
عواصم – «وكالات»: قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان امس ان العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتأثر بعملية الاعتقال التي قامت بها القوات الامريكية لعضو يشتبه انه من القاعدة في العاصمة طرابلس.
وقال زيدان خلال زيارة للمغرب ان علاقة ليبيا مع الولايات المتحدة هي علاقة صداقة وتعاون وان واشنطن ساعدت الليبيين في ثورتهم. وأضاف ان العلاقات لن تتاثر بعملية اعتقال أبو أنس الليبي.
لكنه قال ان الليبيين يجب ان يحاكموا في ليبيا وان طرابلس على اتصال مع السلطات الامريكية لاتخاذ كافة التدابير في هذه المسألة.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الليبية امس إن الحكومة استدعت سفير الولايات المتحدة لتفسير هذه العملية العسكرية.
من جانبهم دعا متشددون ليبيون إلى خطف مواطنين أمريكيين في طرابلس وشن هجمات على خطوط أنابيب الغاز وعلى سفن وطائرات ردا على العملية.
واعتقلت القوات الخاصة الأمريكية نزيه الرقيعي الذي يشتهر باسم أبو أنس الليبي والمشتبه في ضلوعه في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 ما أسفر عن مقتل 224 مدنيا.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم اعتقلوا الليبي في شوارع طرابلس يوم السبت وإنه محتجز على متن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر المتوسط. ومن بين الرسائل التي نشرها جهاديون ليبيون على الانترنت ورصدتها خدمة سايت التي تتابع مواقع الإسلاميين رسالة على صفحة «بنغازي يحموها هلها» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وطالبت هذه الصفحة الليبيين «بغلق منافذ ومخارج مدينة طرابلس واعتقال كل الكفار من الأمريكان وحلفائهم وفدائهم بالأسرى المسلمين في سجون الأمريكان وغيرهم.»
كما حثتهم على «استهداف أي طائرة أو باخرة تتبع للأمريكان وحلفائهم» و«إعطاب أنابيب الغاز المورة إلى الاتحاد الأوروبي».
وتابعت الرسالة «ليبيا لا تزال دار كفر تحكم بغير شرع الله فلذا لا أمان فيها لكافر.»
وفي رسالة أخرى نشرت على منتديات ومواقع للتواصل الاجتماعي أدانت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم «ثوار بنغازي البيضاء درنة» اعتقال أبو أنس الليبي.
واتهمت الزعماء الليبيين بأنهم كانوا على علم مسبق بالعملية بالرغم من أن رئيس الوزراء علي زيدان قال في مطلع الأسبوع إن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة تفسيرا للعملية التي نفذت في طرابلس.
وتوعدت الجماعة «بقتال كل من خان بلاده وورط نفسه في هذه المؤامرة.»
وأضافت «نقول إن هذا الحدث المخزي سيكلف الحكومة الليبية الكثير وإن الأمر لا كما تسمعون بل كما ترون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.»
ومنذ الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة شعبية يستخدم إسلاميون متشددون -بعضهم ينتمون لجماعات على صلة بتنظيم القاعدة- ليبيا في تهريب أسلحة وكقاعدة للمقاتلين.
وكان مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي رصد مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على القبض على أبو أنس الليبي.
وعلي ذات الصعيد قال مصدر أمني جزائري لصحيفة «الخبر» امس إن المخابرات الأمريكية كانت بحوزتها معلومات عن وجود «أبو أنس» الليبي في ليبيا منذ سنتين على الأقل، وإن العديد من أجهزة الأمن في منطقة شمال إفريقيا «كانت تعتقد أن أبو أنس عميل مزدوج».
وحسب تقرير صحيفة «الخبر»، فإن أغلب أجهزة الأمن والمخابرات في شمال إفريقيا كانت على علم بأن العضو القيادي في تنظيم القاعدة، موجود داخل ليبيا.
وقال مصدر أمني جزائري إن جهاز الأمن التابع للعقيد القذافي خلال الأيام الأخيرة للحرب، أبلغ دول الجوار بوجود عدد من قياديي القاعدة العائدين من العراق وأفغانستان إلى ليبيا، وكان اسم الرقيعي ضمن القائمة في عام 2011.
ولهذا فاجأت عملية اعتقال أبو أنس الليبي من قبل قوات خاصة أمريكية يعتقد أنها تابعة لوحدة «مستعربين»، أغلب أجهزة الأمن في شمال إفريقيا.
والسبب هو أن العملية جاءت بعد عامين تقريبا من تداول معلومات حول تواجد أبو أنس في ليبيا، إذ ساد الاعتقاد لدى بعض أجهزة الأمن والمخابرات في المنطقة أن أبو أنس «عميل مزدوج»، حيث امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن ملاحقته طيلة أكثر من عامين تقريبا، رغم أنها كانت على علم بأنه موجود في طرابلس.
وتابع عملاء المخابرات الأمريكية تحركات ونشاط أبو أنس الليبي لأكثر من سنة ونصف، حسب مصدر عليم، ولم يكن الأمريكيون فقط على علم بوجوده في ليبيا، بل إن كل أجهزة الأمن في المنطقة، بما فيها مالي وموريتانيا، كانت على علم بأن أبو أنس الليبي موجود داخل الأراضي الليبية، حيث ساد اعتقاد بأن الأمريكيين يراقبونه للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول شبكات القاعدة في شمال إفريقيا، أو أنهم يتعاملون معه.
وقال مصدر عليم إن مخابرات القذافي أبلغت كل دول الجوار وبعض الدول التي كانت على علاقة بها بأن أبو أنس المطلوب للولايات المتحدة الأمريكية موجود ويحظى بالحماية من ثوار سلفيين، وقال مصدرنا من غير الطبيعي ألا تصل المعلومة في النهاية للمخابرات الأمريكية التي كانت موجودة خلال الحرب ضد نظام القذافي في ليبيا، وكانت على علم بمبادرة ترحيل أسرة أبو أنس إلى ليبيا في إطار صفقة مع القذافي، ثم علم أغلب المتابعين للشأن الأمني بخبر مقتل أحد أقارب أبو أنس في اشتباكات مع قوات القذافي قبل أيام من سقوط العاصمة الليبية طرابلس في يد الثوار.