عواصم – «وكالات»: التقي المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي امس بالقاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية ومسؤولين مصريين وآخرين من المعارضة السورية، فى وقت جدد فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه واشنطن وموسكو، متهما النظام السوري وحزب الله وإيران بارتكاب مجازر بسوريا،
وبحث المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الأزمة السورية مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي وعدد من المسؤولين المصريين وشخصيات من المعارضة السورية، على ضوء نتائج الاجتماع الذي جمعه في جنيف مع دبلوماسيين أميركيين وروس لبحث الترتيبات لعقد مؤتمر جنيف2.
يذكر أن الأمم المتحدة ممثلة بالإبراهيمي والولايات المتحدة وروسيا أعلنوا عزمهم عقد اجتماع تحضيري آخر نهاية الشهر الجاري، وسط توقعات بعقد جنيف2 في يوليو المقبل.
وقد عزت الأطراف الثلاثة فشل الاجتماع الأخير لرفض المعارضة السورية لغاية الآن تحديد قائمة الممثلين عنها للمشاركة في المؤتمر، كما قالت وسائل إعلام إن إصرار موسكو على مشاركة إيران في المؤتمر المرتقب يعتبر عقبة رئيسية في ظل رفض أميركا ودول غربية لهذه المشاركة.
من جانبها نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن رئيس أركان قوات المعارضة السورية، اللواء سليم إدريس، قوله خلال مقابلة أجرتها معه عبر الهاتف، إن المعارضة لن تشارك في مؤتمر «جنيف 2» ما لم يتم تزويدها بالأسلحة والذخيرة.
وقال إدريس: ما لم نتلق ذخيرة وأسلحة لتغيير الواقع الميداني وموازين القوى على واقع الأرض.. بكل صراحة يمكنني القول بأننا لن نذهب إلى جنيف.. لن تكون هناك جنيف».
وأبدى المسؤول العسكري خشيته من أن تسفر مشاركة المعارضة بــ»جنيف 2»، الذي أيد حضوره مبدئياً، عن نتائج معاكسة، إن جرى حضورها قبيل تعزيز موقفها بإمدادات جديدة من الأسلحة, طبقاً لنيويورك تايمز.
وعلى صعيد مواز، قال النائب عن حزب المحافظين في بريطانيا، بروكس نيومارك، الذي التقى الرئيس السوري، بشار الأسد، عدة مرات، بأن تسليح المعارضة السورية هي الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الأسد الذي سيحمي نظامه بأي ثمن كان، وكتب في صحيفة «ديلي ميل» أعرف الأسد، وأعلم بأنه وقت تسليح الثوار السوريين للإطاحة به.
وقال: التقيت الأسد لأول مرة في رحلة لدمشق عام 2006، بالنسبة لرجل يذبح شعبه، فهو يتحدث بصوت هادئ إلا أنه رجلاً صريحاً، على مدى خمسة أعوام التقيته عدة مرات، وكانت أجوبته مباشرة لحد الدهشة، فعندما سألته عن أهم أهدافه رد بكلمتين: بقاء النظام، وهذا يتعارض مع ما يتفوه به في العلن بشأن الإصلاحات السياسية.. قلت له بأن هناك تنافراً تام بين الإصلاح وبقاء النظام» لكنه لم يقدم رداً على هذا السؤال».
وعلى صعيد متصل قال جورج صبرة نائب رئيس الائتلاف والرئيس الفعلي له بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب، إن ما يجري في سوريا اليوم يغلق الباب تماما أمام أي محادثات أو مبادرات دولية لحل الأزمة السورية، في إشارة إلى مؤتمر جنيف2 الذي دعت إليه موسكو وواشنطن في مسعى لإنهاء الأزمة السورية سياسيا من خلال جمع طرفي الصراع بسوريا على طاولة المفاوضات.
وأضاف صبرة في تصريحات صحفية «الحرب المعلنة من قبل النظام السوري وحلفائه بالمنطقة وصلت لدرجة لا يمكن السكوت عنها»، واتهم كلا من إيران وحزب الله وقوى شيعية بالعراق بجر المنطقة إلى حرب طائفية، مؤكدا رفض المعارضة للانجرار إلى هذه الحرب، لأنها ستحيل الحياة بالمنطقة إلى جحيم، على حد قوله. كما كرر تحذيراته للحكومة اللبنانية، مؤكدا أنها تتحمل مسؤولية «غزو» حزب الله لسوريا.
تصريحات صبرة الأخيرة جاءت بعد سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله على مدينتي القصير والبويضة الشرقية، التي رافقها مقتل وإصابة الكثير من المدنيين ومسلحي المعارضة، بالإضافة إلى نزوح معظم سكان المنطقتين.
وكان صبرة قد أكد قبل عدة أيام رفض الائتلاف المشاركة في جنيف2، قبل انسحاب مقاتلي حزب الله وإيران من الأراضي السورية.
كما دعا أمس الاول كل السوريين إلى مقاتلة من سماهم «الغزاة» بكل الوسائل المتاحة، مضيفا أن حزب الله يسعى إلى «تخريب البنى الاجتماعية والثقافية في المنطقة».
وحذر المجتمع الدولي و»أصدقاء الشعب السوري» من مخاطر ما يجري في المنطقة، وقال إن ما يقوم به حزب الله في سوريا «حرب مفتوحة وغزو، ونضع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم».