
عواصم – «وكالات»: قال مسؤولون امس إن فريقا من خبراء الأسلحة الكيماوية بالأمم المتحدة وصل إلى تركيا لجمع معلومات عن احتمال استخدام مثل هذه الأسلحة في الصراع الدائر في سوريا.
وينتظر الفريق الذي شكله الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في قبرص منذ أبريل دون أن تسمح له سوريا بالدخول. واتهمت الحكومات الغربية قوات الرئيس بشار الاسد باستخدام اسلحة كيماوية في هجماتها.
وقال مسؤول تركي رفيع لرويترز ان الفريق ارسل الى تركيا هذا الاسبوع وان رئيسه العالم السويدي اكي سيلستروم اجتمع مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس.
وتبادلت الحكومة السورية والمعارضة التي تقاتلها الاتهامات باستخدام اسلحة كيماوية من بينها غاز السارين في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المؤيد للمعارضة ويتخذ من بريطانيا مقرا له ان أكثر من 100 الف شخص قتلوا في الصراع الذي بدأ في مارس 2011 في أطول وأعنف انتفاضة عربية.
وقال دبلوماسي لرويترز ان مشاعر الاحباط لدى الحكومات الغربية زادت لان فريق الامم المتحدة لم يتمكن من احراز تقدم في التحقيق الذي يجريه في المزاعم.
ولن يتمكن الفريق في تركيا من جمع عينات تربة أو أدلة علمية يحتاج اليها لاثبات استخدام اسلحة كيماوية لكن يمكنه جمع معلومات واجراء مقابلات أو أخذ عينات دماء من الشهود أو ضحايا الهجمات المزعومة.
وقال المسؤول التركي الذي طلب عدم نشر اسمه «لان الفريق لا يمكنه السفر الى سوريا فان سيلستروم يزور دولا مثل تركيا وفرنسا وبريطانيا التي لديها معلومات بشأن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية».
ميدانيا سيطر مقاتلي المعارضة السورية امس على آخر حواجز النظام في مدينة درعا حسبما اكدت تقارير صحافية من هناك، في حين أكدت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام السوري تواصل قصفها حي القابون بدمشق للأسبوع الثالث على التوالي، بينما تحدثت تقارير عن وقوع مجازر وانتهاكات واسعة في تلكلخ بحمص.
وأفاد مراسلون بأن الثوار سيطروا على حاجز البنايات، وهو آخر حواجز النظام في مدينة درعا، وذلك بعد هجومين انتحاريين بعربة مدرعة وسيارة على الحاجز، وأظهرت صور خاصة بالجزيرة لحظة تفجير الحاجز.
وتأتي السيطرة في إطار عملية واسعة لانتزاع آخر ثلاثة مخافر في المحافظة -التي يحتشد فيها الكثير من الجيش النظامي- وهي هجانة وكتيبة الهجانة والجمرك القديم، ويعد الأخير معبرا حدوديا مع الأردن.
وشهدت المحافظة امس أيضا استمرار القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء مدن درعا وجاسم وإنخل.
من جهة أخرى، أفاد ناشطون بسقوط أربعة صواريخ أرض أرض على أحياء العاصمة الجنوبية صباح الامس، مما أسفر عن دمار كبير في المباني السكنية.
وقالت شبكة شام إن القصف طال أحياء القابون وبرزة، مع وقوع اشتباكات عنيفة في حيي مخيم اليرموك والعسالي تزامنا مع حملة مداهمات في أحياء الموازيني وقبر عاتكة والتيامنة والمجتهد.
وكان المركز الإعلامي السوري قد تحدث في وقت سابق عن حالات اختناق في القابون نتيجة قصفها بمواد سامة، ويتعرض هذا الحي لقصف متواصل منذ ثلاثة أسابيع.
وفي ريف دمشق، أصاب القصف المدفعي كلا من زملكا والمليحة وداريا والمعضمية والزبداني، كما قصف النظام بطائراته بلدتي الزمانية والأحمدية في الغوطة الشرقية.
وقال المتحدث باسم كتائب درع الشام أبو فاروق الشامي لقناة الجزيرة إن الاشتباكات تواصلت امس عند منطقة الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي، إلى جانب اشتباكات أخرى في داريا. أما محافظة حماة فشهدت امس قصفا بقذائف الهاون على مدينة قلعة المضيق، كما وثقت شبكة شام اندلاع معارك في حي الراشدين الحلبي بين الجيش السوري الحر وقوات النظام.
وتواصل القتال أيضا في حي الرصافة بدير الزور، بينما واصل النظام قصفه المدفعي على معظم أحياء المدينة الخارجة عن سلطته.
من جهة أخرى، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة امس مدينة الحولة في حمص، كما أكدوا تواصل الحملة العسكرية من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني على مدينة تلكلخ بالمحافظة، متحدثين عن وقوع اعتقالات وإعدامات ميدانية وعمليات نهب وتخريب وحرق للمنازل.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان امس تقريرا عن الحملة المتواصلة في تلكلخ منذ عشرة أيام، وقالت إنها وثقت خلال الأسبوع الأول من الحملة مقتل 15 شخصا بينهم امرأتان وثلاثة عناصر من الجيش الحر، إضافة إلى فقد ستين شخصا وإصابة أكثر من 200.
وجاء في التقرير أن الحصار بدأ في الثامن عشر من الشهر الحالي بوصول حشود كبيرة لمليشيات حزب الله والشبيحة إضافة إلى عناصر من الجيش والأمن، حيث طوقوا المدينة تزامنا مع قطع الاتصالات والمياه والكهرباء عنها، ليبدأ القصف الجوي والمدفعي طوال يومين، تلاه هجوم بري بالدبابات والمدرعات.
وتقع مدينة تلكلخ في وسط المسافة بين حمص وطرطوس، وهي ملاصقة للحدود اللبنانية، ويحيط بها عدد من القرى ذات الأغلبية العلوية.