واشنطن – «وكالات»: قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على تكثيف محادثات السلام بينهم وزيادة المشاركة الأميركية.
وكشف الوزير أنه تم التوصل لهذا الاتفاق في لقائه الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وكان كيري قد أعلن الأسبوع الماضي أن الفلسطينيين والإسرائيليين عازمون على مواصلة المفاوضات رغم العراقيل.
وأكد كيري أن المطلوب من الإسرائيليين هو تعليق تطبيق سياسة توسيع المستوطنات، مشددا على أن التوصل إلى اتفاق سلام سيحقق الأمن والرخاء الاقتصادي في المنطقة، وحذر في المقابل من أن فشل المسار ستكون له تداعيات سلبية.
ومتحدثا الي مانحين يدعمون السلطة الفلسطينية قال كيري ان الجانبين اجتمعا سبع مرات منذ ان استأنفا المحادثات في 29 يوليو رغم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يجتمعا منذ ذلك الحين.
وقال كيري «اتفقنا الان.. في الاسبوع الماضي حين التقيت مع كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو.. اتفقنا الان على تكثيف هذه المحادثات.»
«اتفقنا على ضرورة زيادة المشاركة الامريكية بدرجة ما لمحاولة المساعدة في تسهيل ذلك.»
ووصف كيري مسارين للمحادثات: مسار يضم المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني واسحق مولخو والمفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومحمد شتية.. ومسار اخر بين عباس وناتنياهو وكيري والرئيس الامريكي باراك اوباما.
ومتحدثا عن المسار الثاني قال كيري «عندما نعتقد ان من المناسب وان هناك حاجة لتحريك العملية فاننا سنتشاور فيما بيننا ونعمل لدفع العملية قدما.»
وقدمت تعليقات كيري لمحة نادرة عن المحادثات التي بدأت بمبادرة امريكية لكن واشنطن تحاول ابقاءها في طي الكتمان بحجة ان النقاش العام يجعل من الصعب بشكل اكبر الوصول الي اتفاق لانهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ستة عقود.
وأبلغ عباس اوباما اثناء اجتماع يوم الثلاثاء على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ان الفسطينيين سيبذلون كل مسعى ممكن لمحاولة ضمان نجاح محادثات السلام.
ومن المقرر ان يجتمع اوباما مع نتانياهو الاسبوع المقبل في واشنطن مع محاولته الحفاظ على قوة الدفع في المفاوضات.
والمسائل الجوهرية في المحادثات هي الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وكان مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون قد عقدوا لقاءات غير رسمية ثم أخرى رسمية بواشنطن والقدس المحتلة، بيد أنه لم تظهر أي علامة على حدوث أدنى تقدم.
وبدا أن المفاوضات التي استؤنفت إثر توقف استمر ثلاث سنوات تتعثر في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية المعلن على بناء مزيد من المساكن للمستوطنين بالضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وفي هذا السياق حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من أنه لا يمكن الاستمرار في المفاوضات في ظل الاستيطان.
وقال في وثيقة رسمية أعدتها دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال الإعلانات الاستيطانية منع الفلسطينيين من الوصول إلى مائدة المفاوضات، وإنها قد تنجح في ذلك.
وأضاف أن الجانب الفلسطيني أوضح هذا الموقف للولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية وباقي دول العالم.
ميدانيا واصلت مجموعات المستوطنين امس اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة في شكل مجموعات متتالية وبرفقة حراسات مشددة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت مصادر فلسطينية إن دخول المصلين إلى الأقصى من كل بواباته يتم بصورة اعتيادية والمصلين وطلبة حلقات العلم يتصدون في هذه الأثناء للمستوطنين الذين سمحت شرطة الاحتلال لهم منذ ساعات الصباح الباكر باقتحامه وإقامة طقوس وشعائر تلمودية خاصة في اليوم الأخير لعيد العرش اليهودي التلمودي الذي استمر أسبوعا.
ويتواجد عدد من المصلين وطلبة حلقات العلم وطلبة بعض المدارس القديمة في الأقصى في ساحاته وسط ما يشبه حصار عسكري تفرضه شرطة الاحتلال من خلال إحاطتهم وتطويقهم من الاتجاهات كافة فضلا عن مرافقة المستوطنين في جولاتهم المشبوهة في باحات ومرافق المسجد.
من جانب آخر أعلن يوفال شتاينتس وزير الشؤون الإستراتيجية والعلاقات الدولية الإسرائيلي عن عدة تسهيلات جديدة قررت إسرائيل تقديمها إلى الفلسطينيين.
وتتمثل التسهيلات تحديدا في منح سكان الضفة الغربية خمسة آلاف تصريح عمل جديد في إسرائيل وفتح « جسر اللنبي « مع الأردن على مدار الساعة طيلة خمسة أيام من كل أسبوع والسماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.
وأكد شتاينتس في تصريحات للإذاعة العبرية اهتمام إسرائيل ببناء اقتصاد فلسطيني متين وتحسين الأجواء السياسية بين الجانبين.