
عواصم – «وكالات»: ندد الرئيس السوري بشار الاسد بالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتقديمها مشروع قرار لمجلس الامن الدولي لوضع الاسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية قائلا انهم يحاربون «عدوا وهميا».
وقال الاسد في مقابلة اجرتها معه محطة التلفزيون الحكومية الصينية «سي سي تي في» في دمشق انه لا يشعر بقلق بسبب مشروع القرار وان الصين وروسيا»ستضمنان عدم بقاء اي حجة للقيام بعمل عسكري ضد سوريا».
ونقل مقال نشر على موقع «سي سي تي في» على الانترنت عن الاسد قوله «لست قلقا.فسوريا منذ استقلالها ملتزمة بكل المعاهدات التي وقعتها. سنحترم كل شيء وافقنا على ان نفعله.
«والشيء الاهم هو انني اريد ان اقول انه بتقديمها مسودة القرار لمجلس الامن الدولي او بحث الولايات المتحدة وروسيا على الموافقة على الاتفاق تحاول الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فقط جعل نفسها منتصرة في حرب ضد سوريا عدوهم الوهمي».
واضاف الاسد «الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبحث عن مبرر للحرب فتستطيع أن تبحث عن مبررات أخرى.. وهي لم تتوقف عن الحرب لأن هناك فقط اتفاقا سوريا روسيا بالنسبة لتسليم الأسلحة الكيميائية.. وإنما لأن هناك رفضا عالميا ورفضا داخل الولايات المتحدة للحرب على سوريا.. لأن الأسباب غير مقنعة.. وكذلك بنفس الوقت. . كما قلت قبل قليل.. الموقف الصيني والروسي داخل مجلس الأمن. طالما أن الولايات المتحدة تريد أن تستمر بسياسة الهيمنة على الدول الأخرى يجب أن نبقى قلقين بغض النظر عن الأزمة الحالية. طالما أن هناك دولا غربية تريد أن تتجاوز ميثاق الأمم المتحدة وتتجاوز القانون الدولي يجب أن نبقى قلقين دائما.. ليس فقط سوريا وإنما الدول الصغرى تبقى دائما قلقة من أي تجاوز لميثاق الأمم المتحدة. «.
ورغم قول الأسد إن بلاده تنتج هذه الأسلحة منذ عقود، إلا أنه عاد وقال إن عملية الانتاج لم تستمر سوى لسنوات قليلة في العقد الثامن من القرن الماضي لسد فجوة في التسلح مع إسرائيل، مرجحا أن تحصل سوريا من موسكو على أنظمة دفاع جوي ستخصص لمواجهة المقاتلات الإسرائيلية، دون أن يكون ذلك ضمن إطار صفقة بعد تدمير الكيماوي.
وعن الأدلة التي قالت الحكومة السورية إنها تمتلكها وتدين مجموعات مسلحة بهجوم الغوطة الكيماوي قال الأسد: «هناك أدلة مادية حول المواد ووسائل تخزينها، وجرى إرسال تلك الأدلة للحكومة الروسية، وهناك أدلة أخرى هي اعترافات الإرهابيين الذين نقلوا تلك المواد من دول أخرى وجرى عرض تلك الاعترافات على التلفزيون السوري».
وحدد الأسد ما قال إنها «عوامل» لإنجاح مؤتمر «جنيف 2»، وحددها بـ «وقف الأعمال الإرهابية ووقف دخول الإرهابيين من خارج سوريا ووقف إمدادهم بالسلاح والمال،» مضيفا أن أمريكا تعرقل المؤتمر «لأنها تريد دخوله بعد تحقيق إنجاز ما للإرهابيين وتوحيد مجموعاتهم».
وقال الأسد إن دمشق لن تطلب خلال المؤتمر وقفا لإطلاق النار لأن «من واجب الدولة مكافحة الإرهاب» مضيفا أن مثل هذا الطلب سيمثل «اعترافا بالإرهابيين وتقصيرا بحماية الشعب» مضيفا: «لا نقبل بمفاوضة كل من يحمل السلاح، نحن نفاوض المعارضة والمعارضة هي عمل سياسي ولا يوجد دولة تقبل مفاوضة الإرهابيين».
