
عواصم – «وكالات»: بدأ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي امس من القاهرة جولة في المنطقة تشمل دمشق وطهران للتحضير لمؤتمر جنيف 2.
وتشمل الترتيبات للمؤتمر نفسه لقاء ثلاثيا محتملا بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة, واجتماعا في لندن لوزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا» التي تضم 11 بلدا بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا, وتركيا, ودول عربية.
وقالت خولة مطر -المتحدثة باسم الإبراهيمي، في تصريحات لها بجنيف الجمعة- إن المبعوث الأممي سيلتقي السبت بالقاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مشيرة إلى أن جولة الإبراهيمي تشمل دولا أخرى في المنطقة بما فيها سوريا وإيران.
وكان قدري جميل -نائب وزير الخارجية السوري- قد قال الخميس في موسكو إن مؤتمر جنيف 2 سيعقد يومي 23 و24 نوفمبر المقبل.
لكن روسيا والولايات المتحدة نفتا تحديد موعد للمؤتمر، وقالتا إن ذلك من صلاحية الأمين العام للأمم المتحدة، كما أن المتحدثة باسم الإبراهيمي قالت امس إن بان سيعلن «في الوقت المناسب» موعد انعقاد المؤتمر.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت الجمعة أن لقاء ثلاثيا بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قد يعقد مطلع الشهر المقبل، تمهيدا لمؤتمر جنيف 2.
وأعرب غينادي غاتيلوف -نائب وزير الخارجية الروسي- عن استعداد بلاده لإبداء مرونة في ما يخص المواعيد والحضور عندما يتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق بشأن كيفية عقد المؤتمر, وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه.
ومن جهة أخرى، جدّدت الصين الجمعة دعوتها إلى حل سلمي في سوريا، مطالبة بعقد مؤتمر جنيف 2 في «وقت مبكر».
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدثة باسم الخارجية هوا شونيينغ قولها إن الصين ترى دائماً أن الحل السياسي هو الحل الواقعي الوحيد لحل القضايا السورية.
وجاءت تعليقات هوا مع تكثيف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جهوده لعقد مؤتمر جنيف 2 في نوفمبر المقبل.
بالمقابل قال ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المعارض في الولايات المتحدة نجيب الغضبان أمس الاول إن الائتلاف لم يحسم بعد موقفه من حضور مؤتمر جنيف 2 لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مؤكدا حضوره «إذا توفرت شروط نجاحه»، دون أن يحدد هذه الشروط.
وأضاف الغضبان -في تصريحات أدلى بها في واشنطن- «لم نتخذ قرارا بعد في الائتلاف بخصوص ما إذا كنا سنذهب، لكننا اتفقنا على محددات معينة لما هو مقبول وما هو غير مقبول...، وإذا توافرت شروط نجاحه فسنذهب، نريد إنهاء الصراع».
واعترف بأن كتلة رئيسية في الائتلاف قررت عدم المشاركة، لكنه قال إن أعضاء آخرين قد يقررون الذهاب على افتراض أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يذهب.
وأكد الغضبان أن الغرض من المؤتمر هو الانتقال إلى ديمقراطية في سوريا، وأن كثيرا من أعضاء المعارضة يعتقدون أنه قد يكون فرصة لتحقيق ذلك إذا وضع في الإطار الصحيح، موضحا أنه لا علم لديه بشأن تحديد موعد للمؤتمر.
وسبق لـجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري -وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب- أن قال إن المجلس لن يشارك في المحادثات لأنه لا يتوقع أنها ستقدم أي شيء للسوريين، ولا يمكن إجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الأرض. وكان مؤتمر جنيف الأول عقد في يونيو 2012, وانتهى باتفاق على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن الاتفاق لم يحدد وضع الرئيس السوري بشار الأسد ضمن السلطة الانتقالية. وترفض دمشق إقصاء الأسد عن السلطة ضمن اتفاق محتمل قد يخرج به مؤتمر جنيف, بينما قال مسؤولون في الائتلاف الوطني السوري إنه لا معنى للمؤتمر ما لم يكن الهدف منه استبعاد نظام الأسد من مرحلة انتقالية لإدارة البلاد.
