
الأراضي المحتلة – «وكالات»: اقتحم مستوطنون اسرائيليون المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة صباح الامس وذلك على عدة دفعات متتالية وبحماية مكثفة من شرطة الاحتلال.
واكدت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني في بيان ان «اكثر من 177 مستوطنا اقتحموا ودنسوا المسجد الاقصى على اربع مجموعات حتى الآن» مشيرة الى ان عدد المقتحمين مرشح للازدياد.
وشهدت ساحة حائط «البراق» في المسجد الاقصى امس توجدا مكثفا للاسرائيليين الذين يحيون هذه الايام عيد «العرش اليهودي» فيما تسود خشية من اقدامهم على اقتحام الاقصى.
واوضح بيان المؤسسة ان «المئات من المصلين وطلاب العلم وطلاب مدارس القدس يتواجدون الان في الاقصى وقد علت اصواتهم بالتكبير رفضا لانتهاك حرمته بالرغم من تضييق الاحتلال الشديد عليهم».
وذكر ان «مجموعات من المستوطنين وعائلاتهم اضافة الى نشطاء من الجماعات اليهودية اقتحموا المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة ومرافقة من قوات التدخل السريع في الشرطة».
وقال ان المقتحمين نظموا جولة في انحاء متفرقة من المسجد خاصة في المنطقة الشرقية مبينا ان «الجولة كانت سريعة نسبيا ورافقهم خلالها عدد من الحاخامات من بينهم الناشط الليكودي يهودا جليك الذي تعمد تقديم الشروح عن الهيكل المزعوم».
واوضح البيان ان الاحتلال كثف من تواجده داخل المسجد وعند الأبواب ودقق في هويات الداخلين خاصة طلاب مصاطب العلم مضيفا ان عناصر المخابرات والمستعربين انتشرت في منطقة المغاربة وعند المنطقة الشرقية قريبا من المصلى المرواني.
من جهة اخرى طالب اعضاء في الكنيست الاسرائيلي امس رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بتأكيد التزامه العلني بالحفاظ على مدينة القدس عاصمة موحدة وابدية لاسرائيل.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان الرسالة حثت نتانياهو على «التأكيد امام الامم المتحدة في الخطاب الذي يلقيه بجمعيتها العامة نهاية الشهر الجاري ان القدس عاصمة ابدية وموحدة لاسرائيل».
وطالبت الرسالة نتانياهو «بالتخلى عن «اتفاق اوسلو» الذي كان ضارا لاسرائيل والذي مضى 20 عاما عليه»
وعلى صعيد منفصل طلب الاتحاد الأوروبي أمس الاول توضيحاً من إسرائيل عن سبب مصادرتها شحنة معونات إنسانية متجهة للفلسطينيين في الضفة الغربية، معرباً عن استنكاره لهذا الإجراء.
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في بيان، إن مصادرة قوات الأمن الإسرائيلية لمساعدات إنسانية أمر مستهجن، مشيرا إلى أن ممثلي الاتحاد اتصلوا بالفعل بسلطات تل أبيب يطالبون بتوضيح ويعربون عن قلقهم من الحادثة.
وأضاف البيان أن «الاتحاد الأوروبي يؤكد على أهمية تسليم المساعدات الإنسانية بدون عائق وقابلية القانون الإنساني الدولي للتطبيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
من جانبه أعرب منسق المساعدات الإنسانية للأراضي الفلسطينية بالأمم المتحدة جيمس رولي عن قلقه العميق إزاء ما حدث يوم الجمعة.
وكان جنود إسرائيليون تعاملوا بخشونة مع دبلوماسيين أوروبيين الجمعة وصادروا خياماً ومواد إغاثة كانوا يحاولون توصيلها إلى فلسطينيين هُدمت منازلهم الأسبوع الماضي.
وشاهد مراسل رويترز جنوداً يلقون قنابل صوت على مجموعة من الدبلوماسيين الأوروبيين وعمال الإغاثة والسكان المحليين بالضفة المحتلة، ويسحبون دبلوماسية فرنسية من الشاحنة قبل قيادتها بعيداً بما تحمله من مساعدات.
وتوترت العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي بسبب قراره الذي أُعلن في يوليو الماضي بحظر تقديم المساعدات المالية للمنظمات الإسرائيلية العاملة بالأراضي المحتلة بدءاً من العام القادم.
وندد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بهذه الخطوة ووصفها بأنها تدخل بالعلاقات الثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين، وردت تل أبيب بمنع الاتحاد من مساعدة عشرات الآلاف من الفلسطينيين بالضفة.
وقال بعض السكان المحليين إن جنود الاحتلال هدموا مساكنهم وروضة أطفال في خربة المكحول يوم الاثنين بعد أن قضت المحكمة الإسرائيلية العليا بأنه ليست لديهم تراخيص بناء سليمة.
وعلى صعيد منفصل شرعت اسرائيل صباح الامس بادخال كميات محدود من مواد البناء الى قطاع غزة لتضع نهاية لمنع طال هذه المنطقة المحاصرة واستمر نحو سبع سنوات على نحو متواصل.
وقال رئيس لجنة تنسيق ادخال البضائع لقطاع غزة رائد فتوح في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان «عدة شاحنات تحمل حصى مخصص للبناء وصلت الى الجانب الفلسطيني صباح اليوم «الاحد» من معبر كرم ابو سالم في اقصى جنوب القطاع».
واضاف فتوح ان اسرائيل «ستسمح بدخول 40 شاحنة محملة بالحصى و20 اخرى تحمل الاسمنت اضافة الى عشر شاحنات محملة بالحديد المخصص للبناء».
واعلنت اسرائيل قبل ايام ان هذه الكميات ستكون محدودة وخاصة بالقطاع التجاري وبعض المشاريع في قطاع غزة.
ويشهد قطاع البناء والاعمار في غزة منذ نحو الشهرين نوعا من الشلل جاء بعد وقف العمل في انفاق التهريب مع مصر فيما ارتفعت اسعار مختلف مواد البناء المعروضة في السوق الى حد كبير.
واشار فتوح الى ان «شاحنات اخرى تحمل مواد مختلفة للقطاعين التجاري والزراعي ستدخل الى قطاع غزة ليصل العدد الاجمالي لها الى 410 شاحنات».
وقال «انه سيجرى ادخال مواد انشائية خاصة بعدد من المشاريع الدولية في القطاع عدا عن ضخ كميات يمكن ان تكون محدودة من الوقود تشمل البنزين والسولار اضافة الى غاز الطهي.
وساهمت انفاق التهريب التي حفرها الفلسطينيون خلال الاعوام الماضية اسفل الحدود بين جنوب القطاع ومصر في تهريب كثير من مواد البناء الى مدنهم التي تضررت كثيرا بالحصار الاسرائيلي.
كما اضطر سكان القطاع خلال هذه الاعوام الى اعادة تدوير مختلف مواد البناء التي حصلوا عليها من مبان ومنازل ومؤسسات كثيرة دمرت خلال حروب وكذلك غارات شنها الاحتلال على هذه المنطقة لاستخدامها في اعمار ما دمر من جديد.