عواصم – «وكالات»: قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إن القوات السورية الحكومية تشن منذ مساء السبت الماضي هجوما على حي القابون بدمشق، وإن 200 مدنيا عالقون في مسجد بالحي.
وتخوض القوات السورية قتالا ضاريا في الحي ضد مسلحي المعارضة.
في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون إن ثلاثة احياء أخرى في دمشق تعرضت للقصف بالهاونات، مما أسفر عن مقتل شخص واحد واصابة آخرين.
وتزامن القصف مع غارات نفذتها القوات السورية الحكومية على معسكر اليرموك للاجئين الفلسطينيين، حسبما أفاد المرصد.
وناشد الإئتلاف السوري المعارض في بيان الأمم المتحدة ارسال «رسالة قوية» لنظام الرئيس بشار الأسد بضرورة اطلاق سراح المدنيين العالقين في المسجد العمري بالقابون فورا.
ولم يذكر الإئتلاف ما اذا كان العالقون الـ200 قد لاذوا بالمسجد هربا من القتال او اذا كانوا يؤدون الصلاة فيه عندما دهمهم القتال.
وحذر الإئتلاف من ان ألوف المدنيين في الحي المذكور قد يتعرضون لمذبحة بأيدي القوات الحكومية التي تتقدم نحوه بالدبابات.
وتستمر محاولات قوات النظام لاقتحام حي القابون الذي يسيطر عليه الجيش الحر منذ نحو تسعة أشهر، والذي يشكل بوابة العاصمة الشمالية، وتحدث ناشطون من داخل القابون عن تسوية أحياء بكاملها بالأرض نتيجة كثافة القصف، محذرين من كارثة إنسانية قد تصيب من تبقى من سكان هذا الحي الدمشقي.
ورغم القصف العنيف والمتواصل على هذه المنطقة التي يعيش فيها أكثر من 30 ألف مدني، لم تتمكن قوات النظام بعد من التقدم إلى قلب هذا الحي وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر.
ويعتبر القابون بوابة دمشق الشمالية، وتقع تحت سيطرة المعارضة منذ نحو تسعة أشهر، ويعتبر من أهم معاقل الجيش الحر في العاصمة، إلا أن قوات النظام بدأت حملة عسكرية عليها منذ نحو أسبوع، فطوقتها بالدبابات واستقدمت تعزيزات عسكرية نشرتها على طريق دمشق حمص.
وما يفاقم الأزمة منع القناصة المنتشرين على أسطح المنازل المحيطة بالحي، المدنيين إلا القلة منهم، من المغادرة.
ويستمر لليوم الـ26 على التوالي القصف بالدبابات من قبل قوات النظام على القابون، مترافقاً مع عمليات تسلل مدعومة بغطاء ناري كثيف وقصف عشوائي على الحي بمختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى القصف بصواريخ أرض أرض.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي السوري أغار امس الاول على بلدات بريف دمشق بالتزامن مع اشتباكات وُصفت بأنها الأعنف في حي القابون. كما شن غارات على بلدات بإدلب مخلفا قتلى، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بارتكاب مجزرة بحمص.
وذكرت لجان التنسيق المحلية وشبكة شام أن طائرات النظام شنت عدة غارات على بلدات عربين وحرستا وزملكا في الغوطة الشرقية.
وقالت شبكة شام إن الغارات على زملكا أوقعت جرحى، بينما قالت لجان التنسيق إن ثلاثة مدنيين قتلوا حين أصابت قذيفة منزلا في داريا التي تتعرض بدورها للقصف بالمدافع والصواريخ.
وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية بريف دمشق براء عبد الرحمن للجزيرة إن قنابل فراغية استُخدمت في الغارات على بلدات الغوطة الشرقية، مشيرا إلى نقص في المواد الأساسية وغلاء كبير في الأسعار.
ووفقا لشبكة شام، فإن قصفا صاروخيا ومدفعيا استهدف في الوقت نفسه بلدات المعضمية وبابيلا ويلدا وداريا وحرستا. وأشارت لجان التنسيق إلى اشتباكات في محيط ساحة الحرية بداريا التي تسعى القوات النظامية منذ شهور طويلة إلى اقتحامها بلا جدوى.
وفي محيط حمص، ارتكبت القوات النظامية «مجزرة» في قرية الحصوية بحمص عقب اقتحامها، حيث قتل أكثر من عشرين شخصا من عائلتين معظمهم أطفال ونساء وفقا لناشطين. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن من بين القتلى تسعة أطفال وثلاث سيدات.
ويأتي اقتحام الحصوية بينما بدأت القوات النظامية بالتعاون مع مسلحين من قرى علوية ومسيحية هجوما على بلدات سنية بينها الحصن التي تعرضت اليوم للقصف، وقرية الزارة التي تلقت إنذارا بالاستسلام، حسب تحقيق لرويترز.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن القرية تعرضت امس الاول للقصف مما تسبب في إصابة عدد من المدنيين بجروح خطيرة. وفي حمص أيضا، تعرضت يوم الاحد مجددا أحياء المدينة المحاصرة للقصف مما تسبب في جرح عدد من الأشخاص، وإحداث مزيد من الدمار حسب ناشطين.
وفي إدلب، قتل مدنيان في قصف على بلدة إبلين في إدلب، بينما قتل أربعة بينهم ثلاثة أطفال في قصف مماثل ببراميل متفجرة من القوات النظامية على قرية بسامس بالمحافظة نفسها. وبشكل متزامن وصلت تعزيزات من الجيش الحر إلى الطريق بين إدلب واللاذقية عند بلدة بسنقول التي ذكرت تقارير أن القوات النظامية سيطرت عليها قبل يومين.
وفي السياق نفسه، تحدثت شبكة شام عن قصف مدفعي على أحياء بدرعا البلد وسط اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر في حي المنشية، كما تجدد القصف على بلدات أخرى بدرعا بينهم سحم الجولان.
وتجدد القصف أيضا على مدينة السفيرة وعلى حي الصاخور في حلب المدينة التي شهدت في الوقت نفسه اشتباكات في حي صلاح الدين.
وفي دير الزور، تعرضت جل الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش الحر للقصف بالمدافع وفقا لشبكة شام، بينما قالت لجان التنسيق إن عنصرا من الجيش الحر قتل في اشتباك مع القوات النظامية في حي الصناعة بالمدينة.