حاول ان يقنعني بضرورة عدم الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة عام 2014 وهذا الكلام كان في نهاية 2012 وطبعا كان الجواب واضحا ان هذا الموضوع سوريا غير قابل للنقاش مع اي شخص غير سوري».
وكان الإبراهيمي قد بدأ مطلع الاسبوع الجاري جولة اقليمية فى المنطقة بدأها من القاهرة قبل ان تقوده الى بغداد ومن المتوقع أن يزور هذا الأسبوع سوريا وإيران وتركيا وقطر، قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأمريكي.
وقال الإبراهيمي امس الاول أثناء مؤتمر صحافي في بغداد عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، إن مؤتمر جنيف المرتقب يجب أن يضم «كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري»، معتبرا في الوقت ذاته أن المجتمع الدولي تأخر في دعم الشعب السوري.
وأضاف أن «من مصلحة الشعب السوري أن يلتقي الجميع، وأن يُجمِع الجميع على كلمة واحدة وهي مساعدة الشعب السوري، ليس على الاقتتال إنما على حل الأزمة وبناء دولته الجديدة».
وتجنب الإبراهيمي تحديد موعد لمؤتمر جنيف2، وقال «نحن في الأيام المقبلة سنقابل كثيرا من الناس بمن فيهم الأطراف السورية للوقوف على رأيهم بشأن الوقت المناسب، ونأمل أن يكون «المؤتمر» في نوفمبر، وسوف يعلن الموعد عندما يتم الاتفاق عليه».
وشدد المبعوث الأممي على أنه لا يمكن أن ينعقد المؤتمر دون ما سماها معارضة مقنعة، في إشارة إلى الانقسامات والتردد داخل صفوف المعارضة السورية.
من جهته أكد زيباري أن «الكل مقتنع حاليا بأن الحل السلمي والسياسي للأزمة السورية هو الخيار المتاح من منطلق مصلحة الشعب السوري، أولا وأخيرا».
وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى بغداد في إطار جولة إقليمية بدأها السبت بالقاهرة وتهدف إلى التحضير لمؤتمر جنيف2 الدولي للسلام والخاص بالأزمة في سوريا.
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه من المهم ان تشارك كل عناصر المعارضة السورية في محادثات السلام المنتظر اجراؤها في جنيف الشهر المقبل حتى يمكن وضع نهاية للصراع المستمر منذ 31 شهرا.
وكان هيغ يتحدث في لندن امس امام اجتماع اطلق عليه اسم «لندن11» للدول التي تريد دعم المعارضة السورية والتمهيد لمحادثات «جنيف2».
وتواجه المحادثات عقبات كبيرة منها تشرذم المعارضة والتناحر بين جماعات المقاتلين ورفض الرئيس السوري بشار الاسد التنازل عن السلطة. ولا يعترف عدد كبير من فصائل المعارضة المسلحة التي تقاتل على الارض وأغلبهم اسلاميون بالمعارضة السورية في المنفى التي يدعمها الغرب. وصرح هيغ بأن المعارضة - ومن بينها عناصر ترفض التفاوض مع حكومة الاسد - يجب ان تحضر المحادثات.
وقال لراديو هيئة الاذاعة البريطانية «اذا لم يكونوا جزءا من العملية السياسية فلن يكون هناك خيار امام الشعب السوري سوى الاختيار ما بين الاسد والمتطرفين».
واستطرد «كلما طال أمد هذا الصراع كلما اصبح طائفيا أكثر فأكثر وكلما تمكن المتطرفون من السيطرة ولهذا السبب نقوم بهذا الجهد مجددا لدفع عملية السلام في جنيف». وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري للصحافيين ان الاحداث ربما تكون تحركت في صالح الاسد منذ ان اعلن هو ونظيره الروسي سيرجي لافروف في مايو عن خطط لعقد مؤتمر سلام، لكن كيري حرص هو ووزير الخارجية البريطاني ان يهونا من ذلك وقال هيغ «ما من طرف يكسب هذا الصراع عسكريا ما من طرف قادر على الحاق الهزيمة بالاخر».
وأضاف «علينا ان ننظر الى الامر على المدى البعيد. السوريون من كل جانب يحتاجون الان ان يبذلوا جهدا ويقدموا حلول الوسط الضرورية لنجاح العملية السياسية وهناك رغبة في هذا بين القوى الخارجية وباقي العالم».
وقبيل اجتماع لندن، قال كيري إن المعارضة السورية لن توافق أبدا على بقاء الأسد في السلطة.
وأضاف كيري عقب محادثات مع مسؤولين في الجامعة العربية في باريس: « لا أعرف شخصا يعتقد أن المعارضة سترضى يوما بأن يكون بشار الأسد جزءا من الحكومة.
وصرح عدد من المسؤولين من بينهم نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية بأنهم يتوقعون انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين من نوفمبر وإن أعلنت الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة انه لم يتحدد موعد رسمي بعد.
وشارك في اجتماع لندن11 بريطانيا ومصر وفرنسا والمانيا وايطاليا والاردن وقطر والسعودية وتركيا والامارات والولايات المتحدة. وقال مسؤول امريكي ان هذه الدول بحثت امس جدول اعمال مؤتمر جنيف2 وكيفية مساعدة المعارضة على الاستعداد له. ورغم ان واشنطن قالت انها مستعدة لبحث امكانية مشاركة ايران حليفة الاسد في مؤتمر جنيف2 الا ان كيري قال انه من الصعب ان تلعب طهران دورا ايجابيا الا اذا أيدت فكرة الحكومة الانتقالية. وقال هيغ ان ايران يجب ان تؤيد حكومة انتقالية مقترحة في سوريا تضم شخصيات من حكومة الاسد والمعارضة كوسيلة لاجراء حوار سياسي وانتخابات حرة. وأضاف «اذا كان يمكن لايران ان تبدأ من هذا الموقف مثلنا جميعا حينها يمكن ادخال ايران بسهولة أكبر في المناقشات الدولية في هذا الصدد».