عواصم – «وكالات»: قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا يشعر بالقلق حيال ما يتردد حول إمكانية استصدار قرار يلزم بلاده بنزع أسلحتها الكيمياوية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة.
وأوضح الأسد في مقابلة تليفزيونية مع محطة «تيلي سور» في أمريكا اللاتينية «أما حديثهم عن الفصل السابع فبالنسبة لنا لا يقلقنا في سوريا...لأن سوريا ملتزمة بكل الاتفاقيات التي توقعها وهذا معروف عن سوريا منذ عقود طويلة».
وأضاف الأسد قائلا «هناك توازن في مجلس الأمن لم يعد يسمح للولايات المتحدة كما كان الوضع سابقا باستخدام مجلس الأمن كمطية أو كأداة من أجل تحقيق أجنداتها الخاصة.. من قلب أنظمة وتدمير دول بهذه الطريقة التي كانت سائدة وخاصة في التسعينيات.. فلذلك أستطيع أن أقول إن كل هذه الادعاءات الأمريكية هي عبارة عن هراء وليس لها أي مستند واقعي ولا منطقي».
وجدد الأسد التزام نظامه بتدمير الأسلحة الكيميائية، وأكد أنه لا يستبعد تدخلا عسكريا أميركيا في بلاده رغم المناقشات الجارية في مجلس الأمن الدولي بشأن تفكيك هذه الأسلحة،.
وأضاف الأسد أن الحروب التي قادتها الولايات المتحدة وسياستها تدل على أنها تنتقل من عدوان إلى آخر بدءا من كوريا مرورا بفيتنام إلى لبنان ثم الصومال فأفغانستان والعراق، معتبرا أنه ليس هناك ما يشير إلى تغيير هذه السياسة.
وردا على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي طالب فيه مجلس الأمن بتحرك حازم ضد سوريا، اعتبر الأسد أن الخطاب نموذج آخر من التناقض الأميركي «مثل قوله إننا نسعى للحرب ونسعى للسلم بنفس الموضوع وبنفس خريطة الطريق».
وأشار إلى أن هذا المنطق يعني تسويق العنف في العالم، أي شرعنة العنف كوسيلة للوصول إلى حل سياسي، وهو منطق قال إن الولايات المتحدة تحاول تسويقه من أجل تبرير العدوان على سوريا.
وقال ر الأسد، إن خطاب أوباما، في الأمم المتحدة «مبني على التزوير والأكاذيب»، وقال إنه «من الطبيعي» اتهام دول، بينها السعودية، بالوقوف خلف هجوم الغوطة الكيماوي، وقال إن نظامه يرفض محاورة المسلحين في «جنيف 2» مشيرا إلى إمكانية محاورة معارضة الداخل أو تيارات غير معارضة بالضرورة.
واضاف قائلا: «هو ككل خطاباته سابقا، خطابات مليئة بالادعاءات مبنية على التزوير وتحمل الكثير من الأكاذيب، منذ بداية الأزمة بسوريا بنيت السياسة الأمريكية على الأكاذيب». وتابع الأسد بالقول إن كثافة ما وصفها بـ»الادعاءات والأكاذيب» الأمريكية تزايد «بعدما طرح موضوع استخدام الكيميائي في سورية في 21 أغسطس الماضي ولم تقدم هذه الإدارة أي أدلة على ادعاءاتها... فلذلك أستطيع أن أقول ان كل هذه الادعاءات الأمريكية هي عبارة عن هراء وليس لها أي مستند واقعي ولا منطقي».
وحول دعوة الإدارة الأمريكية له للرحيل عن السلطة قال الأسد: «موضوع التنحي مطروح منذ أكثر من عام من خلال المسؤولين الأمريكيين أو بعض حلفائهم من الأوروبيين.. سوريا مستقلة عبر أجيال فلا يمكن الآن للولايات المتحدة أن تفترض بأنها قادرة على أن تحدد للشعب السوري من يأتي ومن يطرد من الحكم».
وكرر الأسد القول بأن لدى بلاده «أدلة ومؤشرات» حول قيام المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيماوي في هجوم غوطة دمشق، مشيرا إلى أن دمشق قدمت الأدلة إلى الحكومة الروسية وتساءل مستغربا: «هل من المعقول أن تقوم الحكومة السورية باستدعاء لجنة التحقيق وتقوم باستخدام الأسلحة الكيميائية من أجل أن تأتي اللجنة وتحقق باستخدامها... هذا كلام لا يصدق.. بعيد عن العقل تماما».
