
عواصم – «وكالات»: تجددت حظوظ شن الولايات المتحدة الامريكية لضربة عسكرية على النظام السوري بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية، ففى الوقت الذي تقود فيه اداراة اوباما جهودا دبلوماسية محمومة لحشد الدعم لهذا التحرك عمقت المعارضة المسلحة من جراح النظام بتصعيد هجومها العسركي.
ويجري وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لقاءات مع عدد من وزراء الخارجية العرب في باريس في محاولة للحصول على دعم العرب لواشنطن في توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا ردا على مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية.
وتأتي اجتماعات كيري في إطار جولته الأوروبية التي تهدف إلى حشد الدعم للموقف الامريكي المؤيد للقيام بعمل عسكري في سوريا.
كما تأتي اللقاءات أيضا على هامش اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالقضية الفلسطينية، الذى يشارك فيه كل من الوزير الأمريكى، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى وعدد من وزراء الخارجية العرب الأعضاء باللجنة.
ومن المقرر أن يتوجه كيري في لاحق إلى لندن للقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكان كيري قد أكد في وقت سابق تزايد عدد الدول المستعدة للمشاركة في توجيه ضربة عسكرية لحكومة دمشق.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس إن « العالم لن يكون مشاهدا صامتا للمذابح « في إشارة للهجوم الكيمياوي الذي وقع الشهر الماضي في ريف دمشق.
وتتهم الولايات المتحدة القوات السورية بشن الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.
وتقول الحكومة السورية إن مسلحي المعارضة مسؤولون عن الهجوم.
وكان وزير الخارجية الأمريكي قد عقد محادثات حول سوريا مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا.
وأصدر الوزراء الأوروبيون بيانا قالوا فيه إن هناك أدلة قوية، فيما يبدو، تفيد بأن الحكومة السورية شنت هجوما بأسلحة كيمياوية ضد مدنيين قبل أكثر من أسبوعين في ريف دمشق.
ولكنهم دعوا إلى عدم اتخاذ أي إجراء قبل ظهور نتائج تحقيق الأمم المتحدة حول الهجوم.
وامس الاول اكدت الولايات المتحدة وفرنسا عزمهما الرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا الشهر الماضي.
وفي مؤتمر صحافي في باريس، قال جون كيري إن الولايات المتحدة وفرنسا لا يتحدثان عن خوض حرب، بل عن إجراء عمل عسكري محدود يستهدف إضعاف قدرة الحكومة السورية على استخدام الأسلحة الكيمياوية.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تزايد الدعم الدولي لرد «قوي» ضد دمشق.
وعلى ذات النسق قالت ألمانيا يوم السبت إنها ستوقع على بيان صدر أثناء اجتماع مجموعة العشرين ويدعو إلى رد دولي قوي على الهجوم المزعوم بالغاز في سوريا. جاءت موافقة برلين بعد يوم من موافقة قوى أوروبية أخرى بهدف ضمان الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي.
وأثار غياب توقيع ألمانيا على البيان الصادر يوم الجمعة - والذي لم يصل إلى حد دعم تنفيذ ضربة عسكرية في سوريا - انتقادات في البلاد بأن المستشارة أنجيلا ميركل تتخلى عن حلفاء برلين لتجنب خسارة أصوات الناخبين.
ومن المقرر أن تجري ألمانيا انتخابات اتحادية في غضون أسبوعين وتعارض الأغلبية العظمى من الناخبين التدخل العسكري في سوريا في حين يصر الحلفاء الدوليون على الدعم الألماني.
وفسرت ميركل التأخر في التوقيع بقولها إن ألمانيا كانت تريد من الاتحاد الأوروبي أولا أن يتبنى موقفا مشتركا حيال سوريا.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله بعد ذلك «نعتقد دائما أنه يجب على ألمانيا أيضا أن تدافع عما يسمى بالدول الصغيرة في الاتحاد الأوروبي التي لا تحظى بالفرصة للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين».
وأضاف «بعد أن رأينا هذا الموقف الرائع والحكيم للغاية للاتحاد الأوروبي قررت المستشارة «الألمانية» وأنا أن ندعم الآن بيان مجموعة العشرين».
في هذه الأثناء، قالت بي بي سي أن الحكومة البريطانية أرسلت سترات واقية من المواد الكيمياوية إلى بعض مسلحي المعارضة السورية في إطار المساعدات «غير القتالية» التي تقدمها لائتلاف المعارضة السورية.
