
عواصم – وكالات: قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ان دبلوماسية رفيعة المستوى من الخارجية الامريكية والسفير الامريكي لدى سوريا سيجتمعان مع وفد روسي في لاهاي الاسبوع القادم لبحث خطط عقد مؤتمر سلام لانهاء الحرب الاهلية في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين ساكي في افادة يومية للصحفيين امس الاول «اتفقنا منذ فترة طويلة مع روسيا على ان عقد مؤتمر في جنيف هو أفضل آلية للمضي قدما نحو حل سياسي». ولم تشر الى يوم محدد للاجتماع لكنها قالت ان ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ستحضر الاجتماع مع السفير الامريكي روبرت فورد.
وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء ان من المرجح ان يضم الوفد الروسي نائبي وزير الخارجية جينادي جاتيلوف وميخائيل بوجدانوف. ونقلت عن جاتيلوف قوله ان الجانبين يأملان في تحقيق تقدم بشأن من الذي يجب ان يحضر المؤتمر.
واوضحت الخارجية الامريكية من جانبها ان الاجتماع يأتي بعد الاتفاق الذي تم في التاسع من أغسطس في واشنطن بين وزراء الخارجية والدفاع الأمريكيين والروس جون كيري وتشاك هاغل ونظيريهما سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.
وسيشارك في الاجتماع الاخضر الابراهيمي، مبعوث السلام الدولي لسوريا، حسبما افاد مصدر دبلوماسي روسي لم يكشف عن هويته لوكالة ايتار- تاس للأنباء.
ولم يكشف غاتيلوف او المصدر الدبلوماسي عن اسماء المسؤولين الروس والامريكيين الذين سيشاركون في الاجتماع كما لم يكشفوا عن التاريخ المحدد للمحادثات.
واتفقت موسكو وواشنطن في مايو على اجراء محادثات «جنيف2» التي تهدف الى ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من عامين، إلا أن المؤتمر تعثر بسبب خلافات سياسية.
ومشاركة ايران فيما أطلق عليه مؤتمر جنيف- 2 قضية شائكة للولايات المتحدة التي تغاضت عن وجود مستشارين ايرانيين يساعدون الرئيس بشار الاسد في الحرب الاهلية المستمرة منذ أكثر من عامين.
ووصل فريق للامم المتحدة من خبراء الاسلحة الكيماوية الى العاصمة السورية دمشق يوم الاحد بعد عدة شهور من التأخير للتحقيق في تقارير عن احتمال استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الاهلية السورية.
ومساء امس الاول طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا بتأمين «حرية تحرك كاملة» لخبراء الامم المتحدة المكلفين التأكد مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت في سوريا.
وقال بان كي مون إن خبراء الأمم المتحدة الذين باشروا مهمتهم الاثنين «يجب أن يتمتعوا بحرية تحرك كاملة في الاماكن» التي يعتقد أن اسلحة كيميائية قد استخدمت فيها «لكشف الوقائع بشكل موضوعي».
وتابع الامين العام للأمم المتحدة ان على الخبراء في هذا الاطار «القيام بالتحاليل الضرورية وجمع العينات» كما يجب ان يسمح لهم بالاتصال بالشهود والضحايا والأطقم الطبية».
وبينما أقر بان كي مون أن الصراع العسكري سيكون له تأثير على تحركات مفتشي الأمم المتحدة إلا أنه طالب الحكومة السورية «وباقي الاطراف في سوريا ضمان سلامتهم».
واكد بان كي مون ان مهمة المفتشين لا تتضمن ان يعملوا «على تحديد من استخدم» أسلحة كيميائية، بل الاكتفاء بمعرفة «ما اذا كانت اسلحة كيميائية قد استخدمت» في النزاع السوري.
إلا انه اعرب عن اقتناعه بان آلية تحقيق فاعلة حول الاسلحة الكيميائية ستساعد في منع استخدامها في المستقبل».
ويتألف فريق مفتشي الامم المتحدة من نحو 20 مفتشا برئاسة السويدي اكي سيلستروم.
واوضح بان كي مون ان على هذا الفريق «التحقيق في الوقت نفسه» في ثلاثة مواقع بينها خان العسل قرب حلب حيث تؤكد الحكومة السورية أن المعارضة استخدمت أسلحة كيمائية هناك في التاسع عشر من اذار ما ادى الى مقتل 26 شخصا على الاقل بينهم 16 جنديا سوريا.
الا ان المعارضة تؤكد ان قوات النظام السوري هي التي استخدمت هناك السلاح الكيميائي. ولم تكشف الامم المتحدة هوية الموقعين الاخرين.
ميدانيا سيطرت كتائب للثوار في سوريا على قرية رسم الضبع في ريف حماة، وذلك بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة, كما أحكمت سيطرتها على قريتي بريقة ورويحينة على الحدود مع الجولان المحتل في القنيطرة. في هذه الأثناء قصفت قوات النظام بعنف حي برزة والأحياء الجنوبية للعاصمة دمشق فجر الامس وسط معارك عنيفة. وقد أعلن جيش النظام الاثنين استعادته مناطق كانت المعارضة المسلحة سيطرت عليها في ريف اللاذقية.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 73 قتيلا الاثنين قضى معظمهم في حلب وإدلب ودمشق وريفها، وبينهم عشرون قتيلا من الجيش الحر وست سيدات وسبعة أطفال.
وفي معارك حماة، قال ناشطون إن كتائب الثوار دمرت دبابة كما استولت على اثنتين أخريين ضمن معركة أطلق عليها المقاتلون شعار «قادمون يا حمص».
في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مناطق في حي برزة بدمشق تعرضت بعد فجر الامس لقصف من قوات النظام بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة. وجاء القصف وسط اشتباكات عنيفة بين كتائب الثوار وقوات النظام في محاولة للأخيرة للسيطرة على كامل حي برزة، «في حين جددت تلك القوات قصفها على الأحياء الجنوبية للعاصمة.
وكان جيش النظام أعلن أمس الاول استعادته مناطق كانت المعارضة المسلحة سيطرت عليها في ريف اللاذقية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر عسكري سوري أن جيش النظام استعاد السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الأسبوعين الأخيرين في ريف اللاذقية.
ووفق المصدر فإن قوات النظام سيطرت على جبل النبي أشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي، وهي المنطقة التي شنت المعارضة المسلحة عليها هجوما منذ نحو أسبوعين ضمن ما سمته «معركة تحرير الساحل» وتمكنت من السيطرة على حوالي عشر قرى.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إنه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية إلا منطقة سلمى الإستراتيجية المحاذية لتركيا، على حد ما ذكر.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو أسبوعين، وعلى تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في المنطقة.