بغداد – «وكالات» : قتل عشرة أشخاص في تفجيرات وهجمات طالت مناطق متفرقة في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها وكركوك امس الاول.
وكانت بغداد قد شهدت السبت سلسلة من التفجيرات أسفرت عن مقتل 67 شخصا.
ففي منطقة التاجي الى الشمال من بغداد، انفجرت عبوتان قرب معسكر للجيش مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة عشرة على الأقل بجروح.
وفي بسماية جنوب شرقي العاصمة، انفجرت عبوة في حديقة دار فقتلت اثنين واصابت اربعة بجروح كلهم من افراد الأسرة ذاتها.
وفي وقت لاحق، افاد مصدر في شرطة كركوك بمقتل خمسة من عناصر ألبيشمركة الكردية وجرح سادس بهجوم شنه مسلحون على حاجز لهم في قرية الحليوة السفلى التي تبعد 140 جنوب غرب المدينة وتسكنها غالبية من العرب السنة.
وتقع القرية ضمن المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، وتتمركز فيها قوات ألبيشمركة الكردية منذ عام 2003.
وبذا ترتفع حصيلة قتلى اعمال العنف في العراق في شهر يوليو الى اكثر من 530، بينما ترتفع حصيلة القتلى منذ بداية السنة الحالية الى اكثر من 2800 مما يجعلها اكثر السنوات دموية في العراق منذ 2008.
وقد قتل في شهر رمضان وحده 339 شخصا الى الآن.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أمر في مايو الماضي باجراء تغييرات واسعة في الاجهزة الامنية، ولكن ذلك لم يؤثر على وتيرة العنف.
ويعتقد محللون أن التململ الواسع في صفوف الأقلية السنية في العراق، الذي لم تفلح الحكومة في معالجته، يلعب دورا في تأجيج العنف.
وأعربت الجامعة العربية في بيان اصدرته امس الاول عن إدانتها الشديدة للتفجيرات التي يشهدها العراق.
واستنكر نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بشدة هذه الهجمات «التي تهدف إلى بث نوازع الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب العراقي، مُذكّراً الجميع بحرمة إراقة دماء المواطنين الأبرياء وبوضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات الطائفية والحزبية.»
كما أعرب الأمين العام عن «انزعاجه الشديد من الأنباء التي تفيد بوجود عمليات تهجير طائفي في بعض القرى بمحافظة ديالى جّراء تهديد بعض المجموعات المسلحة بالمحافظة لبعض العائلات وإجبارها على ترك منازلها.»
وأكد على أن «مثل هذه الأعمال إنما تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للعراق وجرّه مُجدّداً إلى معترك الاقتتال الطائفي الذي استطاع العراق إفشاله وإحباط المخططات الإرهابية الهدّامة كافة في هذا الشأن.»
كما دعا الأمين العام القيادات السياسية والوطنية العراقية كافة إلى «وضع خلافاتها السياسية جانباً والتلاحم سوياً لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب، مُحذّراً من أن تبادل الاتهامات وانتهاج اللغة التحريضية لن يسهم إلا في مزيد من الفرقة والانقسام وهو ما يدفع ثمنه المواطن العراقي.»
وأهاب بجميع القوى السياسية العراقية «الوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخاطر الإرهاب التي تواجه العراق وتجنيب أهله المزيد من المحن والآلام، والعمل على تحقيق التوافق الوطني والسلم المدني ومواصلة عملية إعادة الإعمار والبناء.»