عواصم – «وكالات»: مازالت الازمة السورية تدور فى فلك قطبي الحرب الباردة ففي وقت توصلت فيه واشنطن وموسكو الى اتفاق لنزع سلاك سوريا الكيماوي مقابل عدم التدخل الغربي عسكريا فى النزاع ، مازالت الادارة الامريكية تلوح بالخيار العسكري رغم مواصلتها للمباحثات مع الكرملين.
وبالامس قال مساعد بالكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الامريكي باراك أوباما قد يبحثان الأزمة السورية على هامش قمة دول اسيا والمحيط الهادي التي تعقد في بالي الاسبوع القادم.
وقال يوري اوشاكوف اكبر مستشاري بوتين للسياسة الخارجية للصحفيين «من المنطقي ان يلتقي «أوباما» في بالي اذا وضعنا في الاعتبار العمل في القضية السورية.»
وصرح بأن المسؤولين الأمريكيين والروس سيبحثون ترتيبات اجتماع محتمل اثناء قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي. ويتوقع ان يغادر بوتين موسكو متوجها الى جزيرة بالي الاندونيسية يوم الاحد.
وتوجد خلافات منذ فترة طويلة بين روسيا الحليف الاساسي للرئيس السوري بشار الاسد والولايات المتحدة بشأن الحرب الاهلية السورية.
لكن البلدين اتفقا في الشهر الماضي على خطة تقضي بأن تسلم سوريا أسلحتها الكيماوية ويرتبان لعقد مؤتمر سلام دولي.
كما بحث أوباما وبوتين الازمة السورية لفترة قصيرة اثناء قمة مجموعة العشرين للدول المتقدمة والدول النامية في مدينة سان بطرسبرج الروسية يومي الخامس والسادس من سبتمبر الماضي.
من جانبه قال مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف امس ان روسيا لا تعد اقتراحات جديدة حول سوريا.
واكد اوشاكوف في تصريح نقلته وكالة انباء «ايتار تاس» ان موسكو لا تعمل على بلورة اي اقتراحات جديدة حول سوريا في اطار التمهيد للقاء المرتقب بين الرئيسين بوتين و اوباما على هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي في اسيا والمحيط الهادئ المقرر عقدها في مدينة بالي الاندونسية في السابع من اكتوبر الجاري.
والعلاقات بين واشنطن وموسكو متوترة بسبب عدد من القضايا من بينها سجل بوتين في حقوق الانسان والديمقراطية.
وألغى أوباما قمة أمريكية روسية في سبتمبر بعد ان منحت موسكو حق اللجوء المؤقت لادوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي الامريكية الذي سرب تفاصيل برامج مراقبة حكومية والمطلوب في الولايات المتحدة.
وكان بوتين قد قال يوم الاربعاء ان القوى العالمية «على المسار الصحيح» في خطة إزالة الاسلحة الكيماوية السورية وإنها تستطيع تجنب التدخل العسكري في الصراع اذا تعاونت سويا.
وتم الاتفاق على خطة للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بعد أن طلب الرئيس الامريكي ب من الكونجرس الموافقة على تنفيذ ضربات جوية ضد الحكومة السورية عقابا لها على هجوم بالغاز وقع في 21 اغسطس تقول الولايات المتحدة إنه أدى إلى مقتل اكثر من 1400 شخص.
وقال بوتين خلال مؤتمر عن الاستثمار «تتوفر كل الأسباب للاعتقاد بأننا على المسار الصحيح.»
وأضاف الرئيس الروسي أن خطة إزالة الأسلحة الكيماوية التي أنعشت جهود عقد مؤتمر دولي للسعي لحل الصراع ما كان ليمكن تنفيذها بدون دعم أوباما وزعماء كثير من الدول.
وقال «أعتقد أننا اذا واصلنا التحرك بهذه الطريقة المنسقة فلن يكون هناك داع لاستخدام القوة وزيادة عدد الجرحى والقتلى في أرض سوريا التي تعاني منذ فترة طويلة.»
وروسيا هي الداعم الأقوى للرئيس السوري بشار الاسد خلال الحرب الاهلية وعرقلت عددا من المبادرات الغربية في مجلس الأمن الدولي وحملت مقاتلي المعارضة المسؤولية عن هجوم الغاز الذي وقع في 21 اغسطس.
وأكدت روسيا أيضا أنه يجب أن يلتزم المعارضون السوريون باتفاق الأسلحة الكيماوية وأوضحت أنها ستطالب ببرهان على مسؤولية الحكومة عن أي هجوم في المستقبل قبل الموافقة على العقاب من مجلس الأمن.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله إن روسيا اطلعت على تقارير وسمعت من مصادر مختلفة أن بعض دول الشرق الأوسط أقامت اتصالات وثيقة مع جماعة جبهة النصرة التابعة للقاعدة وجماعات متشددة أخرى.
وذكرت أنه قال أيضا إن التقارير التي لم يتحدث عنها بالتفصيل تشير إلى أن «هؤلاء الأصوليين يمتلكون بالفعل بعض مكونات الأسلحة الكيماوية» التي اما كانت موجودة في سوريا واما جلبت من الخارج.
بالمقابل قال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال راي أوديرنو إن الولايات المتحدة ستضطر للتفكير مجددا في إمكانية استخدام القوة في سوريا إذا لم يمتثل الرئيس بشار الأسد لقرار الأمم المتحدة الذي يدعو للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.
وردا على سؤال عما إذا كان لدى الجيش الأمريكي دور يمكن أن يقوم به في الأزمة السورية قال الجنرال أوديرنو لرويترز في مقابلة عبر الهاتف «علينا أن ننتظر لنرى. أعتقد ان الكثير من هذا الأمر سيتوقف على مدى الالتزام بتنفيذ الاتفاق.»
وعلى الرغم من الاتفاق ابقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على خيار الضربة العسكرية مطروحا على الطاولة.
وقال أوديرنو ان الولايات المتحدة رحبت بالاتفاق مع روسيا.
وتابع أوديرنو الذي كان يتحدث من ألمانيا حيث يحضر مؤتمر الجيوش الأوروبية «نأمل أن يساعدنا هذا الاتفاق على تحديد الأسلحة الكيماوية والتخلص منها. نعتقد ان من المهم أن يحدث هذا على المستوى الدولي.
ومضى يقول «إذا لم يحدث ذلك وإذا سارت الأمور على نحو خاطيء. . عندئذ أعتقد اننا سنضطر الى التفكير مجددا فيما إذا كنا سنستخدم القوة في سوريا أم لا.»