
الأراضي المحتلة – «وكالات»: اقتحمت عناصر القوات الخاصة الاسرائيلية امس المسجد الأقصى المبارك وانتشرت في ساحاته فيما منعت المواطنين الفلسطينيين من الدخول إليه لتأمين إقتحامات المستوطنين له عشية « عيد العرش «.
وأكد شهود عيان أن عناصر من الوحدات الخاصة اقتحمت المسجد الأقصى صباح الامس من باب المغاربة والسلسلة وانتشرت في باحاته بالكامل وحاصرت طلبة مصاطب العلم وشددت من تواجدها على بوابات المسجد القبلي.
وتمنع شرطة الاحتلال دخول المواطنين إلى المسجد الأقصى من رجال ونسوة وأطفال من الأعمار كافة..كما تمنع طلبة مدارس الأقصى الشرعية من الوصول إلى مقاعدهم الدراسية داخل الأقصى وعددهم يزيد عن 500 طالب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
واقتحمت مجموعة من المتطرفين امس أيضا ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة فتصدى لهم العشرات من المعتكفين بالتكبير وألقوا الحجارة عليهم فقامت قوات الاحتلال بملاحقتهم وحاصرتهم بالمسجد القبلي وأغلقت بواباته بالسلاسل الحديدية وباشرت برش غاز الفلفل باتجاههم مما أدى إلى إصابتهم بحالات اختناق.
كما صادرت القوات الخاصة الإسرائيلية مفاتيح عيادة المسجد الأقصى الملاصقة للمسجد القبلي ومنعت قوات الاحتلال عددا من حراس الأقصى من التواجد في ساحة المسجد القبلي.
وعلى بوابات الأقصى الخارجية يعتصم المئات من المواطنين إحتجاجا على عدم دخولهم الأقصى ويرددون التكبيرات فيما تم الاعتداء على النسوة المتواجدات عند باب حطة بالضرب بالهراوات وتم اعتقال أحد الطلبة أثناء محاولته الدخول إلى مدرسته بالأقصى.
وكانت سلطات الاحتلال قد شددت خلال الساعات الـ 24 الماضية إجراءاتها في مدينة القدس ومنعت الرجال دون الـ 45 عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك مما اضطر عدد كبير من المواطنين لأداء صلاة العشاء في الشوارع القريبة من بوابات المسجد الأقصى الخارجية فيما اعتكف كل من تمكن من دخول المسجد في الجامع القبلي للتصدي لأي محاولة من المستوطنين لاستهداف الأقصى في الأيام المقبلة.
واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال في منطقة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى بعد منع قوات الاحتلال الشبان من دخول الأقصى إلا أن الوحدات الخاصة هاجمتهم واعتدت عليهم بالضرب بالعصي والهراوات ورشت بعضهم بغاز الفلفل الحار ودفعتهم إلى خارج أسوار البلدة القديمة.
من جانبها ذكرت اذاعة «صوت فلسطين» ان اقتحام هؤلاء للمسجد اتبع قيام وحدة خاصة من شرطة الاحتلال باقتحامه ودفع المرابطين فيه نحو المسجد القبلي بالمسجد الاقصى بعد الاعتداء عليهم.
ونقلت الاذاعة عن شهود عيان بالمسجد قولهم ان «قنابل مسيلة للدموع واخرى حارقة اطلقت عبر نوافذ المسجد القبلي نحو المرابطين فيه الذين اصيب عدد منهم بحالات اختناق».
واكد الشهود ان «الدفع بهذه القوة الخاصة التي كشف عن تشكيلها لاول مرة يوم امس الاول وقدر عددها بنحو مئتين انما جاء للتأكيد للمصلين المسلمين بدء مسلسل التقسيم الزمني للمسجد الاقصى بين المسلمين والمستوطنين».
واعتبروا اقتحام القوة لباحات المسجد من قبل المتطرفين والمستوطنين انما جاء بهدف منع المصلين والموجودين فيه من التصدي للمقتحمين.
من جانبها اتهمت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث في بيان الاحتلال بتحويل القدس القديمة ومحيط المسجد الاقصى الى ثكنة عسكرية عبر نشر المئات من عناصرها هناك.
في المقابل وقف النواب العرب في الكنيست بالمرصاد لهذه الدعوات مؤكدين حق المسلمين الكامل في المسجد الأقصى وما حوله، ومحذرين من عواقب وخيمة لأي فكرة للتقسيم.
وقال عضو الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي «إذا فكر أحدهم بفرض هذا التقسيم فهذا إعلان حرب على المسلمين والعرب وعلى الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.. هذه الرسالة قيلت بشكل واضح ونرددها في كل مكان».
وشهدت الجلسة التي عقدت الاثنين في الكنيست لبحث هذه القضية نقاشا ساخنا، وانسحب النواب العرب بشكل احتجاجي.
وفي رده على ذلك دعا الأردن أمس الاول هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بواجباتها تجاه إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للحرم المقدسي، وقدم مذكرة احتجاج رسمية لدى إسرائيل يستنكر فيها مصادرة شركة إسرائيلية أسطح محال تجارية في البلدة القديمة.
وعبّر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل عبد الحفيظ داود عن رفض الأردن واستنكاره الشديدين لما قام به متطرفون إسرائيليون باستباحة المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وأدائهم طقوساً تلمودية، في «محاولة لفرض واقع جديد يهدد المسجد المبارك».
من جانبه أدان البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي الحصار الذي فرضته إسرائيل امس على المسجد الأقصى المبارك وهجوم قواتها على المصلين فيه بجانب السماح للمتطرفين الإسرائيليين الدخول إليه والتجول في ساحاته..معتبرا أن هذا الاعتداء يصيب الأمة في أحد أعز وأقدس مقدساتها ويستدعي الوقوف في وجهه ومنع تكراره وحمل أوغلي في بيانه امس إسرائيل مسؤولية التبعات التي تترتب على هذه الإجراءات.
ونبه الأمة الإسلامية إلى ما يتعرض له مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى واعتداءات..مذكرا أنه وجه رسالة إلى وزير خارجية المملكة المغربية يطلعه فيها على التطورات الخطيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك والتي تستدعي انعقاد لجنة القدس.
كما دعا الأمين العام منظمة «اليونسكو» ومجلس الأمن الدولي والدول الإسلامية الأعضاء فيه إلى النهوض بمسؤولياتهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين وحمل إسرائيل على وقف اعتداءات المتطرفين ومنعهم من زيادة التوتر في المنطقة. وأكد أن المنظمة عازمة على طرح ملف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في اجتماعات الأمم المتحدة التي ستبدأ الأسبوع المقبل في نيويورك.
وفي السياق ذاته أجرى الأمين العام اتصالا مع مفتي القدس ومحافظها واطلع منهما على الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك عقب هذا الاعتداء الآثم.