ونفى الأسد وجود دليل لديه على قيام السعودية وقطر بنقل أسلحة كيماوية للمعارضة السورية ولكنه قال إن دعمهما لمن وصفهم بـ»الإرهابيين» أمر «معروف» على حد قوله، وأضاف: «من الطبيعي - عندما تكون هذه الدول تدعم بشكل معلن وواضح هذه المجموعات بكل أنواع الأسلحة - أن يشار بأصابع الاتهام إليها، وخاصة السعودية، بأنها يمكن أن تقوم بنقل هذا النوع من المواد إلى الإرهابيين من أجل استخدامها ضد الجيش السوري».
«وقال الأسد بشأن الضمانات التي ستقدمها الحكومة السورية لكي يقوم المفتشون الذين وصلوا الأربعاء الى سوريا بعملهم بشكل حر ومستقل «نحن من قام باستدعائها «البعثة» للمجيء إلى سوريا في شهر الماضي عندما قام الإرهابيون باستخدام الغازات السامة في إحدى ضواحي مدينة حلب في الشمال.. لم تأت هذه المجموعة بمبادرة من الأمم المتحدة.. أو من أي دولة أخرى».
ومضى الأسد إلى القول «من وضع العراقيل في وجه مجيئها «بعثة الأمم المتحدة» هي الولايات المتحدة...ولا توجد عقبات كما قلت.. إلا عندما يقوم الإرهابيون بالتعرض لهذه البعثة».
وقال الأسد بخصوص موقف الرئيس الايراني حسن روحاني ودعوته إلى إيقاف تمويل وتسليح المعارضة في سوريا «الموقف الإيراني موقف موضوعي جدا من الأزمة السورية لأنه يعرف حقيقة ما يحصل في سوريا... وبالتالي إذا كانت هناك نار تشتعل في سوريا فلا بد أن تنتقل هذه النار إلى البلدان المجاورة ولاحقا إلى البلدان الأبعد من سوريا».
وأضاف الأسد بشأن آفاق المصالحة الوطنية في سوريا «مهما اشتدت العمليات الإرهابية ومهما كان الوضع سيئا.. فلا بد من الاستمرار بمحاولات إطلاق العمل السياسي في أي مشكلة.. ونحن نؤمن بهذا الشيء منذ البداية بالرغم من تصاعد الأعمال الإرهابية وخاصة مؤخرا».
وأردف الأسد قائلا «العمل السياسي يتطلب أولا وقف الإرهاب.. وقف إدخال الإرهابيين من دول الجوار.. وقف دعم هؤلاء الإرهابيين بالسلاح وبالمال وبكل شيء لوجستي يؤدي إلى تعزيز عملياتهم الإرهابية.. بنفس الوقت لا بد من حوار بين السوريين.. بين كل الأطراف السورية حول مستقبل سوريا». ويُذكر أن النظام السوري يصف المعارضين المسلحين ضد نظامه منذ بدء الاحتجاجات ضد نظامه في مارس 2011 بأنهم «إرهابيون». وتابع قائلا «يبدأ هذا الحوار بالدرجة الأولى حول النظام السياسي في البلد.. أي نظام سياسي يريده السوريون وما يتفرع عنه من أنظمة وقوانين وأشياء أخرى...يمكن أن يتم عرض الأشياء التي تم الاتفاق عليها على الشعب السوري للموافقة عليها من خلال استفتاء شعبي». وأضاف الأسد بشأن مؤتمر جنيف2 المرتقب «هو واحد من المحاور السياسية المهمة.. هو يحقق فرصة للحوار بين مختلف المكونات السورية. طبعا نحن لا نفترض هنا وجود إرهابيين قاموا بعمليات قتل.. ولا نفترض بأن الحوار يجب أن يتم مع جهات دعت إلى التدخل الأجنبي...مؤتمر جنيف هو خطوة ضرورية ومهمة باتجاه فتح الطريق للحوار».
لكن الأسد استدرك قائلا «لكن مؤتمر جنيف لا يحل محل الحوار الداخلي في سوريا.. وبكل تأكيد هو لا يحل محل رأي الشعب الذي يجب أن يمر عبر الاستفتاء...لكن كل هذه المحاور إن لم يتم إيقاف دعم الإرهاب فلن تحقق أي نتيجة فعلية على الأرض».