
غزة - «كونا»: اقتحم عشرات من المستوطنين المتطرفين امس ساحات المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة عبر باب المغاربة وبحماية مكثفة من قوات شرطة الاحتلال الاسرائيلي التي انتشرت في المكان.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ذلك الاقتحام يأتي في ذكرى ما يسمى «صعود الرمبام الى جبل الهيكل» في اشارة الى المسجد الاقصى.
واستبقت شرطة الاحتلال الاقتحام باعتقال شابين فلسطينيين تواجدا في باحة المسجد الاقصى واللذان اقتيدا وفق الاذاعة الاسرائيلية للتحقيق معهما.
ودعت جماعات يهودية متطرفة خلال الايام الماضية اضافة الى ناشطون من حزب «الليكود» الذي يقوده رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو انصارها على زيادة عمليات اقتحام المسجد الاقصى خلال الاسبوع القادم ابتداء من اليوم الخميس.
وشاركت منظمات تطلق على نفسها اسم «الائتلاف من اجل الهيكل» في توجيه هذه الدعوات عبر مواقعها الالكترونية لكافة الاسرائيليين مشددة على على ضرورة اقتحام ما اسمته «ساحات جبل الهيكل» في ذكرى صعود الحاخام موشيه بن ميمون «الرمبام» اليه في العام 1175 ميلادية المزعومة.
وتستغرق الاحتفالات الخاصة بصعود هذا الحاخام بن ميمون مدة اسبوع كامل قبل ان تنظم مؤتمرا خاصة بمن يتسمون «الباحثين عن صهيون» والذي سيجرى في غربي القدس.
من جهتها نقلت محطات اذاعة محلية عن شهود عيان قولهم «ان اقتحام المستوطنين للاقصى جاء بقيادة المتطرف «يهودا غلبك» حيث قاموا بجولات فيه بدأت من باب المغاربة وساحة المسجد القبلي والمصلى المرواني.
وتسود خشية في اوساط الفلسطينيين في القدس من تعرض المسجد الاقصى لاعتداءات وعمليات اقتحام متواصلة من قبل هؤلاء المتطرفين فيما وجهت دعوات فلسطينية للمرابطة في المسجد للدفاع عنه خلال الايام القادمة
وعلي صعيد منفصل احرق مستوطنون فجر الامس ثلاث سيارات فلسطينية وخطوا شعارات عنصرية على جدران مسجد في قرية برقة شرق مدينة رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وقالت مصادر من القرية إن «مجموعة من المستوطنين المتطرفين توغلوا داخل حدود القرية تحت جنح الظلام، وأشعلوا النيران في ثلاث مركبات لمواطنين من أبناء القرية» كانت متوقفة بالقرب من مجلس قروي برقة، وإن قوات إسرائيلية قدمت إلى المكان لاحقاً وأعلنت فتح تحقيق في الحادثة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد قوله «ذهب عدد من المشتبه فيهم إلى قرية برقة وحاولوا إضرام النار في ثلاث سيارات» وأضاف «وجدت شعارات في الموقع».
وأفاد مراسل للوكالة بأن المستوطنين كتبوا على حائط المسجد شعارات «الموت للعرب» و»دفع الثمن» و»تحيات من جئولات زيون» وهي بؤرة استيطانية في شمال الضفة الغربية المحتلة قام الجيش بهدمها الأربعاء.
ويشتكي الفلسطينيون الذين يقطنون قرب المستوطنات في الضفة من عمليات اقتحام واعتداء ينفذها مستوطنون بحقهم وبحق ممتلكاتهم، متهمين القوات الإسرائيلية بالتواطؤ معهم في تنفيذ تلك الاعتداءات.
وألقى عشرون مستوطنا أمس الأول الحجارة على مدرسة أطفال في قرية جالود شمالي الضفة، وأحرقوا سيارات تابعة للمعلمين فيها، كما أضرموا النيران في حقل زيتون قريب منها، بينما أعلن الجيش اعتقال أربعة مستوطنين.
وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم «دفع الثمن» تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وكذلك مهاجمة جنود إسرائيليين في كل مرة تتخذ فيها السلطات الإسرائيلية إجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.
وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات وأماكن عبادة إسلامية ومسيحية وأشجار زيتون، ونادرا ما يتم توقيف الجناة.
وقام مستوطنون متطرفون الاثنين الماضي بكتابة شعارات مسيئة إلى النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» ورسم نجمة الملك داود الاثنين على جدران مسجد في بلدة بيت اكسا القريبة من القدس، بعد يوم من إعلان الشرطة اعتقال 14 قاصرا يهوديا يشتبه بتورطهم في هجمات على فلسطينيين.