ميدانيا اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس عن مقتل 16 عسكريا من القوات النظامية جراء استهداف حاجز للجيش السوري بريف دمشق بسيارة مفخخة.
وقال المرصد في بيان ان الطيران الحربي نفذ اربع غارات جوية على مناطق في بلدة المليحة ومحيط معمل تاميكو وسط قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في البلدة بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة التي تدور في معمل تاميكو بين قوات المعارضة والقوات النظامية.
وكانت الاشتباكات بدأت صباح الامس بتفجير مقاتل نفسه بسيارة مفخخة على حاجز تاميكو ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 من عناصر القوات النظامية واصابة عدد آخر بجراح خطرة.
وذكر المرصد ان المزيد من قذائف الهاون سقطت قبل قليل على مدينة جرمانا التي تسيطر عليها القوات النظامية.
من جانبه اشار الجيش الحر الى قصف من الطيران الحربي استهدف بلدة المليحة وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات المليحة ومعضمية الشام وداريا وعدرا والتل وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
واوضح ان انفجارا ضخما هز الغوطة الشرقية جراء استهداف حاجز مجمع تاميكو بالمليحة وسط اشتباكات عنيفة مستمرة على عدة محاور في محيط بلدة المليحة واشتباكات على الجبهة الشمالية لمدينة معضمية الشام.
من جانبها قالت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان عددا من الاشخاص لقوا مصرعهم واصيب عدد آخر بجراح جراء تفجير وقع على مدخل مدينة جرمانا بريف دمشق من جهة المليحة كما قتل ثلاثة اشخاص واصيب آخرون جراء سقوط قذائف على حي باب توما بدمشق
من جانبها دانت الولايات المتحدة الامريكية امس الحصار الذي تفرضه قوات النظام على ضواحي مدينة دمشق داعية الحكومة السورية الى السماح بوصول المساعدات الانسانية الى هذه المناطق فورا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي في بيان للصحافيين ان الحصار المفروض على بعض ضواحي مدينة دمشق التي تسيطر عليها المعارضة «أدى الى ورود تقارير غير مسبوقة عن وفاة الاطفال بسبب سوء التغذية في مناطق لا تبعد سوى اميال عن قصر الرئيس السوري بشار الاسد».
واضافت ان «النظام «السوري» سمح وفقا للتقارير باجلاء عدد محدود من المدنيين من هذه المناطق» التي ذكرت منها بساكي على وجه التحديد معظمية الشام الا انها شددت على ان ذلك «لا يعوض عن ضرورة السماح بدخول الغذاء والمياه والدواء لالاف المدنيين المحاصرين».
وحذرت بساكي النظام السوري من تكرار «مجازر الحولة وبانياس والبيضة واستخدام الاجلاء المحدود لعدد من المدنيين بحجة لمهاجمة هذه المناطق التي مازالت تحضن الاف السكان المدنيين». وشددت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية على ان «المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت في ضواحي دمشق وعبر سوريا يجب تحديدهم ومحاسبتهم».
وجددت بساكي دعوتها للنظام السوري بالسماح بدخول المساعدات الانسانية بشكل فوري الى هذه المناطق التي تعاني من اوضاع وصفتها بانها «جائرة» ويرفضها الضمير.
يذكر ان النظام السوري اوقف اجلاء المدنيين من معضمية الشام في ريف دمشق بسبب ما قال انه «خرق للاتفاق الذي نص على وقف اطلاق النار وخروج المدنيين».
وافاد الجيش السوري الحر في بيان ان عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء استهداف تجمع للمدنيين عند المدخل الغربي للمعضمية بالمدفعية الثقيلة اثناء محاولة نزوحهم من المدينة.
واشار بيان الجيش الحر الى ان الجيش النظامي استخدم مدنيين من المعضمية كدروع بشرية لاقتحامها من الجهة الغربية لافتا الى ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر المسؤولة عن اخلاء المدنيين هناك كانت شاهدة على القصف.