
القاهرة – «وكالات»: ساد الهدوء ميدان التحرير، امس قبيل مسيرات سلمية حشدت لها القوى الشبابية للنزول إلى «ميادين مصر للدفاع عن مكتسبات 30 يونيو،» وضمانا لتحقيق أهدافها، وذلك بعد مصادمات بين مناهضي وأنصار الرئيس «المخلوع» محمد مرسي، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.
ودعا شباب جبهة الإنقاذ وتنسيقية 30 يونيو، في بيان السبت، للاحتشاد في ميادين مصر في تظاهرات سلمية للدفاع عن مكتسبات الثورة مؤكدين أن الشرعية للشعب المصري، وليس لأي فصيل أو تيار سياسي.
كما دعا المجلس الأعلى لشباب الصعيد جموع الشباب إلى الاحتشاد والنزول لميادين التحرير في كل المحافظات،دعما لخارطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة من قبل، واستكمالا للنصر الذي حققه الشعب بمختلف طوائفه يوم 30 يونيو الماضي، طبقاً لموقع أخبار مصر.
وشهدت مصر، خلال الأيام القليلة الماضية، أعمال عنف بين مؤيدي ومعارضي مرسي، راح ضحيتها 36 قتيلا وأكثر من 1404 جرحى، وفق تقديرات وزارة الصحة المصرية.
وفي الأثناء، حذر الجيش من أي أعمال عنف أو تخريب للمنشآت العسكرية أو الإضرار بها, مؤكدا ان من يخالف ذلك ويلجأ إلى خيار العنف فسوف يعرض حياته للخطر وسيتم التعامل معه وفقا للقانون.
وأكدت المؤسسة العسكرية، وعلى لسان المتحدث الرسمي بأسمها، العقيد احمد محمد علي، إن حرية التعبير عن الرأى حق مكفول للجميع تحميه القوات المسلحة وتوفر له التأمين المناسب.
سياسيا اصطدم التحول السياسي في مصر بعد اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي بأول عقبة بعد اعتراض اسلاميين على اختيار السياسي الليبرالي محمد البرادعي ليكون رئيس وزراء مؤقت للبلاد.
واكدت عدة مصادر ووسائل الاعلام الرسمية يوم السبت ترشيح البرادعي ولكن متحدثا رئاسيا قال للصحفيين قبيل منتصف الليل انه لم يتم في الواقع اختيار رئيس الوزراء.
وجاء هذا التحول المفاجيء وسط اعتراض على ترشيح البرادعي من قبل حزب النور ثاني اكبر قوة اسلامية في مصر بعد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي مما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الجيش في العثور على اجماع بين الليبراليين والمحافظين على الشخص الذي يجب ان يدير البلاد.
من جانبه قال متحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر ان بامكان الإخوان المسلمين المشاركة في الانتخابات الجديدة.
وقال المتحدث للصحفيين «نحن نمد ايدينا للجميع والجميع جزء من الوطن والرئاسة حريصة تماما على الدمج السياسي ونمد ايدينا لجماعة الاخوان المسلمين واؤكد ان الرئاسة منفتحة للجميع وليست في خصومة مع اي تيار اسلامي . جماعة الاخوان لديها فرصة كبيرة كغيرها في المستقبل للدخول في جميع الانتخابات بما فيها الانتخابات الرئاسية القادمة او بعد القادمة او طيلة الوقت المفتوح».
وبعد دقائق من تحدثه ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان النائب العام امر بحبس اربعة من زعماء الاخوان 15 يوما اخرى بتهمة التحريض على العنف ضد المحتجين.
ومن هؤلاء الاربعة سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان.
وقالت جماعة الاخوان انه ليس لها علاقة بخطط الجيش لتشكيل حكومة مؤقتة جديدة. وترى انه يجب اعادة مرسي لمنصبه وتعهدت بمواصلة الاحتجاج حتى تحقيق ذلك.
ولكن حزب النور وافق على الخطة الانتقالية التي يدعمها الجيش والتي تؤدي لاجراء انتخابات جديدة. وقد يؤدي انسحابه من هذه العملية الى تجريدها من دعم اسلامي مهم.
وفي اعقاب رفض حزب النور اجلت الادارة المؤقتة التي يرأسها المستشار عدلي منصور تعيين رئيس الوزراء الجديد.