واعتبر الأسد أن الجيش السوري يتقدم على الأرض «لأن المجتمع يدعمه» ورفض دعوة أمريكا له للتنحي قائلا إن ذلك «من اختصاص الشعب السوري ولا يحق لأي دولة أن تحدد للشعب السوري من يختار».
وأشار الأسد إلى ما وصفها بـ «مؤشرات» على «شعبيته» عندما رد على سؤال حول إمكانية ترشحه بانتخابات عام 2014 الرئاسية إذ قال: «هذا يعتمد على رغبة الشعب السوري، إذا رغب الشعب السوري فسأترشح، هذا بديهي، ولكن الوقت مازال مبكرا لرصد رغبات الشعب السوري.. لكن لدينا مؤشرات، هذه المؤشرات هي وقوف الشعب مع الدولة بعد عامين ونصف على الأزمة ونحن لا نواجه فقط مجموعات إرهابية بل دول كبيرة تقف خلفها، الغرب.. دول إقليمية.. دول خليجية.. ولو لم يكن لدينا هذا الدعم لما صمدنا».
وتوصلت روسيا والولايات المتحدة الى اتفاق على وضع مخزونات الاسد من الاسلحة الكيماوية تحت السيطرة الدولية لتفادي احتمال التعرض لضربات عسكرية امريكية قالت واشنطن انها ستكون عقابا للاسد على هجوم شنه بالغازات السامة الشهر الماضي. هذا وتستمر الخلافات بين واشنطن وموسكو حول سوريا في التصعيد رغم اتفاق جنيف لنزع أسلحة نظام الأسد الكيماوية. فقد اتهم وزير الخارجية الروسي أميركا بالابتزاز، وقبل ذلك اتهمته واشنطن بالسباحة ضد التيار.
وتؤخر هذه الخلافات تنفيذ اتفاق نزع الكيمياوي وتزيد الضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقيام بالعمليات العسكرية التي أعلن سابقاً عزمه القيام بها.
وبموجب الاتفاقية الامريكية الروسية يتعين على الاسد الكشف عن مخزوناته من الاسلحة الكيماوية في غضون اسبوع وتدميرها بحلول منتصف العام المقبل.
والتقى مبعوثون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين يوم الخميس الماضي لليوم الثالث على التوالي لمناقشة مشروع قرار تأمل الدول الغربية بان يجعل هذا الاتفاق ملزما قانونيا.
وقال الاسد في المقابلة ان مسلحين قد يعرقلون وصول مفتشي الاسلحة الكيماوية الى المواقع التي تخزن وتصنع فيها الاسلحة.
واضاف «نعرف ان هؤلاء الارهابيين يطيعون اوامر دول اخرى وهذه الدول تدفع هؤلاء الارهابيين لارتكاب اعمال يمكن ان تجعل الحكومة السورية مسؤولة عن عرقلة هذا الاتفاق».
وسئل عما اذا كانت سوريا لديها كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية فقال الاسد «سوريا تصنع الاسلحة الكيماوية منذ عشرات السنين ومن ثم فمن الطبيعي ان تكون هناك كميات كبيرة في البلد.
«اننا دولة في حرب ولدينا اراض محتلة منذ اكثر من 40 عاما ولكن على اية حال فالجيش السوري مدرب على القتال باستخدام الاسلحة التقليدية».
وقال ان الاسلحة الكيماوية مخزنة» في ظل ظروف خاصة لمنع اي ارهابي من قوى مدمرة اخرى من العبث بها وهي قوى مدمرة يمن ان تأتي من دول اخرى.
«ومن ثم فليس هناك مايدعو للقلق.الاسلحة الكيماوية في سوريا في مكان امن مؤمن وتحت سيطرة الجيش السوري».
ومن ناحية اخرى ابلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي الامين العام للامم المتحدة بان جي مون استعداد الصين لارسال خبراء للمساعدة في عملية تدمير الاسلحة الكيماوية السورية واكد ان السبيل الوحيد لحل الازمة في سوريا هو التوصل لحل سياسي.
وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية يوم السبت ان سوريا سلمت معلومات عن ترسانة اسلحتها الكيماوية ملبية اول موعد نهائي لعملية نزع السلاح.