القدس المحتلة – «وكالات»: انتقد مسؤولون إسرائيليون تسريب معلومات من وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» بشأن استهداف إسرائيل صواريخ روسية متطورة في مدينة اللاذقية الساحلية بسوريا خلال الأسبوع الماضي، واعتبروا أن من شأن تلك التسريبات أن تقوض الاستقرار في المنطقة.
ونقلت عدد من وسائل الإعلام عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن الانفجار، الذي هز اللاذقية في الخامس من الشهر الجاري وأعلنت المعارضة المسلحة عدم مسؤوليتها عنه، هو نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض لصواريخ ياخونت الروسية المتطورة المضادة للسفن.
وردا على تلك المعلومات وجه مسؤولون إسرائيليون انتقادات شديدة إلى جهات في البنتاغون لتسريبها المعلومات، وقالو إنها قد تقوض الاستقرار في المنطقة.
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تسريبات من هذا النوع تشكل خطرا على الاستقرار في المنطقة وقد تشعل نيرانا لا حاجة لإشعالها.
وأضاف الموقع الإلكتروني أن التسريبات الأمريكية أثارت مخاوف في إسرائيل بأن تحرج الرئيس السوري بشار الأسد ويبحث عن سبل للرد على الهجوم الإسرائيلي وذلك بعد أن هدد إسرائيل علنا في مقابلات صحافية.
وتابع الموقع أن الادعاءات في إسرائيل هي أن الأسد مرتدع منها ويدرك أن مهاجمتها قد تورطه بشكل خطير وتؤدي إلى نهاية حكمه، ولذلك فإنه قد يبحث عن القيام برد فعل على الغارات الإسرائيلية بطرق مختلفة وبينها تقويض الاستقرار في هضبة الجولان المحتلة، مثلما أعلن الأسد في إحدى المقابلات الصحافية.
وقدر مسؤولون إسرائيليون أن التسريبات الأمريكية ربما تهدف إلى تصوير إسرائيل كدولة لا يمكن السيطرة عليها، ودفع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إجراء مفاوضات مع الغرب بشأن مستقبل البرنامج النووي لبلاده.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية امس الاول إن الصواريخ المستهدفة تعتبر مصدر قلق للولايات المتحدة لإنها تزيد قدرة سوريا على توجيه تهديد للسفن الغربية التي تنقل الإمدادات إلى المعارضة السورية، ويمكن أن تستعمل لاستهداف الطائرات مما يشكل تهديدا لنجاح فرض منطقة حظر طيران في حال إقرارها.
وأوضحت أن الصواريخ تشكل أيضا تهديدا للقوات البحرية الإسرائيلية وتثير مخاوف من أنها قد تعزز وجود حزب الله اللبناني في الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من سنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار الروسي لإرسال صواريخ ياخونت المضادة للسفن إلى سوريا قوبل باعتراضات من البنتاغون، حيث حذر رئيس هيئة أركان القوات الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي من أنها ستشجع النظام السوري وقد تشكل تهديدا لقدرة إسرائيل على مراقبة البحر الأبيض المتوسط.
يشار إلى أن إسرائيل سبق أن نفذت غارات في الأشهر الماضية في سوريا لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني.
وامس الاول قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لن يسمح بحصول حزب الله اللبناني على «أسلحة خطرة»،
وكان نتانياهو قد رفض في مقابلة أجرتها معه شبكة سي بي أس الامريكية تأكيد أو نفي ضلوع اسرائيل في تلك الغارة.
ولكنه قال «سياستي تتلخص في الحيلولة دون انتقال الاسلحة الخطرة الى حزب الله اللبناني وغيره من المنظمات الارهابية. ونحن مصرون على انتهاج هذه السياسة».
يذكر ان صواريخ «ياخونت» تنطلق نحو الاهداف البحرية بسرعة تبلغ ضعف سرعة الصوت، وعلى ارتفاع منخفض جدا يصعب معه على انظمة الرادار الاستشعار بها.
وتعتبر اسرائيل وجود هذه الصواريخ في ايدي حزب الله تهديدا موجها لمنشآتها العسكرية والاقتصادية الساحلية بما في ذلك احتياطات الغاز في عرض البحر.