طرابلس – «وكالات» : أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان مساء السبت سقوط أربعة قتلى وعدد من الجرحى في مواجهات مسلحة لا تزال مستمرة منذ مساء الخميس بين مسلحين من مدينة الزاوية غربي طرابلس وآخرين من أبناء قبائل ورشفانة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن زيدان قوله إن نوري بوسهيمن رئيس المؤتمر الوطني العام «البرلمان» أعلى سلطة سياسية وتشريعية في البلاد، ووزير الدفاع عبد الله الثني، وعددا كبيرا من أعضاء المؤتمر ومن المنطقتين؛ على تواصل لمحاولة إيقاف هذا الاقتتال ودرئه.
وأكد زيدان أن قوات من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان توجهت نحو موقع الاقتتال، داعيا الفئتين للتوقف عن القتال حتى تتولى هذه القوات التمركز في المناطق الفاصلة بينهما، معربا عن أسفه «حين يستسهل استعمال السلاح وإطلاق النار من أجل أن يقتل المواطنون بعضهم بعضا، مهما كانت المسببات، ومهما كانت القرائن التي يقولها أي طرف».
وعزا رئيس الحكومة الليبية الاقتتال الدائر إلى انتشار السلاح بين المواطنين وخروجه من أيدي السلطات الشرعية.
من جهتها أوضحت مصادر متطابقة لوكالة الصحافة الفرنسية أن الاقتتال اندلع مساء الخميس حين هاجم مسلحون من قبائل ورشفانة مركزا طبيا قرب الزاوية مما أسفر عن مقتل شخص وخطف آخر، وإثر ذلك توجه مسلحون من الزاوية إلى معقل ورشفانة من أجل تحرير المخطوف واعتقال خاطفيه، مما أدى إلى اشتعال القتال. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر وصفته بالمطلع أن عدد جرحى المواجهات بلغ ثلاثين، نُقل بعضهم إلى تونس للعلاج بسبب حالتهم الحرجة.
ويشهد الطريق الرابط بين مدينة طرابلس والزاوية الممتد على طول 45 كلم، هجمات واعتداءات متكررة لمسلحين وخارجين على القانون ضد معسكرات للجيش وسرقات للسيارات واعتداءات على المواطنين.
وأصدر المؤتمر الوطني العام، مطلع أغسطس الجاري، قرارا يقضي بتكليف قوات درع ليبيا بتأمين الطريق وملاحقة الخارجين على القانون. ومنذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر 2011 تشهد ليبيا اندلاع العديد من المواجهات القبلية المسلحة ولا سيما في جنوب البلاد وغربها، وذلك بسبب خلافات مزمنة أو للسيطرة على معابر التهريب الحدودية. وساهم انتشار السلاح في البلاد إضافة إلى عجز السلطة الجديدة عن بناء قوات جيش وشرطة قوية، في تدهور الأوضاع الأمنية فيها.