
الخرطوم – «وكالات»: شن وزير الخارجية السوداني علي كرتي هجوما عنيفا على الولايات المتحدة، وقال قبيل مغادرته الخرطوم إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده ترفض أي وساطة أمريكية في قضية أبيي. يأتي ذلك فيما بدأ دونالد بوث المبعوث الجديد للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دولتي السودان وجنوب السودان السبت، أول زيارة له إلى الخرطوم.
واعتبر كرتي امس الاول أن «أمريكا غير مؤهلة للحديث عن قضايا السودان الداخلية». وقال إن السودان لن يقبل بأي حديث في هذه الموضوعات، «وهذه قضايا لا تهم أمريكا ولا غيرها، أبيي هي القضية الوحيدة التي تبقت لأمريكا لإفساد العلاقة بين السودان والجنوب، لن يكون لمبعوث الرئيس الأمريكي دور في قضية أبيي». وقد أبلغت الحكومة السودانية المبعوث الأمريكي الجديد للسودان وجنوب السودان رفضها أي خطوة «تهدف إلى إجراء استفتاء من طرف واحد لتحديد تبعية منطقة أبيي، المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان». وقال الخير الفهيم مسؤول ملف أبيي في حكومة السودان عقب لقاء المبعوث الأمريكي إن أي استفتاء من طرف واحد في أبيي سيعرقل العلاقات بين البلدين.
من جانبه قال بوث في تصريح صحفي أدلى به بعد لقائه مسؤول ملف منطقة أبيي في السودان، «أبدأ اليوم أولى مهماتي كمبعوث للرئيس باراك أوباما إلى السودان والجنوب، بالتعرف على وجهة نظر مجتمع المسيرية باعتبار أن أبيي تقع في منطقة وسطى بين السودان والجنوب، وهي من القضايا العالقة بين الدولتين».
ولا تزال عدة نقاط خلافية عالقة بين دولتيْ السودان وجنوب السودان، من بينها الخلاف على منطقة أبيي الغنية بالنفط بسبب الحدود غير المرسمة بينهما.
وكان من المفترض إجراء استفتاء في أبيي يقرر من خلاله سكان هذه المنطقة تبعيتهم لأي من الدولتين، ليكون متزامنا مع استفتاء دولة جنوب السودان الذي أجري في يناير 2011، لكن استفتاء أبيي تأجل بسبب خلافات الدولتين حول من يحق له التصويت في الاستفتاء.
ويعتبر جنوب السودان أن سكان المنطقة من قبائل دينكا نكوك «كبرى قبائل جنوب السودان» هم من تحق لهم المشاركة في الاستفتاء، إضافة إلى سودانيين آخرين مقيمين في المنطقة، بينما تصر الخرطوم على مشاركة قبيلة المسيرية فيه أيضا، وهي قبيلة عربية رعوية تقضي جزءا من العام في أبيي، وهو ما يرفضه الجنوب. وأعلنت دولة جنوب السودان اعتزامها إجراء استفتاء أبيي في أكتوبر القادم، وفق اقتراح للجنة وساطة من الاتحاد الأفريقي تتوسط في القضايا العالقة بين الدولتين. ولم تعلن الخرطوم موافقتها على إجراء الاستفتاء في هذا الموعد.
من جهة أخرى، أوضحت السفارة الأمريكية بالخرطوم في تصريح مكتوب وزعته قبل وصول المبعوث بوث، أن «من أجندة المبعوث احترام حقوق الإنسان والاحتياجات الإنسانية وتسهيل الوصول إلى مناطق النزاعات، إضافة إلى العمل بصورة مكثفة من أجل تشكيل حكومة ذات تمثيل واسع».
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي أعلن في أغسطس الماضي تعيين الدبلوماسي دونالد بوث مبعوثا لدولتي السودان خلفا للمبعوث السابق برينستون ليمان الذي انتهت ولايته بانتهاء فترة أوباما الرئاسية الأولى.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ عام 1997 بتهمة دعم السودان لما يسمى «الإرهاب».