كيسمايو – «وكالات»: حمل عبد الله إسماعيل نائب رئيس منطقة جوبا لاند الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود مسؤولية الاشتباكات التي جرت في اليومين الماضيين بين فصائل صومالية متنازعة للسيطرة على مدينة كيسمايو الإستراتيجية بجنوب الصومال، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا وإصابة العشرات.
ودارت هذه المعارك بين عناصر مليشيا راس كمبوني التي يتزعمها زعيم الحرب الإسلامي السابق أحمد مدوبي الذي أعلن نفسه مؤخرا رئيسا لمنطقة «جوبا لاند» بجنوب الصومال، ومليشيا إفتن حسن باستو، وهو أيضا من زعماء الحرب وأعلن نفسه رئيسا للمنطقة نفسها. وبدأت المعارك مساء الجمعة وانتهت مساء السبت.
وفي مؤتمر صحافي حمل إسماعيل الرئيس محمود مسؤولية الاشتباكات والخسائر الناجمة عنها، وذلك بإرساله وفودا سياسية وعسكرية رفيعة المستوى إلى مدينة كيسمايو عقب إعلان تأسيس دولة جوبا لاند مباشرة، وهو ما أدى إلى خلق توتر سياسي وعسكري فيها حسب قوله.
كما شن إسماعيل هجوما لاذعا على وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم حاجي محمود فقيه الذي قال إنه حاول تفكيك الجيش الصومالي على أسس قبلية. وأكد تورط الوزير فقيه مباشرة في القتال «حيث أشرف على إعداد القوات المتمردة أثناء إقامته في كيسمايو والممتدة 16 يوما».
وأشار إلى وجود علاقة بين الحكومة الصومالية وحركة الشباب المجاهدين وذلك بمشاركة 120 عنصرا من الحركة في القتال، إلا أن المكتب الإعلامي للحركة وصف تلك المعلومات بأنها «محض افتراء وعارية عن الصحة».
أما رئيس مؤتمر جوبا لاند محمد إبراهيم -وهو أحد اللاعبين الأساسيين في دولة جوبا لاند الصومالية الإقليمية- فقد وصف اشتباكات كيسمايو بأنها «مؤامرة دبرت من مقديشو تحت إشراف الرئيس حسن الشيخ محمود».
واستخدم إبراهيم عبارات قاسية بحق وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم فقيه بقوله «هرب الوزير من المدينة خاسئا وصاغرا وخاسرا»، في إشارة إلى تزامن خروجه منها لحظة انسحاب المليشيات الموالية للزعيم القبلي إفتن حسن باستو من كيسمايو. وأشار في تصريحات للجزيرة نت إلى أن من وصفهم بالمخربين في المدينة يتلقون الدعم من الحكومة الصومالية، وهدد بسحقهم والقضاء عليهم.
من جهته اتهم الزعيم القبلي إفتن باستو قوات راس كمبوني الموالية لأحمد مدوبي بتدبير محاولة لاختطافه واعتقاله يوم الجمعة الماضي، وهو ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات بين الجانبين، حسب روايته.
وقال باستو في تصريحات صحفية إن «المعارك اندلعت عندما شنت قوات راس كمبوني الهجوم وحاولت توقيفي، لكن رجالي ردوا ودافعوا عني».
يشار إلى أن إفتن نصب نفسه رئيسا لجوبا لاند عقب إعلان تأسيس دولة جوبا لاند الصومالية برئاسة أحمد مدوبي مباشرة. كما أعلن العقيد بري آدم شري اختياره رئيسا لجوبا لاند، الأمر الذي خلق توترا عسكريا وأمنيا شديدا في كيسمايو.
في هذه الأثناء تزامنت زيارة وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم فقيه إلى مدينة كيسمايو مع حالة الاحتقان السياسي ذي الطابع القبلي.
وفور وصوله إلى المدينة شرع في إجراء اتصالات مباشرة مع إفتن باستو وكل من يعارض دولة جوبا لاند بقيادة أحمد مدوبي. وتمسك فقيه بعدم اعترافه بالكيان الجديد الذي تمخض عن مؤتمر جوبا لاند، مما أدى إلى أن يصب الناطق الرسمي باسم دولة جوبا لاند عبد الناصر سيرار جام غضبه على الوزير.
وربط سيرار الاشتباكات المسلحة بجهود الوزير الرامية إلى تخريب أمن كيسمايو بتعامله مع جهات غير شرعية لديهم.
غير أن وزير الدفاع نفى الاتهامات الموجهة إليه وجدد تأكيده عدم اعتراف الحكومة الصومالية بجميع الرؤساء الذين أعلنوا أنفسهم رؤساء لدولة جوبا لاند.
ودعا فقيه إلى وقف الاشتباكات المسلحة بين الجانبين، وشدد على ضرورة اتخاذ الحكومة الصومالية إجراءات قوية لمحاسبة المتورطين في الحروب الدائرة حاليا في كيسمايو.
ونقلت القوات الكينية الوزير فقيه من مقر إقامته داخل المدينة إلى مطار كيسمايو الدولي حفاظا على سلامته، خاصة بعد فرض إدارة جوبا لاند سيطرتها الكاملة على المدينة.
وتأتي الاشتباكات المسلحة في وقت يغيب فيه رئيس دولة جوبا لاند عن مدينة كيسمايو بسبب زيارة رسمية يقوم بها إلى نيروبي استجابة لدعوة رسمية تلقاها من المسؤولين الكينيين.
تجدر الإشارة إلى أن جهود الحكومة الصومالية الرامية إلى نزع فتيل الأزمة في كيسمايو قد باءت بالفشل، وتزيد الاشتباكات الحالية من حالة الاحتقان والتوتر العسكري المتصاعد بين الأطراف الصومالية المتصارعة للسيطرة على ميناء كيسمايو.