
عمان - «وكالات»: بدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري امس مسعى جديدا لاحياء محادثات السلام بين الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين على الرغم من عدم وجود مؤشرات ملموسة بأنه سيحقق انفراجة خلال زيارته الخامسة للمنطقة.
وسيقوم كيري خلال الأيام الثلاثة المقبلة بجولات مكوكية بين اجتماعات في عمان مع العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس.
وتزامن وصوله الى عمان ليل الأربعاء مع أنباء بأن اسرائيل وافقت على بناء 69 وحدة سكنية في مستوطنة يهودية بالقدس الشرقية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية «على الرغم من ان مثل هذه الاجراءات لا تساعد فاننا لا نزال نتعشم في ان يدرك الطرفان الفرصة وضرورة العودة لمائدة التفاوض».
ولم يكشف كيري سوى عن تفاصيل قليلة عن استراتيجيته لجمع الطرفين معا. وانهارت مفاوضات السلام في عام 2010 في نزاع بشأن بناء اسرائيل في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية. وترفض اسرائيل التي احتلت الضفة في حرب عام 1967 هذا. ويقدر عدد المستوطنات اليهودية التي أقيمت بتصاريح من الحكومة الاسرائيلية بنحو 120 مستوطنة الى جانب عشرات المواقع الاستيطانية التي أقامها مستوطنون دون موافقة رسمية.
ويشترط الفلسطينيون تجميد البناء في المستوطنات اليهودية قبل استئناف محادثات السلام.
ونقلت صحيفة هاارتس الاسرائيلية عن وزير لم تذكر اسمه من حزب ليكود بزعامة نتنياهو إعترافه بأن أي اتفاق مع الفلسطينيين سيستلزم الانسحاب من معظم أراضي الضفة الغربية وإخلاء كثير من المستوطنات.
وقال «نتنياهو يفهم ان التوصل الى اتفاق سلام سيستلزم انسحابا من أكثر من 90 في المئة من الضفة الغربية وإخلاء عدد غير قليل من المستوطنات. يعرف ان ذلك أحد الأشياء التي ستبحث». ويعيش الغالبية العظمى من المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية في كتل استيطانية تشغل نحو 5-6 في المئة من الأراضي الأمر الذي يعني ان الانسحاب من النسبة التي تصورها الوزير قد تبقي معظمهم كما هم.
وعلى الرغم من ذلك فان نتنياهو يتحدث ايضا عن الاحتفاظ بوجود عسكري اسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية المستقبلية وهو مطلب من غير المرجح ان يقبله الفلسطينيون. وقال متحدث باسم نتنياهو انه ليس لديه تعليق على تقرير هاارتس.
ويقول كيري الذي تجنب تحديد جدول زمني للاتفاق على استئناف المحادثات انه يرغب في ان يرى تقدما قبل شهر سبتمبر وهو موعد استئناف الجمعية العامة للأمم المتحدة مناقشاتها بشأن الشرق الأوسط.
وأضاف أثناء زيارة للكويت يوم الأربعاء «الوقت هو عدو عملية السلام. مرور الوقت يسمح بفراغ يملأه من لا يريدون التوصل الى سلام».
وأقر كيري بأن إحياء المحادثات سيكون عسيرا لكنه اعتبر ايضا ان الوقت مناسب الآن لوضع خطة سلام مع الاجتماع المقبل للأمم المتحدة.
وأضاف في الكويت التي كانت رابع محطاته في جولة يزور خلالها ثماني دول ركز خلالها حتى الآن على الحرب الأهلية في سوريا «ما كنت لأتواجد هنا الآن اذا لم يكن لدي قناعة بأن الأمر ممكن لكنه صعب».
ونفى كيري تقارير اخبارية اسرائيلية بأنه كان يعمل لجمع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين معا في عمان هذا الأسبوع.
وقال خالد الجندي وهو مستشار سابق للقيادة الفلسطينية في المفاوضات مع اسرائيل وباحث حاليا في مركز بروكنجز الأمريكي للأبحاث السياسية ومقره واشنطن ان من المرجح ان يتمكن كيري من احياء المحادثات لكن من غير الواضح ما اذا سيتمكن من الحفاظ على استمرارها.
وأضاف الجندي «ما زلت متشككا في ان منهج كيري - على الرغم من مزاجه الشخصي ومعرفته العميقة بالمشاكل - غير مختلف بشكل جذري عن منهج أسلافه».
وأردف «على حد علمي فانه لم تكن هناك مراجعة جادة للاخفاقات السابقة أو دروس مستفادة والعملية لاتزال منفصلة عن الحقائق على الأرض».
وتابع الجندي انه اذا كان هدف كيري تحريك عملية السلام فان ذلك ممكن لكن بدون تحقيق كثير من النجاح وبمخاطر سياسية كبيرة لأن الفلسطينيين والاسرائيليين لن ينخدعوا بالعودة لعملية سلام في حد ذاتها.