ميدانيا سيطرت قوات المعارضة السورية على مدينة معلولا في القلمون بريف دمشق وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت شن الطيران الحربي لقوات النظام غارات مكثفة على أحياء بالعاصمة دمشق وريفها وسط قصف مدفعي عنيف. وبينما تمكن الثوار من إسقاط مروحية تقل جنودا للنظام في جبل الزاوية بريف إدلب -وفق لجان التنسيق المحلية- أعلنوا عن سيطرتهم على مخفر حدودي مع الأردن في درعا، بحسب الهيئة العامة للثورة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات النظام دخلت المدينة – ذات الأغلبية المسيحية- ليلا، لكنها عاودت الانسحاب جراء دخول أعداد كبيرة من مقاتلي كتائب الثوار إلى المدينة، والتي سيطرت عليها بشكل كامل.
وأكدت سيدة من سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية انسحاب قوات النظام وانتشار الثوار في المدينة.
وأشار إلى أن المعارك في معلولا أوقعت سبعة عشر قتيلا وأكثر من مائة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام.
وشهدت معلولا اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وكتائب المعارضة المسلحة، وسط مخاوف من تدمير مزيد من المعالم الدينية في هذه المدينة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أمس الاول إن دبابات قوات النظام استهدفت بشكل مباشر دير مار سركيس في معلولا.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن أن الجيش الحر انسحب من معلولا «حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها»، وأنه «لم يقم بأي اعتداء على كنائس أو أديرة».
في غضون ذلك، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر أسقط صباح الامس مروحية مخصصة لنقل الضباط في جبل الزاوية بإدلب شمال البلاد، وأشارت إلى أن المعلومات الواردة تفيد بتواجد ستة عشر ضابطا على متنها، وأنها سقطت شرقي بلدة شطحة في سهل الغاب.
وذكر ناشطون أن المروحية كانت تقل ضباطا من اللاذقية إلى معامل الدفاع، وأشاروا إلى أن الثوار تمكنوا من إصابتها بشكل مباشر أثناء هبوطها اضطراريا نتيجة عطل في أحد محركاتها وبسبب انخفاضها.
وفي السياق أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى تعرض بلدتي إبلين واحسم بجبل الزاوية بريف إدلب لقصف بالبراميل المتفجرة ألقيت من طائرات مروحية.
في الأثناء، أعلن الجيش الحر في درعا جنوب البلاد سيطرته على المخفر رقم 64 على الحدود السورية الأردنية وفق ما أفادت الهيئة العامة للثورة.
وفي العاصمة دمشق تعرض حي برزة والعسالي والقدم لقصف جوي ومدفعي منذ صباح الامس استهدف المناطق السكنية، وسط اشتباكات عنيفة في القابون حيث تحاول قوات النظام اقتحامه.
وكان المركز الإعلامي للائتلاف الوطني السوري المعارض قال «إن قوات النظام عمدت السبت إلى استخدام مواد غريبة ذات روائح غريبة في قصف واستهداف مناطق سكنية في حي القابون، هادفا إلى إثارة الفوضى ونشر الذعر بين المواطنين، دون أن يكتفي بما تسببه القنابل والبراميل المتفجرة من رعب ودمار وموت».
ودعا الائتلاف في بيان «سائر دول العالم والمنظمات الأممية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا».
وتدور في هذه الأثناء اشتباكات على المتحلق الجنوبي بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المعارضة، حيث يحاول النظام اقتحام مدينة زملكا بريف دمشق، كما تعرضت مدن معضمية الشام وداريا والزبداني لقصف عنيف منذ الصباح.
وتعرضت مدينة دير الزور شرقا منذ ساعات الصباح الباكر امس لقصف بالمدفعية والدبابات استهدف حي الرشدية في وسط المدينة وقال ناشطون إن القصف الذي أدى إلى احتراق عدد من المباني السكنية يأتي رداً على تقدم قوات المعارضة في المدينة بعد سيطرتها على عدة أحياء, فيما رد مقاتلو المعارضة على مصدر القصف الذي يأتي من شمال المدينة. ويشهد حي الأشرفية في مدينة حلب اشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين الجيش الحر وعناصر حزب العمال الكردستاني بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين الثوار وقوات النظام عند مفرق السوق في مدينة حلب بحسب الهيئة العامة للثورة. في حين تعرض حي جورة الشياح وحي القرابيص بحمص لقصف عنيف بصواريخ أرض- أرض وفق نفس المصدر.
وإزاء هذه التطورات، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل سبعة عشرشخصا المس معظمهم في إدلب وحمص وبينهم طفل وسيدة. وكان ناشطون سوريون أفادوا أمس الاول بمقتل ستة عشر شخصا على الأقل، في مجزرة بساتين الكسوة بريف دمشق جراء قصف عنيف لقوات النظام على المنطقة، بينما تحدث آخرون عن مقتل ثلاثة عشر شخصا في مجزرة أخرى بمدينة أريحا بريف إدلب.