
موسكو - «وكالات» : قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات نشرت امس الاول إن بلاده ترغب في احياء خطط لعقد مؤتمر بشأن اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بعد ان تعهدت سوريا بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية.
وقد تضع هذه الخطوة موسكو في خلاف مع واشنطن التي اعلنت العام الماضي عن تأجيل المؤتمر ويقول محللون انها تخشى استغلال المؤتمر لانتقاد حليفتها إسرائيل التي يعتقد انها الدولة النووية الوحيدة في المنطقة.
وتسعى روسيا لتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط. واخذت المبادرة في طرح اتفاق اقرته الامم المتحدة يطالب سوريا بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية بعد ان هددت واشنطن بتوجيه ضربات عسكرية لمعاقبة دمشق على هجوم بغاز السارين السام على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال لافروف في حديث لصحيفة كومرسانت الروسية «سنسعى لعقد هذا المؤتمر».
وأضاف أن موافقة سوريا على تدمير أسلحتها الكيماوية بحلول يونيو المقبل يجب ان تحفز على بذل جهود اوسع نطاقا.
وقال «من المهم على نحو خاص في ظل الوضع الراهن ان نجعل...عدم امتلاك اسلحة الدمار الشامل مسألة شاملة في هذه المنطقة الملتهبة.»
ويقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان حكومة سوريا كانت تنظر دائما لترسانتها الكيماوية التي ظلت غير معلن عنها لفترة طويلة على انها سلاح يوازن الأسلحة النووية التي يعتقد ان اسرائيل تمتلكها. ولم تعترف إسرائيل قط بحيازتها لأسلحة نووية.
وكان قد تم الاتفاق في عام 2010 على خطة لعقد اجتماع يضع الاساس لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وقد ايدت هذه الخطة روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا.
لكن قبيل الموعد المقرر لبدء المؤتمر في نهاية العام الماضي قالت واشنطن انه سيتأجل. ولم يتم الاعلان عن موعد جديد.
وقال لافروف في المقابلة التي نشرت في نفس اليوم الذي اجتمع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما «احجم شركاؤنا الامريكيون وتجنبوا ذلك.»
وذكر لافروف ان الولايات المتحدة رفضت ايضا اقتراحا روسيا بادراج سطر في قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة يقول ان موافقة سوريا على التخلص من الأسلحة الكيماوية خطوة مهمة نحو اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وتعتبر روسيا أكبر حليف دبلوماسي لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد خلال الصراع الذي تشهده سوريا وأودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
ودعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمة القاها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين إلى اخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل لكنه قال ان هذا الامر «غير قابل للتحقيق من دون انضمام إسرائيل.»
ووجهت دول عربية مثل مصر والبحرين نداءات مماثلة في كلمتيهما امام الجمعية العامة.
لكن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين يعتبرون ان الانشطة النووية الإيرانية تمثل الخطر الرئيسي في انتشار اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
ويقولون ان جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية لن يكون حقيقة واقعة الا بعد التوصل إلى اتفاق سلام موسع بين العرب وإسرائيل وايقاف طهران برنامجها النووي الذي يخشون ان يكون الهدف منه هو اكتساب القدرة على انتاج اسلحة نووية.
وقال المبعوث الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق هذا الشهر إن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بالعمل نحو جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل ووسائل استخدامها.